بروتوكول BGP الذي عطل فيسبوك.. أسرار أزمة الـ6 ساعات

الساعة 10:04 م|05 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم- وكالات

لا زالت الحقائق تتكشف بشأن الأزمة الأخيرة التي تعرضت لها فيسبوك، وتسببت في تعطل بعض منصات الشركة لمدة 6 ساعات.

وتسعى الشركة الأمريكية العملاقة لاسترداد مصداقيتها وثقة جمهورها حول أنحاء العالم، بكشفها عن السبب الحقيقي الذي تسبب في الأزمة.

وقالت الشركة اليوم الثلاثاء، إن انقطاع خدمتها أمس الإثنين نجم عن نظام يتحكم في "سعة شبكتها الأساسية العالمية".

وأضافت الشركة في مدونة إن أداتها لتدقيق البرامج تعرضت لخلل منعها أن توقف الأمر الذي سبب الانقطاع، وفقا لرويترز.

وأوضحت الشركة أن الصيانة الروتينية لشبكة الشركة التي تربط مراكز البيانات الخاصة بها أدت إلى انهيار نظامها العالمي مما منع ملايين المستخدمين من الوصول إلى الشبكة.

وفي إحدى المدونات، أوضحت فيسبوك أن مهندسيها أصدروا أمرا يقضي بإلغاء جميع الاتصالات في شبكتها عن غير قصد "مما أدى إلى قطع اتصال مراكز بيانات فيسبوك بشكل فعال على مستوى العالم".

وأدى انقطاع الخدمة إلى عدم إمكانية الوصول إلى فيسبوك وأنستقرام وواتساب على مستوى العالم.

وقالت الشركة أيضا إنها تسببت في فقدان الموظفين إمكانية الوصول إلى الأدوات الداخلية بما في ذلك تلك التي يستخدمها موظفو فيسبوك لتصحيح مثل هذه المشكلات.

وأضافت فيسبوك أن أداة تدقيق البرنامج تعرضت لخلل وفشلت في إيقاف الأمر مما تسبب في انقطاع الخدمة.

وأرجع بعض المتخصصين الأزمة التي وصفت بأنها الأكبر في تاريخ الشبكة إلى بروتوكول (BGP).

وأشار موقع "aitnews"، إلى أن بعض التغييرات حدثت في بروتوكول (Border Gateway Protocol)، والذي يعرف اختصارا باسم (BGP).

وأهمية بروتوكول (BGP) تكمن في أن شركة فيسبوك وغيرها من آلاف الشركات تستخدم البروتوكول،  في توجيه الزيارات (والتي تعرف بالترافيك) إلى أماكنها الصحيحة ضمن خوادم فيسبوك.

أهمية كبيرة حظى بها هذا البروتوكول، ما جعله يستحق إلقاء الضوء عليه ومعرفة ماهيته وتفاصيله.

بروتوكول BGP واحد من أهم البروتوكولات التي تنظم الحركة على الإنترنت. حيث إنه مسؤول عن نقل حزم البيانات من المستخدم إلى الخادم المناسب والعكس.

ويوصف هذا النظام باسم “نظام مكاتب البريد” أو “منظّم المرور” توضيحًا لوظيفته.

ولكن الوصف الأكثر دقة وسهولة له هو أنه عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين ينظمون خارطة الوصول لأماكن معينة ويرشدون المسافرين إليها.

وعند التعامل مع هذا البروتوكول فإنه من الممكن وصف شبكة الإنترنت بأنها عبارة عن مجموعة من الشبكات الضخمة المتصلة ببعضها البعض.

ويتم الربط بين هذه الشبكات بالاعتماد على مزوّد معين للخدمة.

وبالنسبة للمواقع والمنصات الضخمة مثل فيسبوك فإنه من الصعب ربط تلك الشبكات بسلاسة.

ونظرًا لضخامة وتعقيد هذا النظام فإن أي مشكلة يمكن أن يكون لها أثر كبير جدًا. وهذا الخطأ سيؤثر على جميع مستخدميه.

ومن ناحية أخرى فإنه من الممكن وصف بروتوكول BGP بأنه الوسيط بين عمليات الاتصال. مثلًا إن كنت تستخدم مزوّد إنترنت يحمل الاسم DecadeConnect وتريد أن تدخل إلى موقع ما يستخدم مزوّد إنترنت يحمل الاسم NetSend فإن عملية الاتصال بين مزوديّ الخدمة لا يمكن أن تتم بدون هذا البروتوكول.

وفقدت شركة فيسبوك مستخدميها حول العالم، والبالغ عددهم 2.7 مليار خلال تلك المدة، وكذلك تعطَّلت شبكات التواصل بين موظفي الشركة أنفسهم، بحسب ما نقلته "بلومبيرج" عن مصادر بالشركة.

وتمثِّل مدَّة انقطاع الخدمة واحدة من أطول الأعطال التي تتعرَّض لها الشبكات التابعة لـ"فيسبوك"، التي تتضمَّن "فيسبوك" نفسه، و"فيسبوك ماسنجر"، و"واتساب"، و"أنستقرام".

وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا مايك شروبفر في تدوينة للاعتذار عن انقطاع الخدمة: "نحن نواجه مشكلات في شبكاتنا، وتعمل الفرق بأسرع ما يمكن لتصحيح الأخطاء واستعادتها في أسرع وقت ممكن".

وتأتي المشاكل الفنية لشبكات الشركة في الوقت الذي تتوالى فيه الاتهامات من موظّفة سابقة بالشركة تزعم إعطاء الشركة أولوية للأرباح على سلامة المستخدمين.

وقد ترك الانقطاع المفاجئ للشبكة الاجتماعية "فيسبوك"، ومنصات أنستقرام وواتساب وماسنجر، وحتى نظام الاتصالات الداخلية للشركة "وورك بليس"، ملايين الأشخاص في أنحاء العالم بشكل غير متوقع بدون تطبيقاتهم الاجتماعية الأساسية التي يعتمدون عليها يومياً، مما أثار ردود فعل متباينة، وتقديرات بخسائر في الاقتصاد العالمي تتجاوز 100 مليون دولار لكل ساعة توقف.

ورغم عودة الخدمات عقب 6 ساعات تقريبا، استفادت المنصات الاجتماعية الأخرى من الوضع السيئ للفيسبوك، فقد أبلغت منصة "سيجنال"، للمراسلة عبر الإنترنت التي توفر تشفيرًا شاملاً، عن ارتفاع في عمليات الاشتراك في خدمتها، كما تدفق الملايين إلى تويتر للتعبير عن ردود فعلهم التي مثّلت فوضى عارمة وتباينت بين تشجيع ومزاح وامتعاض والدعوة لعودة الخدمة.

وبالنسبة لمؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، فقد ذكرت "بلومبيرج" أنه خسر 7 مليارات دولار بسبب عمليات بيع في سوق الأسهم بسبب توقف الخدمة، وكانت الشركة تعاني بالفعل من انخفاض في قيمة أسهمها بعد التقرير المُسرّب لفرانسيس هوجن بأن فيسبوك تختار بشكل روتيني "الربح على السلامة"؛ وأغلقت متراجعة بنحو 4.9%.

كلمات دلالية