خبر دراسة: 51% من المنازل تعرضوا للتدمير خلال الحرب و35% تعرضوا لازمات نفسية

الساعة 01:01 م|08 ابريل 2009

فلسطين اليوم: رام الله

أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان  و معهد "فافو" النرويجي للدراسات الدولية التطبيقية اليوم عن نتائج المسح للأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والصحية في قطاع غزة بعد ستة أسابيع من انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

 

و قالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية باربرا بيتاسا جورجي في مؤتمر الإعلان عن النتائج في مدينة البيرة اليوم، إن الصندوق سيعمل على إعداد دراسة تحليلية للمسح ليخرج بعد  ذلك بالتوصيات اللازمة، مشيرة إلى أن جزءا من جهود المجتمع الدولي توفير معطيات ومعلومات حول الوضع الفلسطيني.

 

و لفتت إلى أن النساء الحوامل هن الضحايا غير المرئيات لهذه الأزمة، وان 4 من عشرة نساء حوامل لم يحصلن على الرعاية الطبية اللازمة أو لم يحصلن عليها في الوقت اللازم.

 

وذكرت جورجي أن صندوق الأمم المتحدة عمل على إدخال المستلزمات الطبية لمشافي القطاع ليس لقطاع الصحة الإنجابية فحسب بل مستلزمات للقطاع الصحي بشكل عام.

 

و نوهت إلى أن موقف هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام تجاه الأزمة واضح من خلال القرار الدولي 1825 كما أن هناك لجنة تقصي حقائق، لافتة إلى أن انتداب صندوق الأمم المتحدة للسكان ومجالات عملها في الأراضي الفلسطينية تتمثل في قضايا النوع الاجتماعي والصحة الإنجابية والإسهام في الإغاثة الإنسانية.

 

من جانبه أشار اوغي تيتنس من معهد "فافو" واحد معدي المسح أن الرسالة الأبرز من المواطنين في القطاع تمثلت بان فتح المعابر أمر حيوي، وأنهم قادرون على عادة البناء إلا أن فتح المعابر سيكون أمرا هاما لنجاح ذلك.

 

و استعرض نتائج المسح الذي اعد بناء على مسح عينة أسرية وأجرى مقابلات مع أكثر من ألفي مواطن وغطى عمليات التهجير خلال العدوان والأضرار التي حدثت خلالها، والوضع الاقتصادي للمواطنين، والاحتياجات والمخاوف، والأوضاع الصحية والنفسية الاجتماعية.

 

و أظهرت نتائج المسح أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة قد حال دون حصول أربع نساء من بين كل عشرة حوامل على خدمات الرعاية السابقة للولادة أو التالية لها.

 

وأشار إلى أن 34% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عاما بأنهم يجدون صعوبة في التركيز فيما يراود 35% من الشباب أحاسيس باليأس بشكل متكرر و35% ينتابهم الغضب الشديد لدرجة أنهم كثيرا ما يشعرون بفقدان السيطرة.

 

وفيما يتعلق بالتنقل أشار المسح أن 72% من الأسر بقيت في منازلها، بينما 29% غادرته إلى أماكن أخرى، وان 28% من الأسر انتقلت إلى مكان أخر مقتا لتعود إلى منازلها لاحقا.

 

وذكر ان49% من المنازل لم تتضرر بسبب الحرب على غزة، و27% تعرضت لأضرار بسيطة، و23% تعرضت لأضرار يمكن إصلاحها، بينما 1% تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها.

 

و أفادت الغالبية من المستطلعين أن متوسط ما يحصلون عليه من الكهرباء من الشبكة العامة يقدر بساعتين واثني عشر دقيقة كمعدل متوسط، فيما ستة من عشر اسر أفادت بأنها غير قادرة على إبقاء مساكنها دافئة بشكل كاف أثناء الليل.

