خبر تركة اولمرت الضارة.. هآرتس

الساعة 08:08 ص|07 ابريل 2009

بقلم: موشيه ارنس

حكمنا وفقا للتصريحات التي صدرت عن تسيبي لفني وايهود اولمرت في حفل حزب كاديما الاخير – يبدو انهم قد سكروا هناك بدرجة كبيرة. لفني التي ارسلت علامات التحذير في الاجواء وعبرت عن احباطاتها وتتطرقت لتصريحات افيغدور ليبرمان في مراسم تبادل الوزارات في وزارة الخارجية. على حد قولها، "ليبرمان شطب خلال عشرين دقيقة سنوات من الجهود والمساعي لدفع عملية السلام".

لكن ستكون هناك حاجة للكثير من الوقت من اجل اصلاح الضرر الذي الحقته هي واولمرت بمصالح اسرائيل من خلال المفاوضات التي اداراها مع محمود عباس واتباعه، من خلال الاعتقاد بانها ستقود الى "اتفاق الرف". لن يكون من السهل ازالة التنازلات المفرطة التي اقتراحاها باسم اسرائيل. اولمرت يتفاخر بحماقة في ان التنازلات التي عرضها على الفلسطينيين هي اكبر عرض يحصلون عليه في اي وقت من الاوقات. هو يقصد على ما يبدو ان هذه التنازلات اكبر من تلك التي اقترحها ايهود باراك على ياسر عرفات في يناير 2001 في طابا. وتضمنت العودة الكاملة الى حدود الحزيران 1967 وتقسيم القدس والخروج من جبل الهيكل.

من الممكن فقط تخمين ما اقترحته لفني واولمرت في مساعيهما الاخيرة اليائسة للتشبث بالحكم. ذريعة باراك كانت ان مساعيه المخزية رمت الى البرهنة للعالم عن التوصل الى اتفاق مع عرفات مسألة مستحيلة. اما اولمرت ولفني فيدعيان انهما كانا قريبين كالشعرة من احراز الاتفاق مع الفلسطينيين، وان تطرف الناخب الاسرائيلي هو وحده الذي حال دون الوصول الى هذا الاتفاق.

باراك هو الذي فرض سابقة مواصلة الحكومة تقديم التنازلات باسم اسرائيل حتى بعد ان فقدت تأييد الشعب والكنيست، من خلال الادعاء السخيف بانها طالما بقيت في منصبها فانها تحتفظ بصلاحياتها ولذلك من حقها ان تجري المفاوضات في المسائل المصيرية. ولكن حتى بعد ان تم صد باراك وحزبه على يد الناخب، واصل انصاره الادعاء بان الشروط التي وافقوا عليها ستكون الشروط التي سيقوم عليها كل اتفاق مستقبلي. بكلمات اخرى يقولون لنا انهم قد نجحوا في فرض هذه الشروط على اية حكومة ستحكم في البلاد في المستقبل.

هذا بالضبط ما حاول اولمرت ولفني القيام به في المفاوضات التي اجرياها في السنة الاخيرة مع محمود عباس، ولكن بينما كان بامكان باراك ان يدعي بدرجة معينة من الحق انه كان هناك سبب للاعتقاد بان عرفات سينفذ الوعود التي التزم بها – كان واضحا من البداية ان عباس لا يستطيع ذلك. المفاوضات التي جرت معه كانت مفاوضات وهمية ليس بامكانها ان تحقق شيئا باستثناء الحاق الضرر بمصالح اسرائيل الحيوية. هذا لان التنازلات التي تمت في اطارها ستلاحق اسرائيل في اية مفاوضات مستقبلية.

ادعاء لفني بان على حكومة نتنياهو ان تكون ملتزمة بالسياسة التي وضعتها حكومة اولمرت، حولت العملية الديمقراطية الى مهزلة لان هذه السياسة التي تجسدت في عملية انابوليس قد رفضت من قبل الشعب في اسرائيل في الانتخابات الاخيرة.

اولمرت استغل حفلة الوداع التي نظمها حزب كاديما على شرفه ليدعي ان عملية انابوليس قد حظيت باعتراف دولي باسرائيل وانه بفضل هذه العملية اصبح ملايين الناس في العالم يعتبرون اسرائيل حقيقة قائمة. فهل هناك حاجة للتذكير بان الاعتراف الدولي باسرائيل قد تحقق قبل 61 عاما من خلال حكومة دافيد بن غوريون وان شجاعة جنود اسرائيل هي التي حولت اسرائيل الى حقيقة مفروضة قائمة؟

المفاوضات الوهمية التي اجراها اولمرت ولفني لم تخدم هذا الاعتراف بشيء وفي المقابل تركت من وراءها ذيلا طويلا من الاضرار التي تحتاج مدة طويلة لاصلاحها.