خبر المفقودون وجثامين الشهداء لدى إسرائيل.. بيوت عزاء مفتوحة وحرمان من الوداع

الساعة 06:56 ص|08 ابريل 2009

فلسطين اليوم- طولكرم

في ظل مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين العشرات من الشهداء الفلسطينيين للامعان في تعذيب ذويهم وإلحاق الضرر النفسي بهم أطلق أهاليهم حملة شعبية للمطالبة بجثث أبنائهم.

 

وانطلق العشرات من أمهات وآباء وأقارب الشهداء، في مسيرة صامتة بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية وهم يرفعون صور أبنائهم الذين تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامينهم في "مقابر الأرقام" وثلاجات الموتى وترفض تسليمها لعائلاتهم.

 

وأكد جمال سعيد نائب محافظ طولكرم على حرص السلطة والقيادة الفلسطينية بالعمل على إنهاء هذه القضية، وذلك بالإفراج عن الجثامين حسبما تقتضيه القوانين الدولية والإنسانية والشريعة الإسلامية.

 

وبين خلال المسيرة التي نظمتها الحملة الشعبية للمطالبة بجثامين الشهداء، في مدينة طولكرم أن استمرار إسرائيل في احتجاز جثامين المئات من الشهداء، انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والشرائع السماوية، معتبراً أن احتجاز جثامين الشهداء هو "ابتكار" إسرائيلي للإمعان في تعذيب الشعب الفلسطيني، خصوصاً أمهات هؤلاء الشهداء اللواتي حرمن من حقهن في وداع أبنائهن وزيارة أضرحتهم.

 

من جهته، أوضح مدير مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان سالم خلة، أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي انطلقت في الوطن منذ منتصف أيار (مايو) العام الماضي، لافتاً إلى أن عدد الاستمارات المعبأة حول الجثامين المحجوزة لدى الاحتلال بلغت 270 استمارة منها 24 استمارة لمحافظة طولكرم.

 

وطالب الصليب الاحمر والمؤسسات الانسانية والرسمية بالتدخل الفوري من اجل الافراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة اما في ثلاجات الموتى او في مقابر سرية لدى قوات الاحتلال.

 

وسلم اهالي الشهداء بطولكرم مذكرة لمكتب الصليب الاحمر، طالبوا فيها بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال للافراج عن جثامين الشهداء واقفال هذا الملف.

 

ومن الجدير ذكره، أن محافظة طولكرم لديها 22 شهيداً محتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال وهم:

 

ـ عبد الفتاح محمد بدير - استشهد قرب اريحا يوم 15-7-1975

- مراد محمد ابو عسل ـ استشهد على حاجز الطيبة يوم 30-1-2002

ـ سرحان برهان سرحان ـ استشهد في اجتياح مخيم طولكرم يوم 4-10-2003

- سيف الله بشير بدران ـ استشهد في مستعمرة ماؤر يوم 1-1-2003

ـ عادل محمد حدايده ـ استشهد في عتيل يوم 16-6 -2003

- طارق سمير سفاقة ـ استشهد في مستعمرة حرميش يوم 30-10-2002

- فايز محمد عواد ـ استشهد في لبنان يوم 17-8-1967

- رمزي فخري عارضه ـ استشهد في مستعمرة افني حيفتس يوم 3-4 - 2004

- خالد احمد ابو العز ـ استشهد في في زيتا قرب الجدار يوم 30-10-2002

- خالد صبحي سنجق ـ استشهد في مستعمرة شعار افرايم

- مؤيد محمود صلاح الدين ـ استشهد في باقة الشرقية ـ فجر نفسه بمجموعة من جنود الاحتلال - يوم 8-11-2001

