ظروف معقدة وإنجازات كبيرة..

الاتحاد الإسلامي في الجهاد.. عمل نقابي بامتياز واحتضان للمقاومة الشعبية

الساعة 04:07 ص|10 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم

حقق الاتحاد الإسلامي للنقابات المهنية في حركة الجهاد الإسلامي إنجازات كبيرة في خدمة المهنيين والمجتمع الفلسطيني في كافة محطاته منذ نشأة الحركة، لا سيما في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقدة التي تمر بها القضية الفلسطينية، بيدّ أنّه لم يستسلم إزاء هذه المعيقات في محاولة منه لتصويب الأوضاع والظروف بكرامة وإنسانية.

فالتفاعل اللافت للاتحاد الإسلامي لم يقتصر على الجانب المهني والعمالي فقط، بل امتد ليشارك في القضايا المجتمعية والصحية التي يعايشها المجتمع الفلسطيني، خاصة في التحشيد واحتضان المقاومة الشعبية، فضلًا عن المبادرات النوعية في مواجهة جائحة كورونا.

مهام الاتحاد الاسلامي

رئيس الاتحاد الاسلامي الاطار النقابي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد مُشتهى، قال إن النقابي خاصة في فلسطين يقع على عاتقه مهمتين، الدفاع عن قضايا المهنيين، ومقاومة الاحتلال.

وأضاف د. مشتهى في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن معظم قادة حركات التحرر الفلسطيني هم مهنيين سواء أطباء او مهندسين أو معلمين أو أكاديميين أو أي مهنة أخرى، مشيرًا إلى أن حركة الجهاد الإسلامي انطلقت من داخل أسوار الجامعة على يد المفكر الدكتور فتحي الشقاقي، والذي كان مدركًا في الوقت ذاته لأهمية مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي".

نشأة الاتحاد الاسلامي

وأكد أن "حركة الجهاد الإسلامي أولت اهتماما كبيرًا بالعمل النقابي منذ نشأتها حيث أطلق الشهيد الشقاقي آنذاك شعار "المثقف أول من يقاوم وأخر من ينكسر"، موضحًا أنه كان يؤمن أن الالتصاق بالجماهير بمختلف شرائحها من أجل تحشيدها لمقاومة الاحتلال هو من صلب اهتمام حركة الجهاد الإسلامي، وبالتالي تذهب الجماهير لاحتضان المقاومة كونها تصبح جزء منها ولصيقة بها.

ولفت رئيس الاتحاد، أن العمل النقابي في الجهاد لم يبدأ منذ تأسيس الاتحاد الإسلامي، بل كانت هناك محاولات فردية من كوادر وأعضاء الحركة، منها دخول الجهاد الإسلامي في انتخابات نقابة التمريض بعد مجيئ السلطة لقطاع غزة وكذلك انتخابات البلديات وانتخابات المحاسبين، وقد حصلوا على مقاعد مهمة في تلك الانتخابات.

وشدد د. مشتهى، أن هذه المحاولات مهدت لفكرة تأسيس الاتحاد الإسلامي بعد الاندحار الصهيوني من قطاع غزة عام 2005، مبينًا ان الاتحاد الإسلامي بدأ بتأسيس العديد من المنتديات، منها (منتدى المعلم الفلسطيني ومنتدى الطبيب الفلسطيني وغيرها)، ثم بدأ يتوسع الاتحاد الإسلامي في الانتشار وسط مختلف المهنيين حتى بلغ تمثيله في اثني عشر نقابة، اضافة لاحتضانه لخمسة وعشرون منتدى.

