خبر الوزير سليمان اقترح على «حماس» حكومتين في رام الله وغزة وتشكيل لجنة فصائلية للتنسيق بينهما خلال الفترة الانتقالية

الساعة 05:41 ص|07 ابريل 2009

فلسطين اليوم – الحياة اللندنية

كشفت مصادر فلسطينية موثوقة شاركت في حوار القاهرة لـ «الحياة» تفاصيل المقترح المصري الذي طرحه رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان على وفد حركة «حماس» في الجولة الثانية من الحوار الوطني الخميس الماضي، وقالت إن هذا المقترح أساسه أن يكلّف الرئيس محمود عباس شخصية مستقلة رجّحت أن تكون رئيس الوزراء الحالي سلام فياض، تشكيل حكومة في رام الله خلال الفترة الانتقالية تكون مهماتها بالدرجة الأولى التمهيد للانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة وإعادة إعمار غزة، على أن يكون ذلك بالتوازي مع تشكيل لجنة من الفصائل الفلسطينية مهمتها الرئيسية التعاون مع حكومة رام الله في إعادة الإعمار وفي إجراء اتصالات بين حكومة رام الله وبين حكومة «حماس» في غزة.

 

ولفتت إلى أن الرئيس الفلسطيني لا يتعامل مع حكومة «حماس» باعتبارها غير شرعية، وكذلك المجتمع الدولي لا يمكنه التعاطي مع حكومة «حماس» طالما هي ترفض الاعتراف بشروط اللجنة الرباعية الدولية والتزام القرارات والاتفاقات المنبثقة عن منظمة التحرير. وأوضحت أن المجتمع الدولي يمكنه التعاطي مع حكومة رام الله «الشرعية» التي ستشرف مباشرة على إعمار غزة، بالإضافة إلى اللجنة المكونة من الفصائل الفلسطينية، لافتة إل‍ى أن حكومة «حماس» يمكنها أيضا الإشراف على إعمار غزة بشكل غير مباشر من خلال هذه اللجنة التي ستكون همزة الوصل بين رام الله وغزة.

 

ووصفت هذا المقترح بـ «الغامض وغير الواضح»، وقالت: «حين سأل وفد حماس الوزير سليمان عن المقترح ونقاط محددة طلباً لتوضيحها، أجاب بأنها مجرد فكرة لم تتبلور بعد لكن ستتم دراستها من جميع جوانبها لطرحها بشكل رسمي في الاجتماع المرتقب في 26 الشهر الجاري»، داعياً الوفد إلى تسجيل هذه المقترحات ودراستها.

 

واعتبرت المصادر أن «المقترح المصري بمثابة محاولة التفافية على العقدة الأساسية في الحوار وهي الحكومة، ومخرج موقت خصوصا أن الحوار وصل إلى طريق مسدود في إشكالية الحكومة، ولعدم إضاعة الوقت وتأمين وصول المساعدت إلى غزة ولو بشكل موقت من خلال حكومة رام الله إلى حين التوصل إلى مخرج حقيقي، خصوصا أن الحصار في غزة أصبح قاتلاً والناس في حال معاناة لم تعد تطاق».

 

 

 

«حماس»: مقترح غامض

 

في غضون ذلك، استبعد قيادي بارز في «حماس» شارك في جلسات الحوار إمكان التجاوب مع هذا المقترح «الذي يكرّس عدم الاعتراف بشرعية حماس في غزة، إذ يتم التعاطي مع الحكومة التي سيكلف عباس تشكيلها في رام الله، وأن يقتصر دور حماس من غزة على التعامل مع اللجنة التي ستشكل من الفصائل والتي ستتواصل مع أبو مازن ورام الله».

 

وقال: «هذا مقترح غامض... لا يمكن القبول بتشكيل حكومة لا تحترم نتائج الانتخابات... حماس هي المسيطرة في غزة، فهل يمكن القبول بأن يكون لها دور ثانوي في أمور أساسية كالإعمار؟»، مشككاً أيضا في مدى تجاوب الأوروبيين والأميركيين مع هذا الطرح». وقال: «ليسوا مغفلين، فطالما حماس موجودة في غزة، سيصرون على اعترافها بشروط الرباعية حتى يمكن البدء في إعمار غزة وكسر الحصار».

 

واشار إلى أن برلمانيين وسياسيين غربيين لهم علاقة مع دوائر صنع القرار يؤكدون في الاتصالات والزيارات التي تجري مع «حماس» تفهمهم للحركة واستعدادهم للاعتراف بها شرط الاعتراف بشروط الرباعية، مشددا على أن الخلاف في جوهره سياسي، و «حماس لا يمكنها على الإطلاق القبول بالتزام قرارات الرباعية والاتفاقات التي وقّعتها منظمة التحرير لأنها تمس المقاومة بشكل مباشر».

 

وأضاف «أن حماس فازت في الانتخابات وفق برنامجها ولن تغير برنامجها على الاطلاق... المقاومة هي الإشكالية الأساسية وهي جوهر الموضوع، والقضايا الخلافية الأخرى من أمن وانتخابات هي توابع». وشدد على أن «هذا الأمر غير خاضع للنقاش... حماس ترفض الانصياع للضغوط الأميركية والدولية، وكذلك للقوى الفلسطينية الأخرى التي تتبنى موقف حركة فتح في الحوار وتدعمه في هذه المسألة»، واصفا إياها بأنها فصائل ورقية لا ثقل لها في الساحة الفلسطينية، وقال: «هم يقبضون من فتح وسلطة رام الله، ويأخذون تعليماتهم منها»، في إشارة الى «فتح».

 

وتوقع المصدر أن يستأنف الحوار وألا يتم الإعلان عن فشله، مبدياً مخاوفه من المماطلة وإطالة الوقت حتى يحين السقف الزمني لإجراء الانتخابات التشريعية، وحينئذ سيقولون إن «حماس» كانت تتذرع بالشرعية، ولم تعد هناك ذريعة لها للمطالبة بحقها في السلطة، في إشارة إلى استحقاق الانتخابات، مستنكراً ذلك «لأن حماس لم تأخذ في الأصل فرصتها ولم يتم احترام نتائج انتخابات المجلس التشريعي».

 

ورجّح المصدر أن تعلن «حكومة حماس انتخابات تشريعية في غزة، وان تدعو إلى إجراء انتخابات بالتوازي في الضفة الغربية». ولفت إلى أن «هناك مساعي لتطويع حماس كي تسير على خطى فتح، لكن جميع هذه المساعي فشلت وستفشل»، وقال: «مصر تسعى إلى تشجيع الأميركيين للتقدم بخطى إيجابية في اتجاه المسار الفلسطيني للسلام من خلال دعم حكومة أبو مازن»، مشيراً إلى أن «الوزير سليمان تحدث عن الموقف الأميركي الداعم لحل دولتين ورفض التطرف الاسرائيلي في أوساط الحكومة الإسرائيلية الحالية، ورجّح أن يظل المسار السلمي مجمداً طيلة ستة أشهر، داعيا إلى ضرورة تشجيع الأميركيين على اتخاذ مواقف إيجابية داعمة للقضية الفلسطينية من خلال حكومة فلسطينية شرعية».