في ظلال الميلاد النبوي الشريف محطات وعبر مستوحاة من حياته صلى الله عليه وسلم

الساعة 10:34 ص|19 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم | وليد حلس

قال تعالى: وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعالمين

في ظلال الميلاد النبوي الشريف محطات وعبر مستوحاة من حياته صلى الله عليه وسلم

  بقلم/ وليد خالد حلس

( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )

 ليكن يوم ذكرى ميلاد الهادي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين ميلادا متجددا  لقلوب وأرواح وسلوك من ادّعى حب محمد، يوما لإحداث البعث المحمدي من خلال اتباع هديه، والتأسي به في الصورة والسيرة والسريرة، مصداقاً لقوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببْكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)، وذلك بذكر بعض النماذج المشرقة والصور الرائعة في تعامله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع أهل بيته وزوجاته، مع أصحابه ومع أعدائه وخصومه بالأدب الرفيع والخلق القويم وإنك لعلى خلق عظيم يقول أنس ابن مالك رضي الله عنه: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلاَ لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ لِمَ تَرَكْتَهُ،" وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، وَلاَ مَسَسْتُ خَزًّا قَطُّ وَلاَ حَرِيرًا وَلاَ شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ وَلاَ عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وكان حبه لوطنه شديد حيث خاطب مكة المكرمة زمن الهجرة قائلا "وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ "وكان يلقب بالصادق الأمين من اعدائه معتدلا ومتوسطا لينا سمحا في جميع أموره، ففي الحديث الصحيح: " ما خير رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بين أمرين إلا واختار أيسرهما ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم"

وإبراز رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالإنسان والجماد والحيوان حادثة أنين جذع النخلة وحادثة جبل احد حينما اهتز  "أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" ذلك جبل يحبنا ونحبه ورفقه بالطير لقوله: من أفجع هذه بصغارها وبالحيوان حينما اشتكى الجمل من صاحبه، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- لحابس بن الأقرع: حينما قال أن لي عشرة من الولد لم اقبل احدهم قط فيقول له صلى الله عليه وسلم (من لا يَرحم لا يُرحم)، وممازحته لأصحابه حين أمسك بالصحابي زاهر بن حرام الأشجعي من خلفه في السوق ونادى بصوت مرتفع: من يشتري هذا العبد فيلتفت زاهر فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيبتسم ويقول أتراني كاسدا يا رسول الله فيجيبه -صلى الله عليه وسلم- بل ربيح بل ربيح بإذن الله ، اين الروايات المخفيه عن عوام الناس التي فيها فضحك حتى بانت نواجزه، فتبسم، رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلطفه مع زوجاته وممازحته  لأم المؤمنين عائشه رضي الله عنها، وغير ذلك الكثير الكثير من المواقف الإنسانية النبيلة والتي لا تعد ولا تحصى، فكم نحن بأمس الحاجة اليوم، للتأسي بأخلاقه والسير على هداه واقتفاء أثره.

فأين نحن نقف اليوم من هذه الأخلاق العظيمة؟

فالاحتفاء الحقيقي بمولده يكمن بإحياء سنته والسير على منهجه واتباع هديه، هذا هو النبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وليس كما يحاول الأغبياء والحمقى بإثارة الكراهية وإظهار العداء للإسلام والمسلمين بحقدهم الدفين وبصحفهم المنحرفة ، وأقلامهم المسمومة بالكذب والإساءة المتكررة والمتعمدة لتشويه صورته وسيرته - صلى الله عليه وآله وسلم - مستغلين حالة الهوان والضعف الذي تحياه الأمة، وانشغال العرب والمسلمين بصراعاتهم الداخلية وحروبهم الطاحنة ، والركض وراء وهم  وخديعة التطبيع المهين مع اعداء الإنسانية.