هيكلية الاتحاد الاسلامي

وحول هيكلية الاتحاد الإسلامي، ذكر أنه يضم 25 منتدى، وهي: (منتدى المهندس الفلسطيني، ومنتدى المهندس الزراعي، ومنتدى تجمع البلديات، ومنتدى المهن الهندسية، ومنتدى الطبيب، وتجمع العمال الفلسطيني، ومنتدى طبيب الاسنان، ومنتدى الصيدلي الفلسطيني، ومنتدى الممرض الفلسطيني، ومنتدى العلاج الطبيعي الفلسطيني، ومنتدى المهن الطبية الفلسطيني، ومنتدى الطب المخبري الفلسطيني ومنتدى المعلم الفلسطيني، ومنتدى السكرتاريا، ومنتدى اخصائيو المكتبات، ومنتدى الاخصائي الاجتماعي والنفسي، ومنتدى المحامي النظامي، ومنتدى المحامي الشرعي، والمنتدى الاكاديمي الفلسطيني، والتجمع الاعلامي الفلسطيني، ومنتدى الاداري الفلسطيني، ومنتدى المحاسب الفلسطيني ومنتدى الفن التشكيلي، ومنتدى صالونات التجميل)، مضيفًا أن الاتحاد الاسلامي يضم 9 أفرع، وكل فرع يضم عدة نقابات متجانسة في المهنة.

وأشار د. مشتهى قائلًا: "الاتحاد الإسلامي الان هو ممثل في 18 نقابة فلسطينية، حيث شارك الاتحاد في عديد الانتخابات النقابية وحصل على نسب متفاوتة،  نذكر منها "لا للحصر" حصل على نسبة 40 % من المقاعد في انتخابات نقابة الممرضين الأخيرة، و30 % من المقاعد في انتخابات المهندسين الزراعين، وحصل على مقعدين في انتخابات نقابة الصيادلة الفلسطينية، إلى جانب عضوية في اتحاد موظفين الوكالة.

وتابع: "لدينا 5 نقابات يديرها الاتحاد الإسلامي بشكل كامل، وهي نقابة المحامين الشرعيين، ونقابة السكرتارية، ونقابة صالونات التجميل، ونقابة الأخصائيين الاجتماعين، ونقابة اخصائيو المكتبات.

كما أكد د. مشتهى، أن الاتحاد الإسلامي بصدد تأسيس نقابة للأكاديميين  والعاملين في الجامعات الفلسطينية، مستدركًا: "الاتحاد الاسلامي حاضر وسط الجماهير من خلال تواجده في النقابات والتصاقه بهموم المهنيين إيمانًا بالتأثير الكبير والفاعل للمهنيين على عامة المجتمع".

المؤتمر السادس

وحول المؤتمرات التي يعقدها الاتحاد الإسلامي قال إن المؤتمر السابق "الخامس" كان مؤتمرًا دوليا، كان فيه مداخلات من تونس وبيروت ومصر، مبينًا أن مثل هذه المؤتمرات تعزز من حضور القضية الفلسطينية خارج فلسطين وتساهم في التشبيك مع النقابات العربية مع النقابات الفلسطينية من أجل تبادل الخبرات والمنافع خدمة للمهنيين وللقضية الفلسطينية، وقد أطلق الاتحاد الإسلامي في مؤتمره الخامس مبادرة مهمة لتوحيد العمل النقابي تحت قبة واحدة عنوانها خدمة قضايا المهنيين.

تطور العمل النقابي

وعلى صعيد تطور العمل النقابي في حركة الجهاد الإسلامي، وصف د. مشتهى ان "العمل النقابي ليس بالعمل السهل وهو كالنحت في الصخر، خصوصا عندما يكون في ظروف غاية في التعقيد، ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية متقلبة، إلى جانب الحصار، ورغم ذلك لم نستسلم لهذه الظروف ونبحث دوما عن الضوء الأبيض في نهاية النفق المظلم.

وأكد الكثير من القضايا التي تهم المهنيين تم حلها، مبينًا أن الاتحاد الإسلامي لا يميز بين المهنيين على أساس حزبي عندما يتعلق الأمر بالحقوق.

