خبر القاهرة تقترح تشكيل حكومة فلسطينية انتقالية مقبولة دولياً حتى إجراء الانتخابات

الساعة 05:29 ص|04 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة شاركت في حوار القاهرة النقاب عن أن رئيس الـمخابرات الـمصرية اللواء عمر سليمان طرح على وفدي حركتي (فتح) و(حماس) خلال لقائه بهما، الخميس، حلاً أسماه "حل انتقالي" وطلب من الحركتين العودة إلى قيادتيهما والتشاور بشأنه قبل العودة إلى القاهرة في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري بإجابات نهائية على هذا الاقتراح.

واستناداً إلى الـمصادر فإن رئيس الـمخابرات الـمصرية الذي أطلع الوفدين على نتائج لقاءاته في واشنطن مع الـمسؤولين في الإدارة الأميركية في وقت سابق من الشهر الـماضي أكد أن السبيل الوحيد لقبول حكومة فلسطينية جديدة من قبل الـمجتمع الدولي هو أن تعلن هذه الحكومة صراحة قبولها الـمبادئ التي حددتها اللجنة الرباعية، وهي: (نبذ العنف، والاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية".

وقالت الـمصادر: "بعد هذا الاستعراض مع استعراض ما تم تحقيقه من تقدم في الحوارات التي جرت في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية فإن اللواء سليمان قال إنه يقترح حلاً انتقالياً يشكل بموجبه الرئيس محمود عباس حكومة جديدة أياً كانت تسميتها أو تشكيلتها شريطة أن تكون مقبولةً من الـمجتمع الدولي وتمارس عملها لفترة انتقالية، أي حتى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في مطلع العام الـمقبل، وبما لا يجحف بما تم تحقيقه من تقدم في حل باقي القضايا التي ناقشها الحوار مثل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية".

وأضافت: اللواء سليمان كان واضحاً بأنه في حال ضمت الحكومة شخصيات من (حماس) أو تسميها (حماس) فإنه يتوجب على الحكومة الجديدة، من أجل أن تكون مقبولة من الـمجتمع الدولي ألا تعود مجدداً إلى الـمقاطعة الدولية، وأن تقبل مبادئ اللجنة الرباعية منوهاً بأن الحديث يدور عن حكومة انتقالية عمرها الزمني قصير وليست حكومة دائمة.

وتابعت: أبدى وفد حركة (فتح) مواقف إيجابية من هذا الاقتراح، ولكن وفد حركة (حماس) أكد أنه يحتاج العودةَ إلى قيادته من أجل التداول واتخاذ قرار نهائي بشأنه؛ وعلى ذلك فقد طلب اللواء سليمان من الوفدين العودة إلى قيادتيهما وتدارس الاقتراح الانتقالي ومن ثم العودة قبل نهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى أن مصر ستحدد الـموعد وأنها ستكون على اتصال مع الوفدين وطلب من الوفدين أن يكونا على اتصال مع بعضهما البعض".

وكان اللواء سليمان اجتمع مع وفد حركة (فتح) برئاسة أحمد قريع "أبو علاء"، مفوض التعبئة والتنظيم في حركة (فتح) وعضو اللجنة الـمركزية للحركة، ووفد حركة (حماس) برئاسة نائب رئيس الـمكتب السياسي للحركة د. موسى أبو مرزوق قبل أن يجمعهما في اجتماع قالت الـمصادر إنه اتسم بالإيجابية والصراحة.

وعلـم أن اللواء سليمان طلب من الوفدين الحفاظ على روح إيجابية في التعامل فيما بينهما وتجنب تصعيد الأوضاع أو الحملات الإعلامية.

وتشير الـمصادر إلى أنه على ما يبدو فإن حركة (حماس) كانت تعوّل على أن يجلب اللواء سليمان موافقة من الإدارة الأميركية على صيغة "احترام" التزامات منظمة التحرير الفلسطينية التي تم التوصل إليها في اتفاق مكة إلا أن اللواء سليمان أبلغ الـمجتمعين أن هذه الصيغة لـم تكن مقبولة من قبل الإدارة الأميركية.

ومن الـمرتقب أن توجه مصر الدعوة للحركتين للعودة إلى القاهرة في يوم تحدده بين الحادي والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري على أن تكون البداية بوفدي الحركتين. وفي حال وجدت مصر أن الأمور وصلت إلى مرحلة الاتفاق فإنها ستدعو باقي الفصائل من أجل إعلان الاتفاق في حفل رسمي يحضره الرئيس الـمصري حسني مبارك ووزراء خارجية دول عربية بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.