من هو "محمود العارضة" الذي أعادت "إسرائيل" اعتقاله؟

الساعة 11:50 ص|11 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم

- تمكنت إسرائيل مساء الجمعة من اعتقاله

-قاد يوم الاثنين الماضي عملية ناجحة ومعقدة للفرار من سجن جلبوع شديد التحصين، أصابت إسرائيل بالصدمة

-هو أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي داخل السجون الإسرائيلية، ويصفه مقربون بـ"المثقف الرياضي"

- سبق له محاولة الفرار من السجون عام 2014.

-قضى نحو 28 عاما في السجون، منها 25 عاما متصلة منذ 1996 وحتى الآن

بعد أربعة أيام، من استنشاقه نسيم الحرية، تمكنت إسرائيل مساء الجمعة من اعتقاله محمود العارضة، الذي تنسب له قيادة عملية "الهروب الكبير"، من سجن جلبوع شديد التحصين، والتي أصابت إسرائيل بالصدمة.

ونجح العارضة، برفقة 5 معتقلين آخرين، جميعهم من سكان محافظة جنين شمالي الضفة الغربية، بانتزاع حريته من السجن، يوم الاثنين الماضي.

وتقول سلطة السجون الإسرائيلية إن الأسرى استخدموا نفقا، حفروه من داخل زنزانتهم للخروج من السجن.

وأعلن الاحتلال، الجمعة، أنّها اعتقل اثنين من الأسرى الفلسطينيين الستة   وهما محمود العارضة (46 عامًا) ويعقوب قادري (49 عامًا).

ومحمود العارضة، هو ابن بلدة عرّابة إلى الشمال من مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية)، وأحد قيادات حركة "الجهاد الإسلامي"، وتصنفه مصلحة السجون، والمخابرات الإسرائيلية، كأحد أكثر الأسرى "خطورة".

وقضى العارضة، في السجون الإسرائيلية نحو 28 عاما، منها 25 عاما بشكل متواصل، منذ العام 1996 وحتى الآن.

وفي العام 2014، حاول العارضة، مرتين الفرار من السجن، وفي إحداها حفر نفقا أسفل سجن "شطّة" (المجاور لسجن جلبوع)، غير أن أمره كُشف، وعاقبته قوات الاحتلال ومصلحة السجون بالسجن الانفرادي لأكثر من عام.

ويقول مقربون من العارضة، إنه "مثقف، ورياضي، وعنيد، وحَسن الخُلق، ويمتلك علاقات جيدة مع جميع الأسرى من كافة الفصائل السياسية الأخرى".

وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي، على العارضة لقب "قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية".

**من هو العارضة؟

تقول والدته فتحية العارضة (73 عاما)، إن نجلها "حَسنُ الخُلق، طيب، يحب الجميع، ومناضل منذ صغره، حيث اعتقل للمرة الأولى وهو في سن الـ 14 عاما".

وقبل ساعات قليلة من إعادة اعتقاله، قالت والدته إنها "فرِحة وقلِقة على حياته".

وتقول الفلسطينية المسنّة، الذي تحوّل منزلها وجْهة للمتضامنين ووسائل الاعلام نهارا، ولقوات الاحتلال الإسرائيلي ليلا، إن الأخير اعتقل كل أبنائها، عقب فرار نجلها من السجن، وبقيت وحيدة.

وتضيف "يبحثون عن محمود، ويحققون مع إخوانه".

ولاحقا، أفرجت القوات الإسرائيلية عن اثنين من أبناء العارضة، بعد التحقيق معهم لعدة ساعات.

وتتنهد السيدة، وتضيف "الله يحميه ويحمي جميع الشباب".

ووُلد العارضة لأسرة فلسطينية فقيرة، في منزل يقع على أطراف بلدة عرّابة إلى الشمال من مدينة جنين.

وتقول والدته، إن عائلتها كانت إبان الانتفاضة الأولى (1987-1994) توفر الحماية لمجموعات مقاوِمة مسلحة.

وتضيف "وفرنا الطعام والمأوى للمقاومين، وكان ابني الآخر، أحمد، مقاوما نفّذ عملية أصيب بها مستوطن إسرائيلي".

واُعتقل محمود العارضة في العام 1991، وكان عمره 14 عاما، بتهمة إلقاء عبوات حارقة "المولوتوف" على قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وأُفرج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف، ليعود من جديد لمقاومة الاحتلال.

واستطاع العارضة بعد تحرره، تنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل، إحداها أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي.

وفي عام 1996، اعتقل العارضة، وأصدرت محكمة إسرائيلية بحقه حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة.

وفي سجنه، بات "العارضة" أحد أبرز قيادات أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وانتخب عضواً في الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة، ونائبا للأمين العام للهيئة.

**المثقف المؤلف

وتنقّل العارضة بين مختلف السجون الإسرائيلية، واستثمر سنوات الاعتقال بالعلم والدراسة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم، كاملا.

ويقول مقربون منه، إنه يتمتع بثقافة واسعة، رغم أنه لم يتمكن من الدراسة الجامعية بسبب عمله المقاوم وسنوات اعتقاله الطويلة.

وألّف العارضة، عددا من الكتب، ويُعرف بحبه للقراءة والاطلاع.

ومن بين مؤلفاته "فقه الجهاد"، و" تأثير الشيخ الغزالي على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منهجا وفكراً".

وحضّر العارضة، لنشر كتبا أخرى لم ترَ النور، بعد.

**قائد وحدوي

يقول ابن بلدته، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، إن "محمود" مثال "للرجل المقاوم الذي لم تهزمه سنوات الاعتقال، ولا السجان".

وأضاف عدنان ، قبل ساعات قليلة من إعلان نبأ اعتقال العارضة "بالرغم من السنوات الطويلة التي أمضاها العارضة في السجن، بقي كأنه ابن الأمس، لم تترك سنوات السجن عليه أية آثار، فلم يستطع الشيب أن يغزو فروة رأسه، وهو صاحب بُنية جسدية قوية، ورياضي من الدرجة الأولى".

وتابع عدنان "لم يتسلل اليأس لقلب ووجدان محمود، اشتاق للحرية، ونالها بعزيمته وقوته، حفر النفق بملعقة بل بأظافره".

ويشير عدنان، إلى أن العارضة، "وحدوي يحبه كافة الأسرى من مختلف التنظيمات، لديه علاقات واسعة، ورفقته للقيادي بحركة فتح زكريا الزبيدي في عملية الفرار، خير دليل".

وعقب إعلان نبأ اعتقاله، برفقة "قادري"، قال عدنان، في تصريحات صحفية إن إعادة اعتقالهما "لن يكسرهما، وهما أحرارٌ وسيبقون أحرارا".