خبر مائة يوم من دون تسامح -هآرتس

الساعة 08:47 ص|05 ابريل 2009

بقلم: ليرون ماروز

محرر موقع هارتس على شبكة الانترنت

 (المضمون: يتوجب على وسائل الاعلام ان تكون عادلة في تعاملها مع الحكومة الحالية دون تمييز او تفرقة وعلى رئيس الوزراء ان لا يوفر للصحافة فضائح تنحرف فيها عن الجوهر- المصدر).

 

اليكم تقديرا تحقق بدرجة كبيرة من التأكد: خلال ايام قلائل سيدعي اعوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بان وسائل الاعلام تقوم بمضايقته ولا تمنحه حتى مائة يوم من التسامح. متحدث بليغ او عضو كنيست ما سيتذمر من ان الصحافة لا تستطيع التسليم بارادة الناخب وتسليم دفة القيادة لليمين.

هذا ما اعتادت عليه الصحافة الاسرائيلية، التي تسارع لتتويج رؤساء الوزراء، ومن اللحظة التي يصلون فيها الى سدة الحكم يبدأون بزعزعة مكانتهم. ثلاثة ايام بعد اداء حكومة نتنياهو السابقة في عام 1996، ليمين القسم كتب في هذه الصفحة: "نتنياهو يمارس الخداع... لهذا لشخص ميزة وخصلة مقلقة: قدرته على التصنع والتمثيل بصورة تفوق كل من عرفناهم من الشخصيات السياسية". صحفي اخر كتب قائلا: "المشكلة هي ان نتنياهو قرر انه حاكم اوحد وانه اذكى من الجميع وانه ليس بحاجة لاحد باستثناء المشمش".

وفي مقالة نشرت بجانبها: "السنوات الاربع القادمة ستكون سنوات عاصفة بالنسبة لسلطة القانون والشرطة والنيابة العامة ومحكمة العدل العليا وربما ايضا لوزير الشرطة".

نتنياهو ليس شاذا. دراسة اجريتها انا حول موقف الصحافة من رؤساء الوزراء الثمانية الذين خدموا منذ عام 1974 حتى 2001 اشارت الى انهم جميعا قد تلقوا انتقادات شديدة في بداية ولايتهم، من دون صلة بهويتهم الحزبية. قالوا عن اسحاق رابين في احدى وسائل الاعلام غداة تنصيبه في عام 1974: "المصلحة الوطنية ستخرج رابحة ان كانت هذه الحكومة ظاهرة عابرة..." اريئيل شارون ومن قبل ان يتحول الى أترجة مقدسة بفترة طويلة اتهم في عام 2001 بان كل ما يعرفه هو "الضربة بالنابوت". وباراك وصف في عام 1999 بانه الشخص الذي وضع من حول نفسه قنبلة زمنية من الارتياب والضغينة.

ولكن لو ان وسائل الاعلام ضبطت نفسها واحتفظت بانتقاداتها للحكم خلال المائة يوم الاولى لاخفقت في مهمتها.

هذا لان السياسيين انفسهم لا يكتفون في بداية عهدهم بدراسة اوضاع وزارتهم الجديدة، وانما يتطلعون للعمل وبسرعة. نتنياهو فتح نفق المبكى في بداية عهده في عام 1996، والانطلاقة في علاقات اسرائيل – مصر، حدثت في فترة موازية من عهد بيغين في عام 1977، وبيرس لم يتردد في عام 1984 وسرعان ما بدأ في محادثات مكثفة لبلورة خطته الاقتصادية مع دخوله لمنصب رئاسة الوزراء. من المفهوم ان وسائل الاعلام بالتعبير عن رأيها في ظل العجالة السلطوية في العمل والتحرك، من دون اخذ حقيقة ان الحكومة تقوم بخطواتها الاولى بالحسبان.

ادعاءات وسائل الاعلام ضد الحكومات في المائة يوم الاولى من ولايتها هي وحدها التي تحث وسائل الاعلام عن توجيه الانتقادات التي تصبح اشد حدة فيما بعد. بهذه الطريقة يمكن ان نقول ان وسائل الاعلام وبصورة نسبية تمنح فترة تسامح للحكومات الجديدة. وسائل الاعلام تبدي ايضا انتقادات مفرطة في موقفها من حكومات الوحدة بالمقارنة مع الحكومات الضيقة. بههذ الطريقة تؤدي دورها الديمقراطي في تعزيز المعارضة التي يزداد ضعفها في ظل الحكومات الواسعة.

نتنياهو تعرض لهجمات ضارية خلال فترة حكمه الاولى خصوصا بسبب سلوكه الشخصي. حقيقة تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية في هذه الحكومة لا تزيد من فرص رئيس الوزراء الحالي للتمتع بوسائل اعلام متعاطفة. كما ان ضم حزب العمل "منتوف الريش" لن يحسن من  وضعه في وسائل الاعلام المحلية والدولية. يحدونا الامل فقط في ان تكون الانتقادات الموجه له خلال فترة ولايته وخصوصا المائة يوم من الحكم موضوعية وممركزة حول سياسته ولا تخرج نحو مواقع محورية وليست اساسية او حول الفضائح والسيجار الذي يدخنه. كلنا امل بان يكون نتنياهو قد تعلم من اخطاء الماضي وان لا يوفر للصحافيين متعة التركيز على هذه الامور الهامشية.