خبر « الفلسطينيون في إسرائيل » ... قصة تغيرات واسعة وعميقة طالت المفاهيم والأداء والأدوات

الساعة 01:45 م|08 ابريل 2009

فلسطين اليوم:رم الله

صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب "الفلسطينيون في إسرائيل: سياسات الأقلية الأصلية في الدولة الاثنية"، لمؤلفيه، د. اسعد غانم ومهند مصطفى، و يعالج الكتاب وضع الفلسطينيين في إسرائيل خاصة في العقدين الأخيرين على مستوى الخطاب السياسي الفكري، والممارسة السياسية في آن، حيث يتعقب البحث التطور المفاهيمي وتطور أدوات العمل السياسي رابطا إياها بالسياقات التاريخية ، ومسترشداً بمختلف الأدبيات والتجارب المتعلقة بالأقليات.

 

و يكشف الكتاب وبإسهاب التقنيات المعقدة التي اعتمدتها الدولة دستوريا وقانونيا وسياسيا أمعانا في إلغاء أي معنى سياسي أو هوياتي للوجود الفلسطيني في إسرائيل، وإمعاناً في إقصائه عن أي مساواة في توزيع الثروات المادية والمعنوية في سياق الدولة اليهودية. إلى جانب ذلك طور الفلسطينيون تقنيات اشتباك مع الدولة، وصلت حدّ العنف أحيانا، يرصدها الكتاب واضعا إياها في سياقها التاريخي.

 

و يتطلع الكتاب إلى قراءة مغايرة على ضوء النظريات السياسية المتعلقة بالمجموعات وتطورها خصوصا فيما يتعلق بصلاتها بالدولة، وخصوصا تلك المتعلقة بالمجموعات القومية المسيطر عليها وأوضاعها على ضوء نقاشات المواطنة والحقوق الجماعية للمجموعات الأصلية.  ويحدد الكتاب منطلقه النظري في ثلاثة محاور أساسية.

 

المحور الأول، هو الإطار السياسي، فبالرغم من نجاح إسرائيل في تقديم صورة ديمقراطية ذاتية "منفتحة"، وخاصة من خلال وجود عمليّة انتخابيّة تنافسيّة، وحريّة نسبية لوسائل الإعلام، تحولت عمليا إلى دولة توظَّف من أجل توسع وهيمنة مجموعة إثنية واحدة على حساب المجموعة الفلسطينية.  وبقيت إستراتيجية التهويد القاعدة الأساسية التي يرتكز إليها النظام الإسرائيلي الإثني، وتراهن هذه الإستراتيجية على استمرار السيطرة اليهودية على جميع أجهزة السلطة والقوة.  

ينتظم الفلسطينيون في إسرائيل في نضال للتحرر والمساواة، وتشكل هذه النضالات -معاً وكل على حدة- رأس الحربة من أجل تغيير الوضع القائم منذ العام 1948.  وتشكل هذه النضالات أحد جوانب هذا الكتاب.   

 

والمحور الثاني هو تطور الفلسطينيين في إسرائيل، الفردي والجماعي حيث يفترض باحثون كثر، وذلك ضمن إطار التحليل المركزي المعتمد في العلوم الاجتماعية في إسرائيل، أن الأقلية الفلسطينية في إسرائيل مرت، حتى يومنا هذا، بعملية تطور حثيثة وطبيعية، تنص هذه الفرضية على أنه عقب حرب 1948 و تجربة الصدمة الأولية، التي نجمت عن تفكك البنى السياسية والاجتماعية الفلسطينية، فقد بدأت الأقلية الفلسطينية السير في مسلك طبيعي من التطور في مجالات الحياة كافة. 

 

والمحور الثالث للكتاب هو الفلسطينيون في إسرائيل والمستقبل، و  في هذا الخصوص يراجع الكتاب مجمل الأفكار فيما يتعلق بمستقبل الفلسطينيين في إسرائيل، هذه الأفكار والطروحات التي جاءت من قبل الفلسطينيين في إسرائيل أنفسهم أو من قبل تيارات في الحركة الوطنية الفلسطينية أو شخصيات وتيارات إسرائيلية.  

 

وقد تمت مراجعة هذه الأفكار على ضوء مراجعة الأدبيات السياسية النظرية المتعلقة بمستقبل الأقليات عموماً، والخروج باستنتاجات تتعلق بمستقبل الفلسطينيين في إسرائيل خصوصاً، وفي هذا السياق سيتم التطرق إلى أفكار ظهرت خلال  العقدين الأخيرين في صفوف الفلسطينيين في إسرائيل وتقييم طروحات سياسية سابقة أيضاً، مثل خطاب المساواة، التطورات المستقبلية، المجتمع العصامي، دولة المواطنين وغيرها من الطروحات والأفكار.