خبر تنظيم يهودي أميركي يدير حملة معادية لوزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان

الساعة 05:19 ص|05 ابريل 2009

فلسطين اليوم – وكالات

أطلق تنظيم يهودي يساري في الولايات المتحدة، أمس، حملة معادية لوزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، أفيغدور ليبرمان، بسبب «دوره التخريبي على إسرائيل وسمعتها في العالم عموما وفي صفوف الأميركيين بشكل خاص»، ووضعوا لحملتهم شعارا «نحن نقول لكم من هو ليبرمان الحقيقي».

 

ويطلق هذا التنظيم على نفسه اسم «جيه ستريت»، وهو يعتبر نفسه صهيونيا مناصرا لإسرائيل، وينشط بالأساس في سبيل تحقيق السلام، ويطالب الإدارة الأميركية بمساعدة القيادات الإسرائيلية على الانعطاف نحو سياسة السلام، ورأى أن تصريحات ليبرمان المعادية للسلام تضر بإسرائيل أكثر مما تضر بأعدائها، وقال إن ليبرمان يمس بطابع إسرائيل الديمقراطي.

 

وفي إطار الحملة ضد ليبرمان، يوزع هذا التنظيم فيلما تلفزيونيا قصيرا، يوثق فيه تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي عشية الانتخابات الأخيرة، والتي يتفوه فيها بأقوال عنصرية ضد المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) ويذكر بتصريحاته القديمة ضد مصر وبينها التهديد بتدمير سد أسوان.

 

وتشير هذه الحملة إلى بعض جوانب التلبك في صفوف قيادات التنظيمات الأميركية إزاء التعامل مع حكومة اليمين في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو عموما ومع الوزير ليبرمان بشكل خاص.

 

وقد كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن أن عددا من هذه التنظيمات ساهمت في إقناع رئيس حزب العمل، إيهود باراك، بالانضمام إلى حكومة نتنياهو، لكي تبدو للأميركيين أقل تطرفا ويستطيعون بواسطته تسويقها في الولايات المتحدة.

 

ومع أن غالبية هؤلاء القادة يرون أن عليهم أن لا يتدخلوا في اختيار شكل الحكم في إسرائيل باعتبار أنها «قضية إسرائيلية داخلية»، إلا أنهم يجدون أنفسهم مضطرين إلى عمل شيء لمنع صدام بين إدارة دولتهم (الولايات المتحدة) ودولة شعبهم اليهودي (إسرائيل).

 

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي براد شومان، إنه يتفهم حقيقة أن ليبرمان يعبر عن آراء الكثيرين في إسرائيل، ولكن عليه أن يأخذ في الاعتبار العالم أيضا. وقال عضو الكونغرس اليوت أنجل، إن على التنظيمات اليهودية أن لا تتدخل ولكنه في الوقت نفسه يجد ضرورة في تقديم النصح إلى حكومة نتنياهو حتى لا تتسبب في عزلة إسرائيل في العالم. وعبر عن قناعته بأن نتنياهو ليبرالي مرن وسيستطيع تغيير الانطباع السيئ الذي يتركه ليبرمان.

 

وقال دبلوماسي إسرائيلي يعرف عن قرب المجتمع السياسي الأميركي، إن اليهود في الولايات المتحدة يقفون بقوة إلى جانب إدارة أوباما ويأملون منها أن تحقق السلام في الشرق الأوسط، باعتباره أكبر مصلحة لإسرائيل. وهم يشعرون بالحرج الشديد من جنوح إسرائيل إلى التطرف اليميني.

 

ويقولون إن على حكومة نتنياهو أن تبدد المخاوف المتصاعدة في العالم من نهجها وسياستها، خصوصا بعد امتناع نتنياهو عن إعلان تأييده لقيام دولة فلسطينية وتصريحات ليبرمان الأخيرة التي رفض فيها اتفاق أنابوليس، وقال إن من يريد السلام يجب أن يستعد للحرب.

 

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تحتاج حاليا إلى اتخاذ قرارات وبث رسائل تساعد أصدقاءها في العالم لكي يظلوا إلى جانبها، وليس أن تزيد من عدد أعدائها في العالم. وعليها أن تقرأ جيدا مواقف إدارة الرئيس الأميركي أوباما، وأضاف: «علينا أن لا نتوهم أن اللهجة الودية التي يتكلم فيها الأميركيون معنا تعني أنهم سيتعاطون مع مواقفنا الرفضية بتسامح.. فهم ينتظرون اللقاءات معنا في الغرف المغلقة لكي يوصلوا رسائل حازمة جدا لن تعجبنا».

 

يذكر أن الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، روبرت وود، رد على تصريحات ليبرمان، الليلة قبل الماضية، وقال إن «ليبرمان ورئيس حكومته نتنياهو يعرفان جيدا أن إدارة الرئيس أوباما لا تجد طريقا آخر لتسوية الصراع في الشرق الأوسط سوى التسوية على أساس مبدأ «دولتين للشعبين» وأن الرئيس نفسه أكد هذا الأمر في محادثته الأخيرة مع نتنياهو ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أكدت ذلك في حديثها مع ليبرمان». وأكد وود أن كلينتون دعت ليبرمان فعلا إلى زيارتها في واشنطن، ولكنها لم تحدد موعدا للزيارة.