خبر موسم الحصاد .. مزارعو غزة يخشون الوصول إلى أراضيهم المحاذية للشريط الحدودي

الساعة 05:58 ص|05 ابريل 2009

بعدما أصبح الاقتراب منها مغامرة حياة أو موت

موسم الحصاد .. مزارعو غزة يخشون الوصول إلى أراضيهم المحاذية للشريط الحدودي

 

كتب: عبد الغني الشامي

عين على الزرع وأخرى على برج المراقبة الإسرائيلي .. هكذا أصبح حال المزارعين الفلسطينيين أصحاب الأراضي الزراعية المتاخمة للشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م.

وأصبح الوصول إلى تلك المناطق مغامرة كبيرة لدى المزارعين، الذين يضطرون مع حلول موسم حصاد المحاصيل الشتوية مثل القمح والشعير للاقتراب كثيراً من مرمى رصاص الأبراج العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على طول الحدود مع القطاع.

وتعمد الاحتلال الإسرائيلي في كل مرة يجتاح فيها تلك المناطق تجريف مئات الدونمات المزروعة، ومع ذلك يعيد المزارعون الفلسطينيون زراعتها بمحاصيل لا تتطلب تواجدهم المستمر في أرضهم كالقمح والشعير والعدس.

 

ويعبر المزارع محمود أبو طعيمة (55 عاماً) عن خشيته من الذهاب إلى أرضه التي لا تبعد أكثر من 300 متر عن الشريط الحدودي شرق عبسان الكبيرة أقصى شق خان يونس جنوب قطاع غزة، ولا يفصلها عنه أي حاجز أو ساتر يحميه من رصاص الجنود الإسرائيليين الذين يكمنون داخل الأبراج العسكرية.

 

يقول أبو طعيمة لـ "قدس برس": "أشعر بالقلق كلما اقترب موسم الحصاد، فذلك يعني أن تتعرض حياتي وحياة أبنائي للخطر، إذا قررنا الذهاب لجني المحاصيل، فنحن أمام عدو مجرم لا يرحم، وقد يغدر بنا في أي لحظة".

 

ويضيف "هذه المحاصيل هي مصدر رزقنا الوحيد، ومع ذلك لا يسمح الاحتلال لنا بالوصول إلى أراضينا، ومن يقترب هناك يطلق عليه النار، وهذا أمر يضايقنا كثيراً، وأصبحنا في وضع يرثى له، وهانحن نقف عاجزين".

 

أما المزارع رياض أبو طعيمة (35 عاماً) فينظر بحسرة إلى أرضه وقد استوى الزرع ونضج، واقترب موعد حصاده، ومع ذلك لا يملك أكثر من النظر عن بعد ممنيا نفسه بالذهاب إليها ليحصد القمح دون أن يتعرض للخطر.

 

وطالب أبو طعيمة الجهات المختصة والمعنية بشئون المزارعين العمل على حل هذه المشكلة، والسعي لتوفير ضمانات بعدم استهداف الاحتلال للمزارعين، ووقف الاعتداءات المستمرة بحقهم.

 

وكذا الحال مع المواطن محمود عطية (48 عاماً) من بلدة خزاعة، الذي استغل لحظات من الهدوء ليبذر الأرض بالقمح والشعير، وهو ينتظر لحظات أخرى هادئة ليقوم بالحصاد، وهو يؤكد انه لم يصل أرضه منذ أن قام بزراعتها.

 

وكشف رئيس بلدية خزاعة الواقعة إلى الشرق من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة النقاب عن جهود حثيثة تبذلها البلدية مع لجنة الصليب الأحمر لتقوم الأخيرة بالتنسيق مع جيش الاحتلال لتحديد فترات زمنية يوميا ليقوم المزارع بإنقاذ السنابل في هذه المناطق الحدودية.

 

وأكد النجار في حديث لـ "قدس برس" أن مئات الدونمات من الأراضي المزروعة شرق محافظة خان يونس، لا يتمكن أصحابها من الوصول إليها، وكلما حاولوا ذلك، تبادر الأبراج العسكرية بإطلاق النار باتجاههم، فيضطرون للعودة من حيث أتوا.

 

وناشد النجار المؤسسات الحقوقية والمعنية بالدفاع عن حرية الإنسان العمل الجاد لإيجاد آلية معينة تضمن لأصحاب الأراضي الحدودية الوصول إليها دون تعرض حياته.