خبر من قال ان الأسد شريك -معاريف

الساعة 09:43 ص|06 ابريل 2009

بقلم: عاموس جلبوع

(المضمون: يجب ان نعرف اذا كان الرئيس السوري هو شريك للسلام حقا وقراءة خطاباته ومقابلاته الصحفية بكاملها تفيدنا بدروس تدل على أنه ليس ممكنا تحقيق سلام منفصل عاجل مع سوريا - المصدر).

لم يدخل نتنياهو بعد الى منصبه وها هي تنطلق الاصوات التي تدعوه لهجر المسار الفلسطيني في صالح المسار السوري. بعض من هذه الاصوات تشدد على أن الاسد يتوق للسلام مع اسرائيل منذ سنوات، ويعلن عن ذلك على رؤوس الاشهاد؛ آخرون يشددون على الحاجة الى اخراجه الفوري من محور الشر الايراني، ناهيك عن أنه معني بذلك، ودفع الثمن الاليم المعروف له. لسبب ما عندي دوما شك اذا كان اولئك الذين يتحدثون باسم الاسد يقرأون بالفعل خطاباته ومقابلاته الصحفية بكاملها. واليكم خمسة دروس على لسان الاسد، استنادا الى خطاباته ومقابلاته الصحفية، من الفترة الاخيرة، لوسائل الاعلام العربية والغربية، والتي تظهر بوضوح مواقفه ومفاهيمه في المسألة الاسرائيلية.

الدرس الاول، بالنسبة للقاء مع زعيم اسرائيلي: اسرائيل نشرت شائعا وكأني اوشكت على لقاء اولمرت في تركيا في كانون الاول 2008. وبالفعل، لم يحصل هذا على الاطلاق. وليكن واضحا جيدا: لن ألتقي رئيس وزراء اسرائيلي الا بعد ان يوقع اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا واسرائيل تكمل انسحابها من كل هضبة الجولان.

الدرس الثاني، بالنسبة للقاء الاخير لاولمرت في تركيا، مع رئيس الوزراء التركي، في كانون الاول 2008: في اثناء اللقاءات غير المباشرة في تركيا تعهد اولمرت امام رئيس وزرائها بالانسحاب من كل هضبة الجولان. كي نتمكن من التوجه الى مفاوضاته مباشرة اردنا الحصول على تعهد اسرائيلي لا لبس فيه بان نيتها الانسحاب الى خطوط 4 حزيران 1967، كما نفهمها نحن. وعليه، بعثنا الى رئيس الوزراء التركي بوثيقة تحدد حدود الرابع من حزيران في ست نقاط: في بحيرة طبريا، في نهر الاردن وفي اماكن اخرى. في حديث هاتفي ليلي طلبت من رئيس الوزراء التركي ان يحصل من اولمرت، الذي كان الى جانبه، على تعهد واضح بانه يوافق على قبول وثيقة النقاط الست التي تقدمنا بها. اولمرت تملص، ناور، واخيرا طلب تأجيل قراره بعدة ايام كي يتشاور. بعد اربعة ايام شن الحرب في غزة.

الدرس الثالث، بالنسبة للسلام مع اسرائيل: اكرر واوضح لكل واحد التقي به، ولا سيما من الغرب بان هناك فارق بين "اتفاق السلام" وبين السلام نفسه. اتفاق السلام هو قطعة ورق وليس أكثر من ذلك. التوقيع على هذه الورقة قد يمنح اسرائيل سفارة وامورا رسمية مشابهة. ولكنه لن يمنحها باي حال من الاحوال سلاما بمعناه الطبيعي، فلن يمنحها تطبيعا يتضمن تجارة، معبر حدود حر وكل باقي الامور.

الدرس الرابع، بالنسبة للاجئين الفلسطينيين السلام والارهاب: يوجد في سوريا 500 الف لاجيء فلسطيني. الى أن تحل مشكلة هؤلاء اللاجئين فيعودون الى ديارهم وتصل المشكلة الفلسطينية الى حلها الكامل، لن يكون أي سلام طبيعي بين اسرائيل وسوريا. لكل اتفاق توقعه اسرائيل مع سوريا لن تكون أي قيمة عملية دون حل المشكلة الفلسطينية. فضلا عن ذلك، طالما يوجد لاجئون فلسطينيون، طالما يوجد احتلال اسرائيلي على ارض عربية، فان سوريا ستدعم المقاومة (أي، الارهاب).

الدرس الخامس، بالنسبة لمحور الشر: لسوريا توجد علاقات استراتيجية قديمة وشجاعة مع ايران مثلما مع حزب الله وحماس ايضا؛ كل المساعي لقطع سوريا عن ايران عديمة المنفعة؛ اتفاق اسرائيلي مع سوريا لا يتعلق الا بسوريا والجولان، وليس بعلاقاتها مع ايران وهذه المنظمات. سوريا هي قوة عظمى اقليمية مؤثرة، وعليه فانها هي القادرة على أن تشكل عاملا بسيطا في حوار الولايات المتحدة مع ايران.

ماذا تفيد به كل هذه؟ المشجعين على السلام مع سوريا سيقولون ان هذه مجرد كلمات ولا تدل على شيء. ولكن لعل هذا يدل على أنه لا اساس للادعاء بامكانية تحقيق سلام منفصل عاجل مع سوريا.