خبر صحيفة لوفيجارو الفرنسية: ليبرمان مازال بعيدا عن تقاليد الدبلوماسية

الساعة 04:45 ص|05 ابريل 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

"ليبرمان لم يتغير". هكذا قدمت صحيفة لوفيجارو لمقالها عن وزير الخارجية الإسرائيلى، والذى على الرغم من نجاحه فى الفوز بهذا المنصب، لم يطرأ أى تغيير على لهجته غير الديبلوماسية، التى اشتهر بها من خلال تصريحاته اللاذعة وعباراته النارية ضد عرب إسرائيل.

 

تؤكد الصحيفة أن منذ اليوم الأول لتوليه مهام منصبه، لم يتعارض خطاب ليبرمان السياسى والشعارات التى كان يروجها سابقاً والتى خدمت صعوده السياسى فى إسرائيل ،وهو الأمر الذى تعكسه جميع تصريحاته بدءاً من تحديه للولايات المتحدة، الحليف القوى لإسرائيل، وتبرئه من مقررات مؤتمر أنابوليس، الذى يعد أقصى محاولة قامت بها إدارة بوش فى نهاية 2007 لدفع عملية السلام المحتضرة، والذى أعرب كل من نتانياهو وأوباما عن تمسكهما بها. ثم استبعاده لفكرة انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية، مشيراً إلى أن "السلام لن يتحقق إلا فى مقابل السلام"، الأمر الذى أوصد الباب فى وجه السوريين أمام أى أمل للتفاهم.

 

تذهب الصحيفة إلى أن ليبرمان لم يظهر أى تغيير فى لهجته غير الديبلوماسية مع شغله منصب وزير الخارجية، اللهم إلا التنازل الوحيد الخاص بمحاولة التلطيف من حدة لهجته تجاه مصر، عن طريق إقراره بوضعها كعامل استقرار بالمنطقة، وشريك مهم لا غنى عنه. بيد أن المصريين لم ينسوا تصريحاته المسيئة ضد الرئيس مبارك بسبب عدم زيارته إسرائيل حتى الآن. مما جعل القاهرة تعلن أن اتصالاتها مع الإسرائليين ستتم بواسطة وزير الدفاع إيهود باراك.

 

تضيف الصحيفة أن شخصية ليبرمان المزعجة تعكس صورة غير مألوفة لوزير خارجية، من المفترض أن تكون مهمته بالأحرى هى الدفاع عن مواقف دولته فى الخارج، وليس الانصراف إلى المزايدات. وعلى الرغم من ذلك، فإن جزءاً كبيراً من الرأى العام الإسرائيلى، إن لم يكن معظمه، يؤيد إلى حد ما مواقف ليبرمان.

 

قالت الصحيفة إن شعبية فكرة المفاوضات مع الفلسطينيين لم تشفَ فعلياً بعد من فشل اتفاقيات أوسلو، كما أن المفاوضات مع سوريا لم تقابل يوماً بحماس كبير، حتى بين صفوف اليسار الإسرائيلى، إذ إن سوريا لم تعد تمثل منذ زمن بعيد بالنسبة لإسرائيل سواء خطر حقيقى أو شريك مخلص ،أما بالنسبة للسلام مع مصر، الذى لم يشهد احتفالات كبيرة بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على اتفاقات كامب ديفيد من أى من الجانبين، فهو أمر لم يعد يشغل بال أحد سوى الديبلوماسيين.

 

وتخلص الصحيفة إلى أن ليبرمان، من خلال رغبته فى "الإعداد للحرب لتحقيق السلام" ومن خلال رفضه الاعتقاد أن تحقيق أمن إسرائيل سيتم من خلال تقديم تنازلات من جانب واحد، إنما يمثل غالبية الناخبين الذين منحوا أصواتهم لنتانياهو وأحزاب اليمين المتطرف، التى تشكل اليوم الغالبية داخل الكنيست. إلا أن ليبرمان ليس على يقين من أن إعلانه عن ذلك على الملأ سيساعد كثيراً الحكومة الإسرائيلية الجديدة فى علاقاتها مع الخارج، وفى مقدمتهم، حلفاؤها.