خبر كاتب مصري: إسرائيل فكرت في تقسيم العراق منذ نصف قرن

الساعة 06:31 م|03 ابريل 2009

فلسطين اليوم - وكالات

يسجل كتاب صدر مؤخرا في القاهرة أن تقسيم العراق لا يرتبط بنتائج الحرب التي تقودها الولايات المتحدة التي أسقطت نظام الرئيس الراحل صدام حسين، لكن الفكرة تعود لأكثر من نصف قرن. ويحمل الكتاب عنوان "محنة أمة: ماذا جرى في العراق" للمؤلف أحمد سعيد تاج الدين.

 

ويورد الكتاب أن تقسيم العراق فكرة ليست جديدة بل "طرحت منذ عام 1957 حين نشر الصحفي الهندي كرانجيا كتابا بعنوان "خنجر إسرائيل" وتضمن وثيقة سرية إسرائيلية عن خطة عسكرية تهدف لإقامة إسرائيل الكبرى من نهر النيل إلى الفرات، وتقضي الخطة بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات درزية وعلوية وعربية سنية، وتقسيم لبنان إلى دولتين مارونية وشيعية".

 

وأضاف الكتاب المصري أن فكرة تقسيم العراق كما سجلها الكاتب الهندي تشمل تقسيمه إلى "دولة كردية في الشمال ودولة عربية في الوسط وإلحاق المنطقة الجنوبية بشاه إيران محمد رضا بهلوي حليف أميركا آنذاك، وذلك لتحقيق هدفين هما مكافأة الشاه وخلق خلل في منطقة الخليج لخدمة الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية والأميركية".

 

ويتضمن الكتاب الذي ينشر في ذكرى مرور ست سنوات على الاحتلال الأميركي فصولا توثق لأكثر من 15 عاما هي الأعنف في تاريخ البلاد منذ مقدمات الغزو العراقي للكويت عام 1990، مرورا بالحصار الدولي الذي فرض على العراق في التسعينيات، وصولا إلى الحرب التي شنتها الولايات المتحدة عام 2003 على البلاد بذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل.

 

ويقول المؤلف تاج الدين إن المنطقة العربية بما في ذلك مصر والسودان والسعودية وضعت في ثمانينيات القرن العشرين "في إطار خطة شاملة" لتقسيمها إلى كيانات عرقية قومية ودينية طائفية "بحيث تكون إسرائيل الدولة الأهم في المنطقة".

 

ويضيف المؤلف أن دراسة حديثة عنوانها "العراق.. التقسيم السلس" كتبها الأميركيان إدوارد جوزيف ومايكل أوهانلون وضعت تصورا لإنقاذ واشنطن من مأزقها في العراق، حيث "دافعت الدراسة عن خيار تقسيم العراق، القضية (التقسيم) لم تعد فقط طرحا نظريا بل أصبحت أحد السيناريوهات المفضلة لدى تيار واسع من السياسيين والإستراتيجيين الأميركيين".

 

وتناول الكتاب آثار الغزو الأميركي للعراق الذي أصبح أرضا خصبة نمت فيها الجماعات المسلحة التي يرصد منها 18 فصيلا تحت لواء خمسة أقسام هي "الجماعات السلفية" و"فصائل المقاومة الوطنية" و"الجماعات البعثية والعشائرية" و"الجماعات الكردية" و"الجماعات الشيعية".

 

كما رصد الكتاب أيضا "عراق ما بعد الحرب"، مشددا على أن البلاد "تراجعت مئات السنين إلى الوراء" حيث إن 40% يعيشون تحت خط الفقر في ظل خدمات محدودة، كما زادت نسبة البطالة على 50% وهرب نحو أربعة ملايين مواطن من الحرب الأهلية، إضافة إلى مسلسل "استنزاف العقول العراقية" قتلا أو اختطافا أو هجرة بسبب ظروف لم تعد تحتمل.