خبر حكومة نتنياهو تثير مخاوف الأردن ! .. طارق ديلواني

الساعة 04:12 م|08 ابريل 2009

لم تثر تشكيلة حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة أحدًا من جيران إسرائيل، مثلما فعلتْ بالجانب الأردنيِّ الذي دخلت صحافته وصالوناته السياسية منذ أيام، في حالة عصف ذهني؛ للخروج برؤية واضحة حول كيفية التعامل مع شركاء سلامٍ لا يعترفون بحل الدولتين. بل ويتجاوزون ذلك إلى التلويح بالخيار الأردني، وهو الفَزَّاعَةُ التي طالما أرَّقَتْ السياسة الأردنية الرافضة للتوطين الفلسطينيين في الأردن.

 

وللمرة الأولى على الإطلاق يصف الإعلام الأردني نتيجةَ الانتخابات الإسرائيلية، وما تَبِعَها من تشكيل للحكومة، بأنها تهديدٌ للأمن القوميّ، الأمر الذي يُشِيرُ إلى حجم مخاوف الأردنيين في ظل مُعْطَيَاتٍ على الأرض، كُلُّهَا تشير إلى حقبة زمنية مقبلةٍ، حُبْلَى بالمفاجآت غير السارة .

 

الأردن الرسمي متشبثٌ كثيرًا بما يُعْرَفُ بحل الدولتين، الذي من المفترض أنْ يُنْهِيَ كل مخاوفه السياسية والدمغرافية من تبعات أي حل لقضية اللاجئين، وحق العودة، على حساب الأردن المكتظِّ أصلًا بالفلسطينيين.

 

غير أن ما يخيف الأردن أكثر في تشكيلة حكومة نتنياهو هو تلك الإشارات والتلميحات المبكرة التي أطلقها عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية من قبيل التركيز على السلام الاقتصادي بدل السياسي و طرد عرب الـ48 من أراضيهم . فضلا عن تصريحات قديمة جديدة لنتنياهو يعتبر فيها الأردن الضفة الشرقية لإسرائيل.

 

واللافت أيضا هنا ارتفاع منسوب التبرُّمِ والغضب في التصريحات والمواقف الرسمية الأردنية تُجَاه حكومة نتنياهو ومواقفها ، فالعاهل الأردني رَدَّ بقسوةٍ على تصريحات تقول بأن المملكة تَمُرُّ بأزمة، مُؤَكِّدًا أن إسرائيل، وليس الحكم الهاشمي، هو من يمر بأزمة، في إشارة إلى أطروحات إقامةِ وَطَنٍ بديل للفلسطينيين في الأردن.

 

وقبل ذلك كانت الحكومة الأردنية تُؤَكِّدُ أكثر من مرة على أن سلام إسرائيل لن يتحقق إلا بحلٍّ شامل وعادل .

 

على وقع هذه التخوفات ثمةَ حِرَاكٌ إعلامي أردني، مدفوعا بمراكز قوى أردنية تحاول إنضاج فكرة التخلي عن حالة السلم من طرف واحد مع إسرائيل، أو حتى التلويح بذلك، والمقصود هنا معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، التي تَمُرُّ بحالة جمود منذ توقيعها تقريبا عام 94 .

 

هذه التيارات تُرَوِّجُ لفكرة المراجعات السياسية، دون التخلي عن الثوابت، وهي نفس اللافتة العريضة التي رفعها الإعلام الأردني قبل أشهر؛ لتبرير التقارب مع حماس والإسلاميين .

 

نغمة إفلاس السلام، وعدم جدواه، بدأت تأخذ طريقها إلى السياسة الأردنية على ما يبدو، بعدما أدرك الأردن وغيره من الدول العربية أن خِيَارَ التطرف هو خيار الناخب الإسرائيلي .

 

والحديث اليوم في الأردن عن توجيهِ رسائِلَ شفوية حادة للإسرائيليين، بأنه لا مفاوضات بعد اليوم، وأن المقاطعة للحكومة الإسرائيلية هو المقابل للتعَنُّت الإسرائيلي .وسط تشديد على أهمية السلام للمنطقة!