خبر الأسرى بغزة تحذر من معاناة مستمرة وتدهور واستهتار بحياة الأسرى

الساعة 11:49 ص|02 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

حذرت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في حكومة غزة اليوم الخميس، من التدهور المستمر في أوضاع الأسرى الصحية مع استمرار سياسة الإهمال الطبي والاستهتار التام والمتعمد بحياتهم.

 

وأشارت الوزارة في تصريحات صحفية، أن أوضاع الأسرى ازدادت خطورة بعد سلسلة الإجراءات التي قررت سلطات الاحتلال اتخاذها للتضييق على الأسرى، وبدأت بتنفيذها على من بينها زيادة إهمال الأسرى المرضى وعدم تقديم العلاج اللازم لهم.

 

وقالت:" إن هذا الأمر الذي يدق ناقوس الخطر بارتقاء شهداء بين الأسرى، وخاصة الذين وصلت حالتهم إلى حد الخطورة، ويعدون بالعشرات ما بين مصاب بالسرطان، أو الفشل الكلوي الحاد، أو أمراض القلب والجلطات، والسكري وانسداد الشرايين وغيرها من الأمراض القاتلة".

 

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة "إننا نتلقى يومياً إنذارات ومناشدات من داخل السجون بتدهور أوضاع الأسرى المرضى ، وإضافة اسري جدد إلى قائمة المرضى التي وصلت إلى أكثر من(1610 ) أسير مريض بينهم حالات خطيرة جداً لا تتحمل مماطلات الاحتلال وإهماله".

 

ونوه الأشقر إلى حالة الأسير إبراهيم عبد القادر الشيخ (40 عاماً) من رام الله، والذي يقبع في قسم ب 4، بسجن النقب ومحكوم بالسجن لمدة 10 سنوات، حيث يعانى من مرض تضييق الشريان التاجي في القلب و أصيب بالجلطة لثلاث مرات ولم تقدم له إدارة السجن العلاج المناسب ،مما يشكل خطورة على حياته.

 

كما نقل الأسير رجائي عبد الكريم الحداد (29 عاماً) من سكان القدس إلى مستشفى سجن الرملة بعد أن تعرض لحالة إغماء وفقدان للوعي، نتيجة تدهور أوضاعه الصحية، بعد مماطلة طويلة من إدارة السجن لإجراء فحوصات طبية للأسير، حيث يعانى من وجود حصوات في الكلى، ولم تقدم له الإدارة أي علاج يناسب حالته الصحية .

 

فيما يهدد فقدان النظر الأسير هاني محمود زلف (28 عاماً) من قلقيلية والموجود في سجن النقب ، حيث يحتاج إلى عملية لزراعة قرنية في كلا العينين بشكل عاجل، حتى لا يحدث خلل في الشبكية وبالتالي يفقد البصر بشكل كامل ، وتماطل إدارة السجن في عرضه على طبيب عيون ، وتأمين نظارة طبية للأسير لحاجته الشديدة لها، لأنه يعانى من قصر نظر حاد.

 

وإمعاناً في مضاعفة معاناة الأسرى المرضى والتنكيل بهم رفضت اللجنة الإسرائيلية المختصة بالإفراج عن الأسرى إطلاق سراح الأسير فايز عبد المهدي زيدات من الخليل والمصاب بمرض السرطان، وذلك بتوصية من المخابرات التي ادعت بأن الأسير يشكل خطر على أمن الاحتلال، علماً بأن مرض السرطان استفحل في جسده ووصل إلى مراحل متقدمة، والأسير يصارع الموت في أى لحظة .

 

وبسبب الإهمال الطبي المتواصل وعدم إجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة السرطانية، تستمر معاناة الأسير محمد صالح محسن من القدس والمعتقل منذ 10 سنوات ويقضى حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً ونصف، حيث يعاني من سرطان في الغدة الدرقية، ولا يتلقى سوى المسكنات ليبقى على قيد الحياة .

