جذور الشمس تطلع من جلبوع .. بقلم / خالد الحروب

الساعة 02:53 م|06 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم

كانت الارض تحتضنهم طويلاً وئيداً مديداً في قلبها ... تنقلهم شبرا شبرا، تحرص عليهم امانة مطلوب تسليمها الى الشمس. مع كل شبر تحفره الاظافر الخرافية كانت الارض تبتسم لهم وتهمس في العرق المنداح على اعناقهم "طالعلك يا عدوي طالع ... من كل بيت وحارة وشارع". تُقبّل روحهم، تمرر في بريق عيونهم قبسا من الشمس التي تنتظرهم على الجانب الآخر من سور السجن. كانوا يحفرون بإزميل مقدود من قلوب صهرتها المعجزة. هنا يخجل مخرج الفلم، ويندهش كاتب الرواية.

يتجمد قلم دأب على استدعاء الخيال. يلملم كثيرون اوراقهم ويتسمرون. هنا واقعة سواعد تحيل الخيال اضحوكة، وتصنع حكاية تبدأ من الارض ولا تنتهي في الشمس تنتمي الى كون آخر. هنا اقدام تغبرت عروقها في طين وعروق الارض التي تناسلت بالخيول، تخرج من جوف الليل وتدوس وجه السجان وتصعد سلم الغيم.

هنا ستة فوارس اعادوا حرف فلسطين الى السطر الاول، بدأب النحل وصبر النمل والشهور الطوال، تحرسهم عين الله، تحميهم قلوب امهات دامعات، يرفرف داخلهم شبر بنات يركضن في ساحة المدرسة، يفرحن لأن الشمس اسرت لهن شيئاً ما، فعرفن ان اباءهن الفوارس داسوا انف الجلاد. لا يعرف سر فرحهن الغامض الا الشمس. والشمس هي التي مدت جذورها الى قلب الارض كي يتشبثوا بها، ويصعدوا عليها. كانت قد اعتادت ان تقول لهم في كل ساعة "فورة"، لكم وعد الحرية ولكم عيني وحضني انا.

كلمات دلالية