 

و فيما يتعلق بالمياه فاظهر المسح أن أسرة واحدة من بين أربعة اسر تعتمد على الشبكة العامة للمياه كمصدر وحيد، و72% من كل الأسر أفادت بان إمدادات المياه في مساكنها كافية، كما تبين أن 87% من الأسر أفادت بان نظام الصرف الصحي يعمل بشكل طبيعي في مسكنها بينما تعاني من أعطال فيه 6% من الأسر.

 

وفيما يختص بالعمالة فاظهر المسح أن 75% من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم ما فوق 15 عاما لم يحصلوا على عمل أبدا، و22% حصلوا على وظيفة قبل حزيران 2007 و19% كانوا يعملون حتى بداية العدوان و19% كانوا يعملون خلال الأسبوع السابق للمقابلة، و40 % من الرجال كانوا يعملون قبل الحصار و33% منهم لديهم عمل الآن، فيما 94% من النساء لم يحصلن على عمل أبدا.

 

واظهر المسح انه بعد العدوان فان السلطة الوطنية بقيت المشغل الأكبر للمواطنين في القطاع إذ يعمل في مؤسساتها 41% ولدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" 7% و13% لدى حماس و19% لدى القطاع الخاص و18% لحسابهم الخاص.

 

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي فانه استمر بالتراجع بالمقارنة مع ما كان عليه منذ ستة أشهر، إذ أفادت 63% من الأسر بان حالتها الاقتصادية ازدادت سوءا و35% لم تتغير حالتها، فيما 2% أفادت بان أوضاعها الاقتصادية قد تحسنت.

 

أما بالنسبة للمساعدات فاظهر المسح أن 48% من الأسر تسلمت مساعدات خلال الحرب و78% تلقت المساعدات خلال الأسابيع التي أعقبت انتهائها فيما 17% من الأسر قالت إنها لم تتلقى مساعدات منذ بداية العام الماضي، وهي مساعدات توزعت  بين مساعدات صحية مجانية 27% ودعم غذائي 24% وتأمين صحي مجاني 20% ودعم مالي بنسبة كانت 2%.

 

وفيما يتعلق بأولويات الاحتياجات للمواطنين، اظهر المسح أن الأولوية الأولى تمثلت بالمال بنسبة 39%، وغاز الطهي 20%، وإصلاح المسكن 16% والغذاء 12%.

 

كما أظهرت الدراسة أن واحدا من كل عشرة أي ما يعادل 11% من كان قطاع غزة يعاني من بعض أشكال الأمراض المزمنة، وهي أكثر بنسبة عشرين ضعفا عند الأفراد بعمر 60 عاما وأكثر، مقارنة بالأطفال في سن عشر سنوات واقل، أي 61% مقابل 3%.

 

وسجل المسح أن اثنين من كل ثلاثة كانا يعانيان من مرض مزمن 66% كانا بحاجة لرعاية صحية خلال الهجوم، منهم 52% تلقوا رعاية مناسبة و27% تلقوا رعاية غير مناسبة، فيما 20 % لم يتلقوا أي رعاية طبية.

 

وحول أسباب عدم تلقي الرعاية الطبية المناسبة أو رعاية أخرى، أظهرت النتائج أن السبب يعود إلى عدم وجود القدرة المالية للحصول على الاستشارة أو العلاج بنسبة 46%، وان الذهاب إلى العيادة أو المشفى خطر جدا 30%، وان المرافق الصحية كانت مغلقة 4%، أو ان المرافق الصحية كانت مدمرة أو مليئة بضحايا الحرب وعدم وجود قدرة استيعابية 3% أو عدم توفر مرافق صحية قريبة 5%، أو بسبب العلاج الذاتي 1% أو لأسباب أخرى 17%.

 

وبناء على الدراسية فان ما يقارب 1% من المواطنين في قطاع غزة عانوا من مشاكل أو ضغوط نفسية حادة ناجمة عن العدوان إذ أن 13% من السكان قد عانوا من مشكلة النوم في الأسبوع الأول الذي سبق إجراء المسح والأطفال ما بين أعمار 2 إلى 9 خاصة الإناث منهم كانوا أكثر تأثرا بهذه المشكلة، فيما الشباب 15-24 عاما خاصة الذكور كانوا اقل معاناة من ذلك.