وعلى المستوى التكنولوجي، قال: "الاتحاد الإسلامي يعتمد بشكل كامل على قاعدة "NO PAPER"، بمعنى أنه لدينا برامج الكترونية أسسها مهندسو الاتحاد الإسلامي وهي تعتبر من البرامج الرائدة في قطاع غزة، منها برنامج لضبط وتحليل وأرشفة التقارير الإدارية، حيث أنه وفي آن واحد يدخل نحو 525 موقع اداري تقاريرهم الإدارية على برنامج الكتروني واحد، هذا البرنامج يزود قيادة الاتحاد الإسلامي بقراءات واحصائيات وتفاصيل دقيقة لما يدور في كل اللجان عن مختلف الأنشطة، إلى جانب ابتكار برنامج الكتروني آخر خاص لإدارة العمل النقابي لمتابعة جميع النقابات، مؤكدا أن تلك البرامج وفرت الوقت والجهد وأيضا المال".

مواجهة جائحة كورونا

وبشأن جائحة كورونا، أكد أن "الاتحاد الإسلامي كان سباقاً منذ بداية تفشي الفيروس، حيث وصلتنا شهادات تقدير لما تم بذله من جهد كبير ومتواصل خلال جائحة كورونا، حيث من بداية الجائحة تم تشكيل لجنة كورونا وكان من أعضائها أطباء وممرضون واخصائيين في الوبائيات ومكافحة العدوى وايضا إعلاميون وتم اطلاق فعاليات وأهداف هذه اللجنة من خلال مؤتمر صحفي ثم تبعته المبادرات العديدة، كل ذلك تم بالتشبيك مع وزارة الصحة، حيث تواصلت اللجنة مع طواقم طبية من الأطباء والممرضين لدمجهم في خدمة المجتمع لمواجهة كورونا، إلى جانب تنفيذ حملات إغاثية للمحجورين لتوفير بعض الأدوية اللازمة.

وعلى مستوى الابتكار قام المهندسين من أعضاء الاتحاد الإسلامي  الفلسطيني، بابتكار ممر لتعقيم الافراد وهو يعمل بتقنية بالليزر، مضيفًا أن اعضاء الاتحاد الإسلامي من الممرضين بادروا في صناعة واقي الوجه الطبي، وجرى تسليم 500 قطعة منه لوزارة الصحة، و500 قطعة أخرى تم توزيعها على المستشفيات".

وأوضح د. مشتهى، أن رسالة النقابيين لا تنصب في العمل المطلبي للمهنين فقط، بل أيضا مهم أن تلامس القضايا المجتمعية، مضيفًا أنه في حالة الطوارئ يعمل الاتحاد الإسلامي ويكرس جهوده لأجل المواطن.

اهتمام الجهاد بالعمل النقابي

 وحول اهتمام الجهاد الإسلامي بالعمل النقابي، أوضح رئيس الاتحاد الإسلامي، أن الحركة أولت اهتمامًا كبيرًا بالعمل النقابي، مبينًا أنها منذ اللحظة الأولى وهي تولي اهتمامًا معنويًا  وماديًا.

كما أشار إلى أن الجهاد الإسلامي، وفرت الدعم اللازم لتجهيز المقرات في كافة المحافظات، مشيرًا إلى أن مرتادي مقرات الاتحاد الاسلامي ليس هم من أعضاء الجهاد الإسلامي فقط، بل يرتادها كافة المهنيين من كافة المهن والأطر الأخرى وشرائح المجتمع حيث يتلقى الجميع الخدمات المقدمة دون تمييز.

 

القضية الفلسطينية والمقاومة

وفي سياق متصل، أكد د. مشتهى أن العمل النقابي ساهم في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، لا سيما في معركة سيف القدس، مبينًا أن عيون الاتحاد الاسلامي كانت تنصب نحو توعية الجماهير وحشدهم تجاه احتضان المقاومة، والتصدي للحرب النفسية التي كان يقودها الاحتلال بكل أدواته ضد المقاومة.

كلمات دلالية