خبر مصطفى الصواف يكتب : موقف « نتنياهو ليبرمان »... هل سينعكس على حوار القاهرة؟

الساعة 06:55 ص|03 ابريل 2009

  مصطفى الصواف

نتنياهو في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي لنيل الثقة على حكومته، كان واضحاً جداً في نظرته للسلام مع الفلسطينيين القائم على الحكم الذاتي، وعلى النظر إلى الشعب الفلسطيني على أنه مجموعة متسولة كل ما تحتاجه شيئاً من الدعم الاقتصادي، إلى جانب أنه يريد من الفلسطينيين أن يكونوا حراساً على أمن (إسرائيل)، فلا تفاوض على دولة أو حقوق، فكيف بالعودة والقدس؟.

 

ليبرمان أيضا كان واضحاً جداً وربما أوضح من سيده نتنياهو، عندما تنكر لمقررات أنابوليس واعتبرها غير ملزمة للاحتلال الإسرائيلي، لأنها لم توقع من أي حكومة إسرائيلية، وأوضح أن حكومته تحترم اتفاقيات الحكومات السابقة في (إسرائيل)، وركز على خارطة الطريق، ليس حباً فيها ولكن لأنه اكتشف أنها تحقق الأمن لـ(إسرائيل) من خلال تحويلها للأجهزة الأمنية إلى حراس أمن للإسرائيليين ومستوطناتهم، وكذلك لأن من ضمن بنودها ملاحقة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى جانب ترحابها بقوات الاحتلال وإفساح المجال أمامها في الدخول والخروج والقتل والاعتقال والتدمير.

 

أمام ذلك لم نسمع من أحد، سوى قوى المقاومة الفلسطينية، تعليقاً على موقف الحكومة الجديدة بقيادة نتنياهو وتفسيرات ليبرمان، وهنا يدور في ذهننا السؤال التالي: لماذا رفضت الإدارة الأمريكية للجملة السياسية التي حملها مدير المخابرات المصرية عمر سليمان إلى واشنطن، وهي احترام ما وقعت عليه السلطة أو منظمة التحرير الفلسطينية، وإصراره على كلمة التزام بدلا من احترام؟ الأمر الذي سيحول دون التوصل إلى اتفاق فلسطيني- فلسطيني في حوار القاهرة.

 

وسؤال آخر، ماذا لو خرج المفاوض الفلسطيني، وهذا أمر غير متوقع، وأعلن بأن أنابوليس انتهت بالفشل وهي غير ملزمة للفلسطينيين وأن خارطة الطريق باتت في حكم الباطلة وغير النافعة للشعب الفلسطيني؟، كيف عندها سيكون موقف الإدارة الأمريكية؟ وكم من المتحدثين باسم البيت الأبيض سيخرجون، والرباعية الأوروبية سترتعد فرائسها من هول الموقف الفلسطيني؟ لكن صمتوا جميعا أمام الموقف السياسي الإسرائيلي، الذي تحدثنا عنه في بداية حديثنا، ولم نتطرق فيه إلى موقف أوباما عن حل الدولتين المرفوض من نتنياهو بكل صراحة، وعن الاستيطان والتهديد بالعدوان، نريد أن نضعه جانبا.

 

نعيد مرة أخرى التأكيد على ازدواجية المعايير لدى العالم الظالم الأمريكي والأوروبي، وما يدمي القلب هي حالة العجز العربي الكامل والتي عبر عنها مؤتمر القمة الذي اختصر في الدوحة رغم خطورة القضايا المطروحة، والذي غيب الموضوع الفلسطيني عن صدارة الأولويات لهذه القمة، وتحدث على خجل في الأمر ولم يتخذ أي قرار بحق العدوان والإعمار والتطرف الإسرائيلي.

 

والنقطة المهمة التي أريد الإشارة إليها، هي الموقف الفلسطيني المتمثل في موقف حركة فتح والسيد محمود عباس الذي لم يتغير بعد في حوار القاهرة، وما زال يؤكد على أنابوليس وعلى خارطة الطريق بشكل عملي ومؤلم في الضفة الغربية، هذا الموقف الذي سيفشل حوار القاهرة وسيعزز الانقسام الفلسطيني نتيجة الإصرار على شروط الرباعية وشروط الإدارة الأمريكية، القاضية بالاعتراف بـ(إسرائيل) والتي تعبر عنها مطالب فتح و"أبو مازن" والقاضية بضرورة أن تلتزم حماس بما التزمت به منظمة التحرير.

 

بَعد كل هذا الوضوح في الخطاب السياسي الإسرائيلي وهذا الموقف الجلي لتوجهات حكومة نتنياهو وصمت العالم عليها، يبقى هناك أمل للمفاوض وعباس وفتح أن تستجيب (إسرائيل) بقيادة اليمين المتطرف وتعطي الشعب الفلسطيني حقوقه على الطريقة الفتحاوية العباسية.

 

من الحري بالسيد محمود عباس وحركة فتح ومن لف في مدارهم أن يقفوا موقفا يتناغم مع مصالح الشعب الفلسطيني، ويكونوا على قناعة أن خيار التفاوض والاعتراف انتهى بلا رجعة، فلا أمل في السياسة الإسرائيلية الجديدة، ولا أمل في الموقف الدولي الأمريكي والأوروبي، والموقف العربي عاجز.

 

لقد آن الأوان لرفض شروط الرباعية وشروط الإدارة الأمريكية والعودة إلى مصالح الشعب الفلسطيني والوحدة في الموقف السياسي المعتمد على استراتيجية مهمة وهي إبقاء المقاومة ودعمها لأنها وإن كانت ضعيفة إلا أنها تبقي القضية الفلسطينية حية وباقية لأن التغيير سنة كونية في المحيطين الإقليمي والدولي، والحقوق لا تسقط بالتقادم ولكن التفريط فيها يصعب على الجيل القادم استردادها.