خبر أزمة البطالة العربية تتفاقم ومعظم ضحاياها من الشباب

الساعة 11:09 ص|08 ابريل 2009

فلسطين اليوم: وكالات

يواجه العالم أزمة بطالة لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية ارتبطت بالركود الاقتصادي العالمي ما دفع منظمة العمل الدولية إلى توقع خسارة 51 مليون وظيفة إضافية في العالم في نهاية العام الحالي، ما يعني زيادة في معدل البطالة بنسبة 7.1% بالمقارنة مع 2008. وفي تقرير لها نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، قالت المنظمة إن العالم في أحسن التقديرات سيخسر 30 مليون وظيفة أي بزيادة 6.5% عن عام 2008.

لكن ما حصة العالم العربي من هذه الأزمة؟

تفيد إحصاءات برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن معدل البطالة في الوطن العربي يصل إلى نحو 15% أي 17 مليونا لكنه يزداد ليصل إلى 40% بين الفئتين العمريتين 15 و24 عاما ما يزيد رقم العاطلين إلى 66 مليونا من بين 317 مليون نسمة وهو تعداد العالم العربي.

ويثير هذا المعدل القلق ويشكل تحديا للدول العربية واقتصاداتها وينذر باضطرابات اجتماعية مع تفاقم الركود الاقتصادي العالمي، خاصة إذا عرفنا أن عدد سكان العالم العربي قد يصل إلى ما بين 410 و460 مليون نسمة بحلول 2020 وأن الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما يمثلون أكثر من 40% من مجموع السكان كما أن عدد الباحثين عن عمل خلال العقد القادم سيزيد إلى أكثر من 32 مليونا.

المعدل الأعلى بالعالم

وقال مدير منظمة العمل العربية أحمد لقمان " إن عدد العاطلين في العالم العربي سيصل إلى نحو 21 مليونا بحلول 2010 إذا استمر الوضع الاقتصادي دون تحسن. وأضاف أن معدل البطالة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا هو الأعلى في العالم بالمقارنة مع مناطق أخرى.

وقد ازداد عدد السكان في العالم العربي بنسبة 2.5% في العقدين الماضيين بالمقارنة مع متوسط الزيادة السنوية في العالم وهو 0.5%.

ويزيد من تفاقم مشكلة البطالة أنها تنتشر حتى بين المتعلمين والجيل الصغير من الشباب بسبب فشل الحكومات في توفير فرص عمل جديدة لأعداد تتزايد من السكان.

وتشكل البطالة عبئا على الخريجين كما على الحكومات. ويضطر أكثر من 50% من الطلاب العرب في الخارج إلى عدم العودة بعد إنهاء دراساتهم، في حين يغادر المنطقة 54% من الأطباء و26% من المهندسين بلا رجعة.

ويعتقد محللون أن العالم العربي يحتاج إلى معدل تنمية سنوية يصل أكثر من 7% لكي يستطيع خفض نسبة البطالة، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة لدفع عجلة التنمية.

وقد تباطأت عجلة التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السنوات الأخيرة إلى ما دون المعدلات في معظم أنحاء العالم ما رفع معدلات البطالة.

 

أسباب متعددة

وقالت الجامعة العربية في تقرير صدر العام الماضي إن تفاقم مشكلة البطالة يعود إلى ضعف التنمية والزيادة الكبيرة في عدد السكان والسياسات الاقتصادية والنقدية الخاطئة.

وفي الوقت الذي تزداد فيه القوة العاملة بنسبة 3% بين عامي 2000 و2015 تزداد فرص العمل الجديدة بنسبة 2.5% فقط.

وتسعى الجامعة العربية إلى إيجاد آلية لحل المشكلة في الدول العربية عن طريق برامج تبادل العمالة وحل مشكلات العمال في الدول المضيفة وتعزيز دور القطاع الخاص وإحلال العمالة العربية محل العمالة الأجنبية، لكن في المقابل تسعى بعض الدول إلى إعطاء الأولوية لأبنائها فيما يتعلق بفرص العمل ما يعنى ارتفاع نسبة البطالة في الدول الأخرى.

وقد حث صندوق النقد الدولي الدول العربية على إصلاح مؤسساتها بحيث تستطيع تحقيق التنمية الكافية لمكافحة البطالة. وطالب الصندوق في عدة توصيات الدول العربية بتحرير اقتصاداتها وخفض اعتمادها على عوائد النفط وعلى زيادة الإنفاق في قطاع التعليم وتحسين الحوكمة.

وتتفاوت معدلات البطالة في الدول العربية. ففي الوقت الذي تعاني فيه كل الدول العربية من البطالة فإن بعضها استطاع السيطرة عليها إلى حد ما، وبينما يصل معدل البطالة إلى 20% في بعض الدول، استطاعت دول أخرى المحافظة عليها عند 1.8% في السنوات الأخيرة.