خبر مصادر: نتنياهو يخشى من الضغوط الأمريكية ولا يريد الدخول في حرب كلامية

الساعة 05:42 ص|08 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس

قالت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية، الثلاثاء، انّ وزارة خارجية الولايات المتحدة، اعلنت امس انه من المنتظر ان يقوم المبعوث الامريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل بجولة مكوكية في المنطقة في الاسبوع المقبل يزور خلالها كلا من اسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والخليج العربي وشمال افريقيا. وستكون هذه ثالث زيارة يقوم بها ميتشل الى الشرق الاوسط، وسيعقد خلالها لقاء عمل رسمي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وجاء في البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية الامريكية بهذا الصدد: ان هدف زيارة ميتشل هو الدفع قدما نحو حل الدولتين والسلام الشامل في المنطقة، وسيكون هدف المبعوث الخاص في هذه الرحلة هو البحث في الخطوات المقبلة لدفع الاطراف نحو سلام دائم يعود بالفائدة على سكان المنطقة.

واشارت الصحيفة العبرية الى انّه وعلى خلفية التصريحات التي وردت على لسان مسؤولين في المؤسسة السياسية الاسرائيلية، وفي مقدمتهم مسؤولون في ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان، فيما يتعلق بعدم التزام اسرائيل عملية انابوليس وحل الدولتين، يحرص المسؤولون في واشنطن على الاشارة في المناسبات كلها الى الالتزام الامريكي بعملية انابوليس.

وامس الاول قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في كلمة القاها امام البرلمان التركي ان الولايات المتحدة تؤيد بقوة هدف الدولتين للشعبين ـ اسرائيل وفلسطين ـ اللتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن، هذا هو الهدف الذي وافق عليه الطرفان في خطة خريطة الطريق وانابوليس، وهذا هو الهدف الذي سأنشده بصورة نشيطة كرئيس، على حد تعبيره.

من ناحيته قال المحلل السياسي في موقع صحيفة 'يديعوت احرونوت' على الانترنت، روني سوفير، انّه في محيط رئيس الوزراء نتنياهو تسود خشية من قيام الولايات المتحدة الامريكية بممارسة ضغط قوي على اسرائيل فيما يتعلق بمواصلة عملية انابوليس. وعقب الكلمة التي القاها اوباما امام البرلمان التركي، يستعد المسؤولون في القدس لامكان ازدياد حدة التوتر مع واشنطن عشية زيارة المبعوث الامريكي الخاص جورج ميتشل الى اسرائيل في الاسبوع المقبل، وزيارة نتنياهو الى واشنطن بعد نحو شهر.

وبحسب المصادر الاسرائيلية في تل ابيب فانّ رئيس الوزراء نتنياهو يسعى للتقليل من شأن الضغط الامريكي الذي يمارس على اسرائيل. وردا على كلمة اوباما التي اعلن فيها التزام الولايات المتحدة خطة خريطة الطريق، وعملية انابوليس التي تعني في جوهرها قيام دولتين للشعبين، صدر عن ديوان نتنياهو رد خال من المضمون، جاء فيه انّ اسرائيل تقدّر التزام الرئيس أمن اسرائيل ورغبته في دفع عملية السلام الى الامام، وان الحكومة الاسرائيلية ملتزمة هذين الهدفين، وستبلور سياستها خلال الفترة القريبة المقبلة، كي تعمل مع الولايات المتحدة على تحقيقهما، على حد تعبير البيان. بيد ان جهات سياسية رفيعة المستوى في الدولة العبرية اوضحت ليلة امس انه يجب ان يكون المرء اعمى واطرش حتى لا يقرأ الكتابة على الجدار حتى لا يدرك الى اين تتجه الامور، على حد وصفها، واضافت المصادر عينها انّ كلمة اوباما امام البرلمان التركي تبين ان ليس هناك اي طريقة للتهرب من مواجهة مع واشنطن، عقب تصريح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بشأن انتهاء عهد انابوليس.

واكدت المصادر للموقع الاسرائيلي انّ المقربين من نتنياهو، وليبرمان نفسه، ينكرون الادعاءات التي تتحدث عن ضغط امريكي. واوضحت شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة الجديدة، في محادثات مغلقة، انها واثقة بانه سيتم ايجاد طريقة للتفاهم مع الولايات المتحدة بشأن وضع مبادئ جديدة لعملية سياسية ازاء الفلسطينيين، اساسا لان الولايات المتحدة ايضا لا تملك خيارا سوى الاعتراف بأن هناك حكومة جديدة في اسرائيل، ولدى هذه الحكومة تصور مختلف عن تصور حكومة اولمرت، غير انهم، زادت المصادر قائلة، ايضا يعترفون بأنه من غير المحبذ في هذه المرحلة الدخول في حرب تصريحات مع الولايات المتحدة، بسبب الحاجة الى المحافظة على العلاقات مع الحليفة الكبرى، اي الولايات المتحدة الامريكية.