خبر « الأحمد » يرفض تحميل حركة فتح مسؤولية تعطيل الحوار في القاهرة

الساعة 08:54 م|02 ابريل 2009

فلسطين اليوم: وكالات

رفض رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد مساء اليوم، تحميل صلاح البردويل القيادي في حماس وعدد من الناطقين الإعلاميين باسمها، حركة فتح مسؤولية تعطيل الحوار الوطني في القاهرة.

 

وشدد الأحمد لوكالة "وفا" المحلية على أن حركة فتح وبتعليمات مباشرة من قائدها العام رئيس السلطة محمود عباس، تسعى جاهدة لإنهاء أزمة الانقسام إدراكا منها لحساسية الظروف المحيطة ولطبيعة الوضع في إسرائيل.

 

وقال: لا شك أن جولة الحوار الحالية كانت مهمة، وكان هنالك جدية في النقاش، وأيضا كان هناك رغبة موجودة من أجل التوصل لاتفاق، ولكن الرغبة شيء والواقع شيء آخر ومتطلبات ذلك شيء آخر.

 

وأضافت الأحمد: عاد وفد حماس من دمشق وكان يحمل نفس الأفكار وذات المواقف التي طرحت في الجولة الثانية من الحوار، وهنالك نقاط تتعلق بالبرنامج السياسي للحكومة، وقضية منظمة التحرير والمرحلة الانتقالية ما بين إنهاء الانقسام، وتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني الجديد لم تحسم بعد.

 

وقال: قضية الموقف السياسي للحكومة وبرنامج منظمة التحرير لا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف كان، لأنه برنامج أقر في دورات المجالس الوطنية المتعاقبة، ومبدأ حل الدولتين نحن الذي بنيناه كمنظمة منذ عام 1988 من خلال إعلان الاستقلال، وكل الخطوات السياسية اللاحقة حتى اليوم لم تخرج عنه.

 

وأضاف: "ليس صحيح ان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هو الذي طرح مبدأ حل الدولتين وبادر له، لان منظمة التحرير هي التي بادرت لذلك من خلال برنامج العمل الوطني الذي أقر عام 1988م، وبالتالي نحن في مرحلة مفاوضات، ومباحثات وبذل الجهود من أجل تحقيق ما تم إقراره في إعلان الاستقلال على أساس حل الدولتين القائم على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين على أساس قرارات الشرعية الدولية وبخاصة القرار 194، وقال:"نحن بذلك تلاقينا مع خطة خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية، ومع رؤية الرئيس بوش، وبالتالي لا يمكن التراجع عن ذلك".

 

وتابع الأحمد: للأسف الأخوة في حماس متمترسين وبشكل جامد بنفس المفاهيم دون ملاحظة التغيرات الهائلة التي حصلت خلال السنوات السابقة، وكذلك تشكيل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل والتي أعلن بعدها صراحة ليبرمان (وزير خارجية إسرائيل الجديد) رفضه لمبدأ إقامة الدولة الفلسطينية، وتحدث عن ترتيبات لا يعرف معناها، ربما تعني التقاسم الوظيفي حتى مع الاحتلال.

 

وشدد على أنه لا العقل يقبل ولا الوطنية الفلسطينية تقبل أن يكون هناك فلسطيني واحد أو فصيل فلسطيني يقبل على نفسه أن يكون هو وليبرمان بنفس الموقف السياسي.

 

وأضاف الأحمد: هذا ما شرحناه لحماس خلال جلسات الحوار، ولكن للأسف جاءوا من دمشق وهم يعتقدوا أن مصر ستسوق البرنامج السياسي الذي يقوم على مبدأ احترام الاتفاقيات، ولكن لقاؤنا مع الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية كان واضحا في شرح موقف الإدارة الأمريكية، وشرح موقف المجتمع الدولي، وأيضا شرح الموقف المصري نفسه، الذي أكد بوضوح وصراحة للطرفين فتح وحماس أن مسألة البرنامج السياسي غير قابلة للتغيير في ضوء متطلبات عملية السلام، والتطورات الراهنة.

 

وأشار إلى انه خلال هذه الجولة قد 'تبدد الوهم الذي كانت تعتقد به حماس، بأن مصر ستعمل على ترويج وجهة نظرها كما كانوا يعتقدون، وهذه النقطة كانت في غاية الأهمية وهي السبب الأساسي، في تأجيل الحوار لجلسة جديدة، بناء على طلبهم بأنهم يريدون العودة مجددا إلى قيادتهم، ما يدل على أن قيادتهم عندما استعرضت نتائج الجولة الثانية من الحوار لم تغير أي من موقفها السياسية'.

 

وأوضح الأحمد أن حماس بحاجة لمراجعة مواقفها السياسية، مضيفا: لا اعتقد أن حماس تقبل على نفسها أن يكون موقفها متطابق مع موقف ليبرمان وحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، لذلك نحن نعتقد أنهم سيناقشوا بموضوعية خلال الأيام القادمة هذا الموضوع، ليطرحوا مجددا أفكارا تجعل إمكانية تحقيق الأهداف الفلسطينية وتحقيق مبادرة السلام العربية في إقامة الدولة المستقلة حتما نأمل أن يضعوها في اعتبارهم'.

 

وقال: بما يتعلق بمنظمة التحرير، والانتخابات، ففي نظام الانتخابات بقيت حماس متمسكة بموقفها في رفض التمثيل النسبي الكامل علما بأن كل الفصائل مجتمعة متوحدة على موقف واحد ما عدا حماس، رغم أننا نشرح لهم أهمية النظام الذي يعالج سياسيا على الأقل قضية التقسيم الجغرافي والتباعد بين غزة والضفة وعزل القدس على الأقل في هذه المرحلة، وأن ذلك يؤكد الوحدة السياسية للوطن، بشكل يتم تجاوز الواقع الجغرافي والمستوطنات التي تعزل القدس عن الضفة الغربية، والفاصل بين الضفة وغزة.

 

 وتمنى الأحمد ان تدرك حماس هذه الحقيقة ويعيدوا النظر بموقفها، وأن تراعي مواقف كافة الفصائل.

 

وبخصوص ما تم إنجازه في الحوار في موضوع منظمة التحرير قال الأحمد: اقتربنا من بعضنا البعض في هذه المسألة واعتقد أن حلها قادم في الجولة الثانية إن خلصت النوايا، ولكن سبب التأجيل الاتفاق الرغبة بأن تكون رزمة متكاملة مع بعضها البعض كما طالبت بذلك حركة حماس.

 

وبشأن الأجهزة الأمنية، أجاب الأحمد: هنالك تفاصيل كثيرة، لكننا اقتربنا من بعضنا البعض فيها، ووجد الراعي المصري تفهما كاملا لما توصلنا إليه وهذه المسألة بالامكان الاتفاق على بقية النقاط فيها من خلال ترحيل ما تبقى للحكومة الانتقالية القادمة، والحكومة التي ستخرج بعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة في بداية العام القادم.

 

وقال: الأبواب للحوار مازالت مفتوحة، ونأمل بأن يكون هنالك جو موضوعي مسؤول وملتزم بالقضايا الوطنية، ونأمل بان تكون الجولة القادمة لإعلان الاتفاق وإنهاء الانقسام.