قائمة الموقع

خبر نظام مع اوباما- هآرتس

2009-04-08T08:25:45+03:00

بقلم: امير اورن

 (المضمون: اوباما يفرض نظاما جديدا ويضع اولوياته الواضحة وعلى نتنياهو ان ينسق خطواته معه - المصدر).

براك حسين اوباما – هو الذي ابرز اسمه الوسطي في مقابلة القاها في شتراسبورغ – لم ينتظر حتى مساء عيد الفصح حتى يقوم بالطقوس. وليس الطقوس مجرد طقوس بل سلسلة من الطقوس. طقوس ليوم واحد وطقوسا عالمية. خلال عشرة ايام كشف عن خطته في افغانستان وجارتها المليئة بالمشاكل باكستان. غرق في لندن، في الازمة الاقتصادية التي تزعزع اركان المعمورة وخرج حتى حدود فرنسا – المانيا حتى يحقن ابرة محفزة لحلف الناتو، وطرح في براغ رؤيته للعالم المجرد من السلاح النووي، وبعد ذلك تحدث في تركيا عن علاقات الغرب مع الاسلام وللتحلية ذكر بنيامين نتنياهو من هو رب البيت الابيض الان. هذا انجاز لا بأس به لفترة اسبوع ونصف.

النتيجة هي ان فرص اسرائيل للفوز بالتفهم الامريكي للعملية العسكرية ضد ايران قد ازدادت وان فرصة نتنياهو للفوز بفهم امريكي لمناورات التضليل والتسويف في العملية السياسة مع الفلسطينيين قد اصبحت معدومة. اوباما لن يقبل بالسلاح النووي في ايران ولا بالرفض الاسرائيلي كذلك.

اوباما يتحرك في ثلاثة دوائر – دائرة داخلية واخرى غربية وثالثة عالمية. هو يحاول حشد التأييد الداخلي في البداية وبعد ذلك ينتقل للناتو كمفهوم بديل للغرب واخيرا في الساحة العالمية التي تشمل الدول العظمى غير المعنية بمساعدة القيادة الامريكية (روسيا والصين). هو سيفضل التحرك من خلال اجتماع شامل ولكنه سيكتفي بموافقة غربية وسيقود في هذه الحالة سياسة امريكية احادية الجانب حتى ان شعرت كل الدول الاخرى بعدم الرضا والمرارة.

وحتى لا يكون هناك مجال لشك اعترف اوباما في شتراسبورغ باعتزاز – في رد سريع على صحفي بريطاني – بعقيدته وبتميز امريكا. لقد تبدد امل من اعتقدوا او خافوا من ان يكون اوباما من طراز مختلف تماما من القادة الامريكيين وان يظهر كشخص ناعم يميل للاعتذار. ليس مهما ما الذي اراد انصاره ان يروه به. المنصب في هذه المرة ايضا اكبر من الشخص ورئاسة اوباما هي حلقة واحدة فقط في سلسلة طويلة من مواجهة الواقع الغامض الرمادي الذي لا توجد معابر حادة وواضحة من الابيض للاسود او بالعكس. اوباما كما يتضح الان ليس صورة معاكسة لجورج بوش.

من الزوايا الاسرائيلية، التطور الاستراتيجي الاكثر جوهرية هو حرف الاهتمام الامريكي نحو شرق العراق في فترة بوش. البؤرة تزحزحت نحو ايران وافغانستان وكوريا الشمالية. مغزى ذلك هو ان الموقف من التهديدات المصيرية المتمثلة في الذرة والارهاب هي نظرة متشددة تماما كما في عهد بوش ولكن بمعزل عن الصراع الاسرائيلي – العربي. التنازلات في جبهة اسرائيل لن تجدي نفعا في الصراع ضد القاعدة وطالبان ولن تثني كوريا الشمالية عن اطلاق الصواريخ التي قد تحمل رؤوسا نووية.

اوباما مثل بوش بعد غزوه لافغانستان والعراق وجد نفسه  مضطرا للقول بان الاسلام ليس عدو امريكا. هنا يساعده اسمه الاوسط "حسين" وأصل أبيه، ولكن الحقيقة المجردة التي تبث للجمهور بان الاسلام هو عدو فعلا. ليس كل المسلمين سيئين ولكن كل السيئين مسلمين باستثناء الكوريين الشماليين. نظام عالمي يقوم على امم وليس على خرافات متعددة الجنسيات وهذا النظام لا يمكنه ان يصبح رهينة للتعصب الديني الذي يتسبب بحرب ابدية ويزيد من قتل الملايين من المواطنين من خلال الانتشار النووي لانظمة بلا كوابح ومن بينها منظمات قد نذرت نذرها بتحرير البلاد المقدسة وقتل الكفار.

من المريح لاسرائيل ان يأتي التحدي النووي المباشر بالنسبة لاوباما من كوريا الشمالية، لان لائحة التصرف التي سيفرضها اوباما بحق الدول التي تتنكر لالتزاماتها في هذا السياق سينطبق على ايران ايضا. يظهر من المحادثات مع المسؤولين والضباط الامريكيين ان الاعتراف بان خطر المشروع النووي الايراني بالنسبة للشرق الاوسط كله قد ازداد في ادارة اوباما والى جانب ذلك المشروع النووي الكوري الشمالي ونظام الانتشار النووي في العالم التي تعتبر كلها اكبر وزنا من الثمن المتوقع لعملية عسكرية اسرائيلية ضد ايران.

في البنتاغون ومجلس الامن القومي تسود قناعة متزايدة في ذلك وفي السياق اثر محادثات رئيس هيئة الاركان جابي اشكنازي في واشنطن وفي شتراسبورغ. في فترة تبدل القيادات السياسية مع استقرار القيادة العسكرية العليا، تولي اجهزة الامن الامريكية مصادقة عالية لاشكنازي والذي يعتبر شخصا مهنيا في نهجه. تقديراته بصدد شدة التهديد الايراني والقدرة على معالجته وجدت اصداءها في تعليمات رئيس الطواقم الامريكية مايكل مالن والمعلومات التي ادلى بها للصحافة الامريكية.

ولكن الحكومة الاسرائيلية التي تنشد السلام هي وحدها القادرة على اقناع الجمهور بان امر الجيش الاسرائيلي للتحرك يخلو من النوايا الغربية المغرضة. ان كان افيغدور ليبرمان شريك نتنياهو الطبيعي فان اوباما يلمح بان شريكته الطبيعية في المقابل هي تسيبي لفني. قريبا جدا وخلال زيارة نتنياهو لواشنطن واوباما للقدس سيفرض تغير في السياسة الاسرائيلية – او في الحكومة.

اخبار ذات صلة