خبر مع اقتراب موسم الزواج.. الأثاث مفقود والبحث عن بدائل دون جدوى

الساعة 10:58 ص|05 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة ( تقرير خاص)

على الرغم أن مشكلة ارتفاع أسعار الأثاث وقلة مواد الخام ليست بجديدة، إلا أنها تتفاقم خاصةً مع اقتراب فصل الصيف الذي تتزايد فيه حالات الزواج، والإقبال على شراء المستلزمات المنزلية، مما يثير مخاوف وقلق البعض منهم، وتراجع الكثير عن الشراء وتأجيلها إلى أجل غير مسمى.

 

الشاب غسان عايش من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة أكد لـ"فلسطين اليوم"، أنه اضطر لتأجيل موعد زواجه، وذلك بسبب غلاء الأثاث المنزلي، قائلاً:" كل الأسعار الموجودة في الأسواق خيالية، ولم أكن مضطراً للشراء بهذه الأسعار، فاتفقت مع خطيبتي على تأجيل موعد الزواج لحين انخفاض الأسعار نوعا ما".

 

وأضاف عايش، أنه منذ شهور يبحث عن غرفة نوم تناسب مالديه من مصاريف حددها لزواجه ولكنه لم يجد ما هو يناسب أمواله، مشيراً إلى أن الكثير من أصدقائه اضطروا لشراء غرف نوم مستعملة ويشتكون من عدم جودة الأخشاب المستخدمة.

 

وتابع عايش، أنه حاول البحث عن بدائل بشراء غرف نوم عادية واستبدال طقم النوم "بفرشات عادية"، ولكن أسعار القماش أيضاً كان خيالياً، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الكهربائية لذا وجد الحل المناسب في تأجيل زواجه.

 

أما الشاب أحمد شاهين، فيرى أن مشكلة الحصار الإسرائيلي المشدد أثرًت على حياة كافة المواطنين، حيث أن الاحتلال يحاول التضييق على شعبنا بكل الوسائل حتى في مسألة الزواج، لتضاف إليها مشكلة الإعمار التي قللت من وجود شقق سكنية للإيجار.

 

ونوه شاهين الذي يعمل موظفاً في إحدى الوزارات، أن راتبه لايكفي لكل مستلزمات زواجه في ظل غلاء الأسعار، ويقول:" كل شئ في البلد بفلوس، وأسعاره مرتفعة، ولا يوجد حل سوى برفع الحصار المشدد على قطاع غزة".

 

وطالب شاهين المجتمع الدولي وكافة مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية العمل على الضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار عن أفراد شعبنا لكي يعيشوا مثل باقي الشعوب، وليسافر المرضى، وليعيش المشردين في منازل آمنة، وليجد الشباب مستلزماتهم المنزلية.

 

ولم يكن حال التجار وأصحاب الورش والأثاث أفضل حالاً من المواطنين، حيث يشتكون قلة مواد الخام التي تجعل إقبال المواطنين على شراء الأثاث نادراً، مما أدى إلى كساد تجارتهم وخسارة الكثير منهم.

 

وقد أوضح تحسين الإسي صاحب إحدى شركات المفروشات بمدينة غزة لـ"فلسطين اليوم"، أن إغلاق المعابر وعدم السماح لدخول مواد الخام والأخشاب والإسفنج اللازم لتصنيع الأثاث وخاصةً غرف النوم كانت السبب في قلة وجود أثاث المنزل وغلاء أسعارها.

 

وأضاف الإسي، أن قوات الاحتلال تمنع استيراد مواد الخام الموجودة في ميناء "اسدود"، حيث أن أكثر من 70% من مواد الخام غير متواجدة في قطاه غزة، فضلاً فضلاً عن وجود مشكلات فنية في المكن وصعوبة صيانته، مشيراً إلى أن قدرة العمل في مصانع الأثاث والورش تقدر بنسبة 10% فقط.

 

وبين الإسي، أن هذه المشكلة أدت إلى ارتفاع أسعار الأثاث ثلاثة أضعاف سعره السابق، حيث أن غرفة النوم التي كانت تبلغ قيمتها 1000 أو 900 دينار، تباع في الوقت الحالي ب2000 دينار، ولغلاء الأسعار فإن المقبل على الزواج والمضطر هو فقط من يقدم على شراء القطع الأساسية والهامة كغرف النوم.

 

وحول نوعية الخشب المستخدم حالياً في التصنيع، بين صاحب الشركة، أن المصانع وأصحاب الورش كانوا يستخدمون سابقاً خشب "الساندوش"، و"mdf"، ولعدم توافره حالياً فإنه يتم التصنيع بالخشب الأبيض، فيما تقوم بعضها الآخر بصناعة غرف النوم من مواد كانت لا تستعمل سابقاً، كما أصبح يستخدم الخشب الطوبار المستعمل.

 

وبخصوص أسباب منع الاحتلال لدخول مواد الخام الأساسية للأثاث أشار الإسي، إلى أن

قوات الاحتلال تتذرع بحجة استخدام الأخشاب في الأنفاق، مستدركاً أن السبب والهدف الحقيقي من وراء ذلك هو إيقاف عمل المصانع وتكبيد الفلسطينيين خسائر جمة، ووقف حالهم.

 

أما عمال المصنع، فقال الإسي: على صعيد شركتنا، فإن 40 عاملاً كانوا يعملون فيها سابقاً، في حين أن 3 عمال فقط من يعملون معنا، وذلك بسبب قلة دخل الشركة، وعدم القدرة على تسديد رواتب للعمال، مما يزيد من مشكلة بطالة المواطنين وذلك كله بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي يشدد من حصاره على القطاع".