- عبد الباسط محمد عوده ـ فجّر نفسه في فندق بارك بنتانيا يوم 27-3-2002

- احمد سامي غاوي ـ استشهد في نتانيا يوم 12-7-2005

- محمد جميل فرج

- احمد ابراهيم عبد الله ـ استشهد في القدس ـ حزيران (يونيو) 1967

- اياد نعيم رداد ـ استشهد في قرية الزاوية قرب سلفيت يوم 15-7-1979

- رامي محمد ادريس ـ استشهد في نتانيا يوم 31-3-2002

- محمود احمد مرمش ـ استشهد في نتانيا ـ فجر نفسه ـ يوم 18-5-2001

- مفيد محمد عسراوي ـ استشهد في باقة الغربية يوم 21-2-2002

- محمد علي ابو زينه ـ استشهد في منطقة الاغوار يوم 12-5-1969

- لطفي امين ابو سعده ـ استشهد في نتانيا ـ فجّر نفسه ـ يوم 25-12-2006

- عماني احمد خريوش ـ استشهد في عتيل يوم 5-6-2003

ومن جهته، أوضح خلة أن المذكرة التي سلمها المعتصمون لممثل الصليب الأحمر في طولكرم أكدت أن الحكومة الإسرائيلية، دأبت منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 67، على احتجاز جثامين الشهداء الذين مارسوا حقهم في المقاومة الاحتلال أو كانوا هدفاً للتصفية من قبل قوات الاحتلال.

 

وأشار، إلى أن اسرائيل تواصل احتجاز مئات الجثامين في 'مقابر الارقام' او في ثلاجات حفظ الموتى، في حين ترفض الكشف عن مصير مئات المفقودين، وهي بذلك تحرم عائلات هؤلاء الشهداء، من حقها في تشييع ودفن ابنائها وفقا للتقاليد الدينية، وبما يليق بكرامتهم الوطنية والانسانية، وتحرم ذوي المفقودين من معرفة مصيرهم.

 

ومن جهته قال رئيس جمعية اللجان الشعبية للمطالبة بجثامين الشهداء شريف شحرور "إن الافراج عن جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، قضية انسانية ووطنية يجب على جميع المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية التحرك العاجل من اجل ايجاد حل لها".

 

وأكد، أنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه ودون تحرير جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين واطلاق سراح جميع الاسرى والاسيرات.

 

ولا بد من الإشارة إلى أن أكثر من 270 عائلة فلسطينية تعيش حالة حزن خاصة، وذلك في سعيهم الدائم إلى إغلاق بيوت العزاء التي لا تزال مفتوحة منذ استشهاد أبنائهم وحتى الآن، بسبب احتجاز جثامينهم من قبل الاحتلال.

 

وبحسب احصاءات مركز القدس للمساعدة القانونية فانه تم توثيق 270 حاله لشهداء ومفقودين، لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامينهم حتى الآن وترفض تسليمهما.

 

وعن ذلك الملف كان عصام العاروري مدير المركز قال:"عملنا في هذا الملف بثلاثة اتجاهات: الأول توثيق وجمع أكبر قدر من المعلومات حول حالات المفقودين وتمكنا من توثيق وجمع 270 حالة لشهداء ومفقودين موثقة بالوقائع والتاريخ والاسم، الاتجاه الثاني: تنظيم تحركات لأهالي هؤلاء الشهداء حيث تم انتخاب لجان تمثلهم في المحافظات المختلفة ولجنة وطنية عامة للنطق باسمهم".

 

وفيما يتعلق بتعريفهم للشهداء والمفقودين يقول العاروري "غالبية المحتجزين هم من الشهداء، ومن خلال الاستمارة التي عبئت من اسر الشهداء والمفقودين، اعتمدنا على بيانات متعلقة بما اذا كانت صدرت بيانات عن تنظيمات فلسطينية باستشهاد مقاومين معينين ينتمون لها في احداث معينة، واستندنا إلى روايات شهود عيان وكذلك بلاغات للناطق العسكري الاسرائيلي الذي كان يعلن في اوقات معينة عن حالات استشهاد، وفي الحالات التي لم يتوفر دليل على استشهادها، اعتبرت في عداد المفقودين وحتى اسرهم ليسوا متاكدين ان كانوا احياء او شهداء، ومن لم يشاهد جثمانا او جنازة يبقى لديه امل بأن ابنه على قيد الحياة'.

 

واعتبر العاروري أن إسرائيل بهذا الاحتجاز تسعى لتحويلها إلى قضية للمساومة والتفاوض رغم الإصرار الفلسطيني أن لا يكون هذا الموضوع خاضعا للتفاوض بل يجب اطلاق سراح الجثث ليتمكن ذووهم من تكريمهم ودفنهم.

 

وأشار العاروري الى ان الاوضاع التي تحتجز فيها الجثامين اوضاع تتنافى مع ابسط حقوق البشر، يدفنون في مقابر سرية عليها لوحات معدنية بارقام، وهناك جثث مدفونة على عمق سطحي لا يتجاوز نصف متر وهي عرضة للتقلبات الجوية، وهناك شهود عيان اكدوا ان الحيوانات الضالة قامت في عدة حالات بنهش بعض الجثث.