خبر أبو مرزوق: لا اقتراحات جديدة وكل قضايا الحوار رزمة واحدة

الساعة 01:33 ص|04 ابريل 2009

فلسطين اليوم: الحياة

نفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق وجود أي اقتراحات جديدة في ما يتعلق بالحوار الفلسطيني - الفلسطيني، وقال في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية قبيل مغادرته القاهرة متوجهاً إلى دمشق: «ليست هناك اقتراحات جديدة، والقضايا الخلافية العالقة تراوح مكانها»، لافتاً إلى أن الخلافات تتعلق بالقضايا الجوهرية وهي الحكومة ونظام قانون الانتخابات والأمن، إضافة إلى أن منظمة التحرير لا تزال قضية خلافية ولم تعالج بعد. وأكد تمسك «حماس» بضرورة حماية غالبيتها في البرلمان بإيجاد صيغة تكفل للنائب المعتقل في السجون الإسرائيلية عدم فقدان صوته وتمثيله في المجلس التشريعي.

 

وأوضح أبو مرزوق أنه تم تسجيل نقاط الاتفاق كافة في كل لجنة، مشيرا إلى «قضايا كثيرة تم التوافق عليها ويمكن المضي بها، لكن ما زالت هناك صعوبات في التوافق على برنامج الحكومة». وأضاف: «لا يمكن في قضية كتلك ترك الخلاف جانباً والمضي في القضايا الأخرى».

 

وعلى صعيد ما يتردد عن تلكؤ «حماس» في الملفات الأخرى إلى حين حسم إشكالية الحكومة، رفض أبو مرزوق هذا التقويم الذي قال إنه «تعوزه الدقة والعدالة»، موضحاً أن «العكس هو الصحيح... أرجأنا تشكيل الحكومة إلى حين معالجة الملفات، ثم أن القضايا كافة لا يمكن عزلها عن بعضها بعضاً، فهي رزمة واحدة متكاملة». وأوضح: «على سبيل المثال كيف يمكن إجراء انتخابات ونحن لم نتفق على قانون هذه الانتخابات ونظامها، لا يمكن الذهاب إلى الانتخابات من دون التوافق على القانون، وكذلك لا يمكن أن أمضي إلى الانتخابات من دون حدوث توافق أمني في ما بيننا»، متسائلاً: «كيف ستشكل الحكومة؟... اتفقنا على الانتخابات وإجرائها وتشكيلها، لكن لم نتفق على إجرائها وفق أي نظام».

وعما يتردد عن أن مسمى الحكومة وشخوصها ليس بالأهمية نفسها، وأن الأهم هو برنامجها، قال: «باختصار شديد فإن الإشكالية ما زالت في الحملة السياسية حول كلمة التزام واحترام»، معرباً عن أمله عند عودة وفدي الحركتين إلى القاهرة في 26 الشهر الجاري في إيجاد مخرج وتذليل المواقف لأن الأمر يحتاج إلى تفكير. وعوّل على توافر الإرادة لدى الطرفين في الاتفاق، موضحاً أن الحوارات بين الجانبين انتهت إلى هذه النقاط وليس هناك في جعبته جديد يحمله إلى دمشق. وقال: «لا بد من جديد في المستقبل لأن القضايا الجوهرية لم تسو».

وسألت «الحياة» أبو مرزوق عن موقف «حماس» من تصريح رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم عندما قال: «توبة أن ندعو حماس»، فأجاب: «حماس لم تطلب أن تحضر القمة العربية، ولم تتطلع لحظة إلى المشاركة فيها لأن هذا الموقع يشغله الرئيس... وإذا كان ما قالته قطر يريح البعض، فلا بأس».

وعما إذا كانت «حماس» تراهن على الزمن لمصلحتها فتتلكأ في التجاوب مع جهود المصالحة، قال: «هذه أقوال المفلسين، لكن أقول: من يراهنون على الزمن فليطلعوا على برنامج حكومة (بنيامين) نتانياهو الذي يعني باختصار شديد أنه لا مستقبل للسلطة في رام الله، وعليها أن تفكك أجهزتها وترحل وليس هناك موقع (للرئيس محمود عباس) أبو مازن»، لافتاً إلى أن «إيران أو قطر لم يقولا شيئاً يمس مكانة حماس، وكل له حلفاؤه ومبادئه، والسيناريو الأسوأ لأبو مازن في ظل شريك إسرائيلي لا يريده ولا يرغب به، أن يصبح مختار بلده».

وسألت «الحياة» أبو مرزوق عن ربط إسرائيل إطلاق الجندي الاسير غلعاد شاليت بتشغيل المعابر وعما إذا كان هذا سيجعل «حماس» تبدي مرونة في مواقفها في صفقة تبادل الأسرى لضمان كسر الحصار وإعادة إعمار غزة، فأجاب: «إسرائيل أقفلت الطريق واعتقلت النواب، لكن موقفنا باختصار شديد هو الأسرى بغض النظر عن أي أمور أخرى مهما كانت، فلن نلتفت إليها ولن نغير من مواقفنا على الإطلاق»، وقال: «لو أن حماس كانت لديها انتهازية لاتخذت مواقف وخطوات أخرى أحرجت فيها الكثيرين، لكن حماس ثابتة على مواقفها لأنها صاحبة مبدأ وأخلاق في التعامل».

في غضون ذلك، استبعد مصدر مسؤول في «حماس» إمكان تشكيل حكومة توافق وطني خلال الفترة الانتقالية لا تشارك فيها «حماس».

في السياق ذاته، كشف قيادي في حركة «فتح» شارك في أعمال حوار القاهرة الذي استمر على مدى يومين المقترح الجديد الذي تحدث عنه القيادي في «فتح» نبيل شعث، وقال: «إذا استمرت حماس على رفضها تشكيل حكومة تعترف بشروط الرباعية وتلتزم قرارات منظمة التحرير، فإن المطروح أن يقوم الرئيس محمود عباس بتكليف شخصية ما تشكيل الحكومة بعيداً عن حماس، وذلك ضمن التوافق الوطني حتى لا ينقطع الطريق ولتستمر الأمور ولا تتوقف، وأن تُسهم هذه الحكومة في إعادة إعمار غزة، وأن تشكل لجنة من الفصائل بغرض استمرار خطوات إيجابية في اتجاه إعادة اللحمة الفلسطينية ومنع الانقسام ثانية والمضي قدماً في المصالحة إلى حين إجراء الانتخابات».