خبر 1600 أسيراً مريضاً في سجون الاحتلال محرومين من العلاج ويتعرضون لسياسة الإهمال الطبي

الساعة 10:02 ص|08 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

أكد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال ترتفع بشكل ملحوظ ومتواصل بسبب انتهاج سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وحرمان الأسرى من تناول العلاج المناسب للأمراض التي يتعرضون لها.

 

وأوضح المركز في تقرير له بمناسبة يوم الصحة العالمي، أن عدد الأسرى المرضى وصل إلى 1600 أسيراً مريضاً، من بينهم 16 أسيراً مصاباً بمرض السرطان، وأن هؤلاء يتعرضون لسياسة الإهمال الطبي من قبل إدارة السجون، والتي تحرم الأسرى من العلاج المناسب لتلك الأمراض المرعبة، حيث يقتصر علاج الأسرى المرضى بالسرطان على المسكنات وحبوب الأكامول الذي يصرف لكل الأمراض حتى الخطيرة منها كالقلب والسكري والكلى.

 

وأضاف التقرير، أن معاناة وأوضاع الأسرى الصحية تتفاقم بشكل سيء للغاية، مشيراً في ذات الوقت إلى أن البيئة التي يعيش فيها الأسرى في سجون الاحتلال تعمل على إصابة الأسرى بالعديد من الأمراض بسبب الرطوبة وانعدام التهوية وعدم دخول أشعة الشمس إلى السجون.

 

وبين المركز الفلسطيني في تقريره أن 550 أسيراً بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة، وهو ما أكدته وزارة الأسرى والمحررين، وأن 160 أسير يعانون من أمراض خطيرة جداً كالسرطان والكلى والقلب، و18 أسير يستخدمون الكرسي المتحرك والعكاكيز في حركتهم وتنقلهم داخل السجون التي ينعدم فيها الاهتمام الصحي.

 

ونو التقرير، إلى أن 80 أسير يعانون من مرض السكري وأسيرين اثنين هم من فاقدي البصر بشكل كامل وأن العشرات مهددين بفقدان البصر، و40 أسير مصابين بالرصاص والشظايا أثناء الاعتقال وقبله، و41 أسير هم نزلاء دائمين فيما يسمى بمستشفى سجن الرملة الذي يعانى فيه المرضى من القمع والإرهاب والمساومة على العلاج مقابل تقديم معلومات، في أسلوب يبين فظاعة وإجرام سلطات الاحتلال وممارستها العدوانية ضد الأسرى في السجون.

 

ويؤكد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى في تقريره أن عدد الأسرى المصابين بمرض السرطان بلغ 15 أسيرا، بينهم، كل من الأسير المريض رائد درابيه وهو من قطاع غزة، والمعتقل في سجن ايشيل، حيث يعاني من وجود سرطان نادر في الظهر، عانى منه على مدار ثلاث سنوات بينما قابلت إدارة السجن ذلك بحبة الأكامول، والأسير محمد صالح محسن من القدس المحتلة والمعتقل منذ 10 سنوات ومحكوم بالسجن لمدة 15 عاماً حيث يعاني من سرطان في الغدة الدرقية وتم اكتشافه قبل 4 سنوات فقط في سجن ايشل.

 

وأوضح ذووه أنه لم يكن يعانى من أي أمراض حين اعتقاله، وكذلك الأسير فايز زيدات من الخليل المحتلة الذي مازال يعاني من السرطان نتج عنه تدهور في حالته الصحية في سجن الرملة، دون أدنى اهتمام من إدارة السجون، بالإضافة إلى الأسيرة أمل جمعة التي تعاني من مرض السرطان كذلك وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنها من سجونها الظالمة.

 

وأضاف المركز في تقريره أن هناك قوائم طويلة من الأسرى المرضى هم بحاجة ماسة للعلاج وبعض الأسرى هم: الأسير علي السعدي من جنين، والأسير عصام عطا الشاعر من بيت لحم، والأسير أيمن فؤاد كانوج من طولكرم، ولأسير زهير لبادة من نابلس.

 

وذكر المركز الفلسطيني في تقريره أن غالبية الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون مشاكل صحية نظراً لسوء ظروف احتجازهم في السجون إياها، وقال أن من بين الأسرى المرضى أصيبوا بأمراض وهم في السجون نتيجة التعذيب والتنكيل الذي يلقونه من إدارات السجون ومن سجاني الاحتلال.

 

وأفاد أن الأسرى يحتجزون في زنازين وغرف ضيقة جدا تنتشر فيها الرطوبة بحيث أنها لا تصلح لعيش البهائم، ولا تدخلها أشعة الشمس مطلقا، وتنعدم فيها أدنى مقومات الصحة، علاوة على تعرض الأسرى للضرب المبرح والتعرض لتيارات الرياح شديدة البرودة وهو ما يتسبب في إلحاق الأذى المتعمد والضرر البالغ بالأسرى في السجون ويولد في ذات الوقت أمراض عديدة أقلها مرض الروماتيزم والتهابات المفاصل والعظام.

 

وأشار المركز الفلسطيني للدفاع إلى أن معظم الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة ومتوسطة وما دون ذلك، وأن الأسرى المرضى يعانون كل يوم وليلة من الأمراض والأوبئة، وهذه الأمراض يمكن حصرها في أمراض الجهاز التنفسي والهضمي وأمراض الجهاز الدوري والأمراض الجلدية، وأمراض الأعصاب.

 

ونوه المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى في تقريره إلى أن عدد الشهداء الأسرى بلغ 195 أسيرا شهيدا، وقال أن هذا العدد يشتمل على الأسرى الشهداء الذي قضوا نحبهم بسبب الإهمال الطبي أو الذين استشهدوا أثناء الاعتقال وبعده ونتيجة التعذيب الشديد، مبينا أن آخر الشهداء الأسرى الذي ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي هو الأسير الشهيد جمعة إسماعيل موسى من مدينة القدس المحتلة الذي كان يقبع في سجن الرملة (نتسان) الصهيوني، والذي استشهد في الرابع والعشرين من ديسمبر من العام 2008م