بأمعائه الخاوية انتزع تصريح علاج طفله..

"أم هادي أبو هواش" تنتظر موعد عملية طفلها في القدس وقلبها معلقًا في دورا

الساعة 06:18 م|05 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم

أغلقت "أم هادي" حقيبة السفر بيدين مرتعشتان ودقات قلبٍ تخفق بسرعة عالية بعد أن وضعت كل ما تحتاجه وطفلها "عز الدين" من مستلزمات اجراء عملية جراحية في "مستشفى المطلع بالقدس"، وقبل أن تغادر منزلها في بلدة دورا بالخليل -جنوب الضفة المحتلة- أطلقت "أم هادي" العنان لعينيها لتتشبع برؤية أطفالها الأربعة وصورة زوجها المعلقة على أحد جدران المنزل علَّها تخفف من لوعة الفراق خلال رحلة علاجية تستغرق أيام عدة.

في الماضي كانت "أم هادي" ترعى أطفالها الصغار (أكبرهم هادي 11 عامًا) عندما كان زوجها يرافق الطفل "عز الدين 6 سنوات" إلى مستشفى المطلع لإجراء فحوصات أو عملية جراحية للتخفيف من الآلام التي لازمت طفلها منذ الولادة.

لكن الهموم تضاعفت وتكالبت على "أم هادي" بتاريخ 28-10-2020 عندما باغتتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام منزلهم في مخيم دورا بالخليل دون اذن فعاثت في المنزل خرابًا ودمارًا واعتقلت زوجها هشام أبو هواش دون أي تهمة أو أي تهديد أمني.

ومنذ تاريخ اعتقال زوجها اصطدمت "أم هادي" بقرار الاحتلال الإسرائيلي الرافض لعلاج طفلها "عز الدين" في مستشفى المطلع بحجة أنها وزوجها يشكلان تهديدًا أمنيًا على أمن دولة الاحتلال الأمر الذي دفعها للحصول على المسكنات لتخفيف آلام طفلها.

آلام الطفل "عز الدين" وصيحاته وصلت صداها إلى زنازين الاحتلال حيث يقبع والده "هشام" بين أربع جدران تمنع وصول اشعة الشمس من جسده الضعيف لتزيد معاناته في مقاومة الباكتيريا الضارة التي أثرت على حالته الصحية كثيرًا.

صرخات الطفل عز الدين تزامنت مع رفض محكمة الاحتلال الإسرائيلي لطلب الاستئناف مرتين من اجل اعادة النظر في ملف الاعتقال الإداري بحق "هشام هواش" ما دفعه لاتخذ قرارًا نهائيًا بتاريخ 17/8/2021 بالإضراب المفتوح عن الطعام ليُعيد المسار الطبيعي إلى حياته رغم عن أنف المحتل الإسرائيلي.

ويطالب "أبو هادي" محكمة الاحتلال الإسرائيلي بوقف اعتقاله الإداري وتحديد موعدًا للإفراج عنه من زنازين الاحتلال ليعيش بين أطفاله الصغار في منزله دون أي منغصات.

وحقق "أبو هادي" من خلال اضرابه عن الطعام انتصارًا مهمًا على قوات الاحتلال التي قررت منح زوجته وطفله "عز الدين" تصريحًا للعلاج في مستشفى المطلع فكانت فرحة "أم هادي" منقوصة باستمرار زوجها في اضرابه عن الطعام وترك أطفالها في المنزل برعاية عائلتها.

مضى على الاضراب المفتوح عن الطعام للأسير هشام هواش نحو 20 يومًا فقد خلالها أكثر من 11 كيلو من وزنه وأصبح يعاني من صداع نصفي شديد وبدأت حالته الصحية تتدهور بشكل سريع وفقًا لقول زوجته "أم هادي".

في زنزانته الصغيرة الضيقة وضع "أبو هادي" جسده النحيل على الأرض، لينظر بقلبه إلى السماء السابعة رافعًا يديه خاضعًا لله تعالى ولسان حاله يُتمتم بصوته الضعيف نتيجة ما يعانيه من آلام شديدة "اللهم اشفِ طفلِ وارفع عنه الآلام والأمراض وأعده إلى إخوانه سالمًا معافى".

وفي القدس تجلس "أم هادي" بمنزل أحد أقربائها تنتظر فجر يوم الثلاثاء المقبل (7-9-2021) لإجراء فحوصات طبية لطفلها "عز الدين" تمهيدًا للعملية الجراحية التي قد تتسبب بإزالة الكلى من جسده.

قلب "أم هادي" الذي يراقب حركات "عز الدين" ويبكي لتدهور صحة زوجها "هشام" كان معلقًا ايضًا عند أطفالها الصغار في بلدية دورا بالخليل مستذكرة موقفًا مؤثرًا اثناء تكريم أبنائها الطلبة "هادي ومحمد" المتفوقان بمدرسة ذكور الوكالة في بلدة دورا بالخليل.

واستذكرت "أم هادي" بقلب يبكي حرقة على ابنائها، قائلة: "عندما تمت دعوتنا من المدرسة لتكريم محمد وهادي طلبوا أن يحضر الوالدان وعند التكريم نادى عريف الحفل الوالدان فكانت عيون أطفالي تبكي ونفسيتهم كانت صعبة ولسانهم يقول لي: "كيف نكرم ووالدنا معتقل في زنازين الاحتلال؟".

وتأمل "أم هادي" أن تعود من رحلة علاج طفلها "عز الدين" وقد تم شفاءه وحقق زوجها "هشام" النصر الكامل على السجان الاسرائيلي بتحديد موعدًا نهائيًا للإفراج عنه لتلتئم العائلة مرة أخرى في منزلها ببلدة دورا بالخليل باذا الله تعالى.

 

طفلة الاسير هشام هواش.jpeg


الاسير هواش.jpeg


WhatsApp Image 2021-09-05 at 5.56.52 PM.jpeg


الطفل عز الدين هشام أبو هواش.JPG
 

كلمات دلالية