 

يشار إلى أن مائة أسير أضربوا عن الطعام القابعين في قسم (9) بسجن عوفر، للمطالبة بإخراج زميلهم الأسير محمد صبحي الهبل (18 عاماً) من رام الله الذي تدهور وضعه الصحي بشكل كبير، حيث يعانى من مرض في الدماغ ، ولا تلتفت إدارة السجن لمعاناته .

 

فيما لا يزال الأسير رائد درابيه (36 عاماً)من غزة يرقد على كرسيه المتحرك، بعد إجراء علمية جراحية حساسة له بجانب العمود الفقري ،وهى العلمية رقم 7 التي تجرى للأسري دون أن يطرأ أى تحسن على حالته الصحية بل على العكس يزداد وضعه خطورة، ويتدهور وضعه الصحي بشكل مستمر، حيث فقد الإحساس في قدميه بعد العملية الأخيرة التي أجريت له لاستئصال شرايين حول العمود الفقري واستبدالها بمواسير بلاستيكية ، حيث انه مصاب بمرض السرطان في الظهر ، ويتآكل لحم الظهر حتى برزت عظامه إلى الخارج .

 

ولا تزال إدارة السجون ترفض إدخال طبيب من الخارج لمعاينة حالة الأسيرة أمل فايز جمعة المصابة بمرض السرطان، ولا تتحسن على العلاج الذي يقدم لها من قبل ممرض السجن، لماً أنه تم استبداله أكثر من مرة .

 

وأكد الأشقر أن إدارة السجن تتعامل مع الأسرى المرضى بكل برود، ولا يعنيها أن يصل الأسير إلى مصارعة الموت، ولا تهتم بتوفير أطباء في كل سجن ،أو صرف الدواء المناسب لحالة المريض حتى يشفى، ويقوم ممرض السجن كثيراً بصرف نفس الدواء للعديد من الأسرى الذين يعانون من أمراض مختلفة عن بعضهم.

 

كما تتحايل إدارة السجن على نقل الأسرى المرضى إلى المستشفيات حيث أن الأسير بعد رفض عشرات المطالبات والمناشدات بنقله إلى المستشفى لخطورة حالته ،يقوم بتقديم التماس إلى المحكمة، فتقوم إدارة السجن بمساومة الأسير على سحب هذه الشكوى، مقابل نقله إلى المستشفى، وعندما يقوم الأسير بسحب الشكوى تقوم بعقابه ونقله إلى سجن أخر لعدة أيام ،ثم تعيده إلى نفس السجن ، وفى هذه الحالة يعامل كاسري جديد على السجن ، وعليه أن يعود إلى نقطه الصفر في المطالبة بنقله إلى المستشفى وهذا يتطلب وقت كبير ، مما يعرض حياة الأسري للخطر .

 

وفى حاله نقل الأسري إلى المستشفى وإجراء تحليل لهاو صورة أشعة يمارس الأطباء سياسة الضغط النفسي على الأسير ويتعمدون عدم إبلاغه بما يعانى من مرض ، وفى نفس الوقت يشعروه بأنه لديه مشكلة كبيرة، وبذلك يبقى الأسري رهين الأوهام بان لديه مرض خطير لا يعرف ماهيته ،مما يؤثر على حالته النفسية بشكل سيئ .

 

وحمَّلت وزارة الأسرى والمحررين سلطات الاحتلال وإدارة السجون المسئولية الكاملة عما يجرى للأسرى داخل السجون من ممارسات إجرامية ، يمكن أن تؤدى إلى ارتقاء شهداء بين الأسرى في اى وقت نظراً لهذا العدد الكبير من الأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية خطيرة.

 

وطالبت منظمة الصحة العالمية، وأطباء بلا حدود بالتدخل الفوري لإرغام الاحتلال على التقييد بالقانون الدولي الإنساني، الذي يعطى الأسير الحق في الفحص الدوري الشهري لاكتشاف إن كان يعانى من أي مرض ،وضرورة تقديم العلاج المناسب للشفاء من هذا المرض ،وهذا ما لا تطبقه إدارة السجون على الأسرى الفلسطينيين في السجون.