خبر معلقون: المواقف الغربية منحازة للاحتلال الإسرائيلي وينبغي الضغط عليها

الساعة 12:51 م|06 ابريل 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

انتقد معلقون فلسطينيون المواقف الغربية من القضية الفلسطينية، واتهموها بالانحياز إلى الجانب الإسرائيلي وبدرجة تبدو صارخة، مطالبين بممارسة الضغوط على الدول الغربية لتصويب مواقفها.

 

جاء ذلك في مقالات تضمّنها العدد الجديد من مجلة "العودة"، التي تصدر في لندن، تناولت المواقف الأوروبية والأمريكية من مناظير شتى، وحذّرت من توفير الغطاء الغربي للجانب الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه.

 

دور غربي نافى المنطق والعقل

ففي مقاله المعنون بـ "عن الموقف الغربي من القضية الفلسطينية"، كتب ماجد الزير، رئيس تحرير شهرية "العودة"، "يبرز الدور الغربي، الأوروبي والأمريكي على السواء، في تأسيس هذا الكيان (الإسرائيلي) ودعمه على الدوام، وتذليل كل العقبات التي تحول دون استقراره. إنه دور نافى المنطق والعقل في كل مرة، لكي تبقى حال التفوق لهذا الكيان".

 

ولاحظ الزير أنّ هذا "كان منذ ما يربو على قرن من الزمن، في دور أفضى لقيام الدولة العبرية على أنقاض فلسطين، دون أن تتغيّر السياسات إلى الآن. وهنا نجد أن نقاش صلف هذا الكيان، لا ينفصل عن التعاطي مع السياسات الغربية في الشرق الأوسط".

 

وبعد استعراضه جملة من الحقائق والمعطيات والأرقام ذات الصلة؛ استنتج الزير أنّ "الممسك بزمام الدولة العبرية، بدرجة أو بأخرى، بوعي أم بدون وعي، هم الغربيون للأسف. ليس هذا سوى مؤشر واحد فقط، فماذا لو استحضرنا المؤشرات الأخرى، كالغطاء السياسي الغربي المتوافر دائماً للجانب الإسرائيلي، والدعم العسكري والإسناد الاستراتيجي. إنها عوامل تتواصل وتتعاظم حتى بعد المجازر الوحشية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة على مرأى من العالم ومسمع".

 

وخلص ماجد الزير إلى الاستنتاج بأنّ "الضغط الفاعل على الغربي على جانبي الأطلسي، مسار لا غنى عنه في اتجاه تصويب الوقائع ونسج مستقبل الحرية بالنسبة لفلسطين وشعبها"، وفق تأكيده.

 

"نفاق الحضارة التي تدعي الديمقراطية"

وعن "نفاق الحضارة التي تدعي الديمقراطية"، حسب عنوان مقاله؛ تناول الكاتب بلال الحسن المفارقات التي انطوت عليها المواقف الغربية إزاء نتائج الانتخابات الفلسطينية لعام 2006 ونظيرتها الإسرائيلية لسنة 2009.

 

واعتبر بلال الحسن "أننا نشهد على امتداد العالم، عملية نفاق سياسي في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني، ومع القضية الفلسطينية، ومع الشعب الفلسطيني، وقد أدمن الغربيون التعاطي مع هذا النوع من النفاق. ولعل المرارة أصبحت كبيرة جداً عند مواصلة استعمال هذا النفاق بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وأهلها".

 

ومضى الحسن مضيفاً "لقد دمّرت إسرائيل كل المرافق التي تمكِّن قطاع غزة من مواصلة الحياة الطبيعية، وقتلت عدداً كبيراً من المدنيين ومن الأطفال بالذات، ثم انتهى الأمر بساسة الغرب إلى عقد المؤتمرات، ليس من أجل إدانة عدوان إسرائيل، وليس من أجل محاكمة مجرمي الحرب فيها، وليس من أجل مساعدة المنكوبين الفلسطينيين، بل من أجل محاصرة غزة، ومنع ما يسمونه تهريب السلاح إليها".

 

وخلص بلال الحسن إلى القول "هكذا، بدلاً من محاصرة إسرائيل وعدوانها وجرائمها، يُحاصَر الشعب الذي تعرض للعدوان ولارتكاب الجرائم"، وأضاف "إنه النفاق. نفاق الحضارة التي تدعي الديمقراطية"، على حد وصفه.

 

مواقف أوروبية ستكون لها كلفتها

وفي مقاله الذي حمل عنوان "شيء من المنطق"، تناول الكاتب حسام شاكر القضية ذاتها من زاوية مغايرة، فكتب "بشيء من المنطق سيكتشف الجميع أنّ إذكاء روح المقاومة هو المردود المباشر لسطوة القوة الإسرائيلية، المتعالية بإسناد أمريكي وأوروبي لا محدود. وعليه يكون سؤال المرحلة: أي مستقبل لمشروع يحتمي بجيش فاشيّ لا يُتقن سوى القتل الجماعي، وحتى دون أن يحرز إنجازاً ميدانياً لافتاً للأنظار؟ أي مستقبل لاستراتيجية الاحتماء بخيار الدمار الشامل، الذي تعبِّر عنها «عقيدة الضاحية»، التي صاغها القادة الإسرائيليون بأنقاض لبنان وأنضجوها بأشلاء الأطفال مع أمهاتهم في غزة؟".

 

ولفت شاكر الانتباه إلى أنّ "كلفة القاعدة الحربية المتوغلة في الشرق العربي الإسلامي (في إشارة إلى الدولة العبرية)، تتفاقم يوماً بعد يوم. وعلى الحريصين حقاً على تلك القاعدة الحربية و«أمنها»، أن يختصروا الزمن، فينظروا في خيارات التفكيك الآمن لهذا التجمّع الاستيطاني الإحلالي، بدلاً من إسعافه بمزيد من الوهم العسكري والأمني والسياسي".

 

ومضى شاكر متابعاً "طال الزمن أم قَصُر، ستدرك أوروبا، أوروبا بالذات، أنّ استمرارها في النزول إلى الخندق الإسرائيلي له كلفته. شعاراتٌ كبرى تتبخّر كلّ يوم بهذا الانحياز، ومقولات مركزية تفقد معناها بهذا الاصطفاف، ورصيد أخلاقي مفترَض ينفد".

 

وحذّر حسام شاكر من أنّ "أوروبا تخطئ عندما تتصوّر أنّ بوسعها بناء علاقة صحيّة، آمنة ومستقرة، في عالم قريب ومتداخل، من خلال التشدّد في المراهنة على القاعدة الحربية الإسرائيلية. حتى تعهّدات المانحين في «إعادة الإعمار» وغيره، لن تفلح في معالجة المأزق، فما يستقرّ في وعي المنطقة وضميرها هو محاسبة شركاء التدمير لا مكافأة مانحي التعمير"، وفق تقديره.

 

وأضاف الكاتب "ليس جديداً أنّ من يزرع الاحتلال يحصد المقاومة، لكن ما ينبغي أن يشغل الأذهان هو الحصاد المتوقّع لإذلال أمة والاستهانة بشعوبها، بطريقة منهجية تغفل تقديرات المستقبل".