خبر مصدر: حماس قدمت للجولة الثالثة وفي اعتقادها وجود حلول وسطية في موضوع الحكومة

الساعة 05:48 ص|04 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قال مصدر فلسطيني مطلع لـ صحيفة 'القدس العربي' ان حركة حماس قدمت للجولة الثالثة من الحوار التي انتهت الخميس دون التوصل لحلول تنهي الخلاف مع حركة فتح، وفي اعتقادها وجود حلول وسطية خاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.

وبحسب المصدر فانه جرى في اليوم الاول من الجلسات مناقشة موضوع منظمة التحرير الفلسطينية وطبيعة القيادة الفلسطينية التي ستشرف على قيادة الشأن الفلسطيني في المرحلة الانتقالية، التي تسبق اجراء الانتخابات، لافتا الى انه في اليوم الثاني الذي اعلن فيه عن تأجيل جولة الحوار الى اخرى لاحقة، تم التأكيد على مطلب حركة فتح بأن تلتزم الحكومة القادمة في برنامجها السياسي باتفاقيات المنظمة، وهو ما اكدت حماس على رفضه في الجولة الثانية من المباحثات التي انتهت في 20 من الشهر الماضي.

واكد المصدر ان المسؤولين المصريين اكدوا للوفدين ان المجتمع الدولي لن يقبل بحكومة لا تعترف بالاتفاقيات، ولا بشروط اللجنة الرباعية، وطالبوهم بالتوافق على تشكيل حكومة توافق وطني من المستقلين تقود المرحلة الانتقالية لحين اجراء الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية، وانتخابات المجلس الوطني القادمة.

وخلال المباحثات التي جرت بشكل منفرد بين وفود الحركتين مع المسؤولين المصريين الذين يتوسطون في انهاء الخلاف، وافق وفد فتح على المقترح المصري، في حين ابدى وفد حركة حماس اعتراضه، كون الحركة تقول انها مع حكومة 'تحترم'، ولا 'تلتزم'، باتفاقيات المنظمة.

واشار المصدر الى ان وفد حماس بعدما تأكد له ان تشكيل الحكومة الجديدة التي ستعمل على اعادة اعمار غزة وتشرف على الانتخابات سيكون امر الوصول اليه صعبا، خاصة مع وجود هوة كبيرة بين مواقفها ومواقف حركة فتح، طالب بالعودة الى قيادته للتشاور قبل العودة مجددا بعد ثلاثة اسابيع للبدء بجولة رابعة من الحوار، ويكون يحمل معه الردود.

يشار الى ان اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية زار خلال الجولة الثانية للحوار الولايات المتحدة الامريكية، واجرى هناك سلسلة لقاءات مع الساسة الامريكيين، بهدف تسويق الاتفاق الذي تعمل بلاده على تحقيقة بين فتح وحماس.

وفي السياق قال عزام الاحمد عضو وفد فتح للحوار لـ 'القدس العربي' ان جولة الحوار لم تسفر عن اي اختراق في تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس، لكنه قال انها كانت 'جدية'.

واشار الاحمد الى ان النقاش في ملف منظمة التحرير وشكل القيادة القادمة حدث فيه تقارب، وقال 'في ملف المنظمة بدأنا نقترب لحل الخلاف'.

وكذلك ذكر الاحمد ان ايا من اللقاءات لن تتم بين حركته وحركة حماس سواء في الضفة الغربية او غزة، خلال الفترة التي تسبق الجولة القادمة في القاهرة، وقال 'اللقاءات ستحدث هنا في القاهرة فقط'.

يذكر ان موضوع القيادة التي ستشرف على الاوضاع في المرحلة الانتقالية يشكل خلافا كبيرا بين الحركتين، ففي الوقت الذي تنادي فيه حماس ان تكون هذه القيادة الجديدة بديلا عن منظمة التحرير، تطالب فتح ان تكون جزءا من المنظمة وتخضع لإشرافها.

وبدوره اعلن الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس أن حوار القاهرة بين حركتي فتح وحماس جرى تعليقه لإجراء مزيد من المشاورات على ان يستكمل يوم 26 من الشهر الجاري.

وقال الزهار في تصريحات نقلها موقع موال لحركة حماس ان 'امورا جديدة طرأت على حوار القاهرة الى جانب ارتباطات لدى الوسيط المصري استدعت تأجيل الحوار لفترة من الزمن'، مؤكدا انجاز الحوار لعدد من القضايا الخلافية وحاجة قضايا اخرى لمزيد من الحوار اللاحق للوصول الى اتفاق. وسبق ان قال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس ان حوارات القاهرة 'شهدت تمسك حركة فتح بمواقفها المتشددة وتراجعها عن توافقات سابقة، كما بدأت تتحدث عن خطوط حمراء، وترفض اعطاء اي مرونة مما تسبب في تعليق جلسات الحوار'.

واضاف 'فتح اصرت في هذه الجولة على آرائها السابقة، وبدأت تؤكد على التزام حكومة التوافق بقرارات والتزامات منظمة التحرير، وان اصلاح اجهزة الامن في الضفة الغربية غير مطروح بتاتا على طاولة الحوار، وان الحديث عن الاصلاح يقتصر على قطاع غزة فقط'.

واكد البردويل ان فتح تصر على ان تبقى منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه دون تشكيل اطار يضم الجميع، كما تصر على موقفها من قانون الانتخابات التشريعية.

واتهم البردويل فتح بأنها قدمت للحوار 'ولديها تعليمات وضغوط خارجية بان لا تعطي اي تنازل او مرونة في اي قضية من القضايا المطروحة'.

وذكر ان وفد حماس كان يعتقد في البداية ان موقف فتح مجرد 'تكتيك تفاوضي للوصول للحل'، واضاف 'لكن وجدنا في النهاية ان هناك اصرارا كبيرا على ان تنفذ حركة فتح اراءها وان تطبق الاتفاق حسب رؤيتها'.