خبر الوفد يمكث 7 أيام..مبعوثا الرئيس الفلسطيني إلى غزة يبحثان إعادة الأعمار والوحدة الوطنية

الساعة 05:34 ص|08 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

تعتبر الزيارة التي بدأها موفدان من حركة فتح الى قطاع غزة للقاء قادة من حركة حماس وفصائل فلسطينية اخرى 'خطوة مهمة' امام تحريك المياه الراكدة في الخلافات بين الفصيلين المتصارعين على السلطة والتمهيد لجولة جديدة من الحوار الفلسطيني تعقد قبل نهاية الشهر الجاري في القاهرة.

وكانت الحركتان اتفقتا على ارجاء الحوار وتعليق المحادثات بينهما في خطوة مفاجئة الخميس الماضي بعد محادثات امتدت ساعات طويلة دون التوصل الى تفاهمات حول القضايا الخلافية، حيث قررتا ارجاء المحادثات ثلاثة اسابيع اخرى لدراسة طروحات جديدة لانهاء الخلافات بينهما.

ووصل القياديان في حركة فتح عبد الله الافرنجي عضو اللجنة المركزية للحركة ومروان عبد الحميد مستشار الرئيس عباس لشؤون التنمية والاعمار لغزة ظهر امس الثلاثاء عبر معبر بيت حانون (ايريز) بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتوجها الى مقر اقامتهما في غزة.

وقال الافرنجي للصحافيين فور وصوله الى غزة ان الرئيس عباس اوفده مع عبد الحميد الى غزة بهدف تعميق الحوار وخلق اجواء ايجابية قبيل حوار القاهرة.

واضاف 'سنقوم بالاستماع الى كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ومعاينة حجم الدمار واثاره وانعكاساته على المواطنين'.

واشار الافرنجي الى انه يسعى للعمل على اعادة الوحدة الوطنية عبر لقاء قادة في حركة حماس ومختلف الفصائل الفلسطينية للوصول الى تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام الداخلي.

واضاف الافرنجي ان الوفد سيطلع على الاوضاع في قطاع غزة عن كثب ومناقشة اعمار القطاع عقب العملية العسكرية المدمرة التي شنتها اسرائيل في 27 كانون الاول (ديسمبر) الماضي والتي استمرت 22 يوما مخلفة اكثر من سبعة الاف قتيل وجريح.

ولدى وصوله الى منزله في غزة قال الافرنجي 'نحن عدنا الى وطنا وبلدنا وبيتنا وبين اخوانا وهو سعيد بهذه الخطوة'.

واضاف 'سنقوم بلقاء مع جميع الفصائل بدءا بحركة حماس والجهاد الاسلامي وانتهاء بكل التنظيمات الموجودة بمن في ذلك قيادات حركة فتح وكل المؤسسات التي ترغب بلقائنا'.

واشار الى ان هذه المهمة 'تصب كذلك باعطاء الرئيس عباس صورة حقيقية صادقة عما يجري وعن جو ومناخ الحوار لنعيد الوحدة الوطنية بشكل اقوى، وتشكيل حكومة توافق وطني وصولا لمصالحة وطنية بشكل صحيح وسريع وتفعيل منظمة التحرير والتحضير والتهيئة لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني'.

ومن المقرر ان يمكث وفد حركة فتح سبعة ايام بحسب مسؤولين مقربين من الوفد.

وقال مروان عبد الحميد ان الزيارة 'تأتي دعما للجهد المصري، المثمن والمقدر عاليا من الشعب الفلسطيني حيث تقوم مصر بدورها كاملا في تقريب وجهات النظر للوصول الى الوحدة الوطنية الفلسطينية'.

واوضح عبد الحميد ان جولة وفد حركة فتح ليست بديلا عن الوفد المحاور في القاهرة وانما محاولة من الحركة والرئيس عباس لايصال رسالة محبة ولنقول ان الرئيس عباس حريص جدا على الوحدة الوطنية الفلسطينية وانجاح الحوار في القاهرة.

وقال 'نحن لن ندخل في تفاصيل الحوار بيننا وبين حماس ولكننا سنستمع باذن صاغية وبقلب مفتوح لكل الاراء التي تطرح لننقلها للرئيس بما في ذلك الاوضاع في غزة واعادة الاعمار فيها وكيف تتم'.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الزيارة ستشمل لقاءات مع قيادات حركة فتح التي تستعد لعقد مؤتمر الحركة السادس قال عبد الحميد 'كل القضايا المطروحة الان سنناقشها مع اخواننا سواء مع حركة فتح لدعم عقد المؤتمر او الفصائل لدعم الحوار الوطني'.

من جهة اخرى أعلنت حركة حماس امس رفضها اقتراح تشكيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس حكومة برئاسته أو برئاسة سلام فياض.

وقال علي بركة نائب ممثل حركة حماس في سورية في تصريحات لموقع 'المركز الفلسطيني للإعلام' الإلكتروني التابع للحركة 'إن حماس متمسكة بحقها في تسمية رئيس الحكومة الفلسطينية المقبلة التزاما منها بالقانون الأساسي للسلطة الفلسطينية الذي نص على حق الكتلة النيابية الكبرى في تسمية رئيس الوزراء'.

وحول فكرة إلزام الحكومة الفلسطينية القادمة بشروط 'الرباعية الدولية' قال بركة:'إصرار حركة فتح على إلزام الحكومة الفلسطينية القادمة بالالتزام بشروط الرباعية الدولية يؤخر التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام، ويحقق المصالحة الفلسطينية، ويؤدي إلى تشكيل حكومة توافق فلسطينية'.

وتابع قائلا: 'كما أن هذا الإصرار الفتحاوي يؤجل إعادة إعمار قطاع غزة، ويربط إعادة إعمار القطاع بتقديم تنازلات إلى العدو الصهيوني أقلها الاعتراف بهذا الكيان الغاصب'.

كما كشف بركة عن تقديم مصر فكرة للنقاش حولها وذلك في جولة الحوار الأخيرة التي جرت في القاهرة بين الحركتين، وأوضح قائلا: 'طرحت مصر تشكيل حكومة فلسطينية في رام الله تتولى السلطة في رام الله، وتنسق أعمالها في غزة عبر لجنة مشتركة من الفصائل الفلسطينية'.

وأوضح أن 'هذه اللجنة تقوم بالتنسيق مع حكومة إسماعيل هنية، وهذه الفكرة المصرية عرضت للنقاش، ولا تعتبر نهائية'.

وكان الحوار الفلسطيني في القاهرة الذي جرى تأجيله لنهاية الشهر الجاري شهد عقبات حادة بين حركتي فتح وحماس حول تشكيل حكومة توافق وطني خاصة في برنامجها السياسي.