خبر الملف الفلسطيني..غموض حتى أيلول القادم: أيمن خالد

الساعة 06:15 ص|04 ابريل 2009

المتغيرات السياسية على الساحة الفلسطينية الداخلية على أغلب تقدير ستظل بطيئة لعدة أشهر قادمة، وأي تغير لن يكون قريباً، لأن الوضع الفلسطيني الداخلي، وبسبب الميول لدى الأطراف المتناقضة، إلى فكرة البدائل السياسية، باختلافها. فهذه الميول، تجعل الملف الفلسطيني بانتظار متغيرات دولية، وأبواب أو نوافذ دولية، تنفتح باتجاه الملف الفلسطيني،  وباعتبار أن الذي ينتظر، يحتفظ بالعجز من خلال مبرر الانتظار، وبالتالي فإنه ملحق بما سيجري عليه، قليل، أو معدوم التأثير في الحراك السياسي بمجمله.

 

ليس لدى إدارة اوباما أو أوروبا أي خطة في منطقة الشرق الأوسط، خلال ربيع وصيف افغانستان هذا العام، لأن المطلوب أمريكياً، الاستفادة باكبر قدر ممكن من الأزمة المالية الحالية التي تعصف في العالم، والتي يتوهم الكثيرون ان الأزمات المالية، ستعمل على ردع أمريكا، فما تريده امريكا  في اجواء هذه الازمة، هو عملية اعادة انتاج الشعوب الغربية على قاعدة عسكرة هذه الشعوب.فالرفاهية عملت على تقليص اهتمام الناس بالحياة العسكرية، مما جعل امريكا تبحث عن الجنود، وبشتى انواع الطرق التي لا تخطر على بال.

 

كلينتون احضر الشاذين الى الجيش بقوانين استثنائية، واما بوش، فقد استعان بالمرتزقة وغيرهم، وتلك مأساة في عقل المؤسسة العسكرية الامريكية، ان تبحث دولة عظمى عن جنود، فلا تجدهم على ارضها، لكنها الان ومع ملايين العاطلين عن العمل، يصبح الجيش وسيلة وضمانة اجتماعية هامة.

 

الازمة المالية عام 1929 أنتجت عسكرة كبيرة للشعوب، وهذه الأزمة تسير على ذات الخطى، ويسير معها الحراك السياسي، الذي يستوجب اعادة تركيب بنية حلف الاطلسي، وضم الدول التي ستقدم الاف الجنود للحلف، والتوجه بهم الى معركة ليس المقصود منها الا أمرا واحدا، وهو اعادة احتلال بلد محتل، ولكن لان افغانستان ارتبط اسمها باسم الارهاب، فلا بد من تحقيق شيء ما يكون مقنعا بان هذا الحلف انتج نصرا ما.

 

العالم الغربي يتوجه شرقا، ولا يستطيع ان يفكر لمجرد التفكير في منطقتنا العربية، بالشكل الذي يتوهم الكثيرون، وأمام هذه المعادلة، فالملف الفلسطيني سيبقى ينتقل من تأجيل على تأجيل، وبالتالي عند نهاية الصيف القادم، من الممكن ان يكون هناك حراك سياسي على مستوى المنطقة، وهذا الحراك سيكون مرهونا بمدى ما سيجري على الارض في افغانستان، فاذا حقق الاطلسي أي انجاز، فسوف نكون امام بوش جديد، ولكن هذه المرة سيكون اسود البشرة، وايضا سيذكّرنا هذا بدور العبد الذي أصبح سيدا، فكان أكثر قسوة من سيده.

 

هذه الاشهر القادمة، سيمرح فيها ننتن ياهو ما يشاء، ولديه متسع من الوقت لجرائم كثيرة، واغتيالات، واستيطان وغيره، واما اغلب الفصائل فستحظى بوقت كبير للانتظار وتبادل القبلات والزيارات مع وفود أوروبية عديدة أو مع (المستكشفين الأوروبيين الجدد) لمنطقتنا.

 

السياسة، المكان الي يُذبح عليه الفلسطينيون كيفما توجهوا؟