خبر ليست سوى أمل تعلق بالصباح ..عبد الله الشاعر

الساعة 08:52 ص|02 ابريل 2009

الاستقلال

القدس عاصمة الثقافة العربية ... عنوان كبير وشديد الإغراء، لكنه غدا ً كشاهد على قبر دارس ، ...... عليه أشجار البؤس، وحاصرها الضياع من كل اتجاه.

 

في رام الله مهرجانات احتفائية ... وفي غزة كذلك .. كل يحتفي بالقدس عروساً والعروس غائبة ولم يسمح لها بالحضور ... ولعل هذا الاحتفال يذكرنا بتلك القصيدة  الرائعة لنزار قباني والتي وصف فيها عرس المفاوضات في غياب العرسان ... ولعله كذلك زواج يضاف لقائمة الزيجات التي نسمع عنها من حين لأخر في الخليج  فمن زواج السفارة إلى زواج المسيار  إلى أخر صرعة يسمونها زواج المونس أو الوناسة وثمة فتاوي شرعية وأخرى سياسية  جاهزة للاستيعاب كل جديد..

 

فما قيمة القدس  اذا كلل رأسها بآلاف الجوائز وهو مقطوع لاحياة فيه ولا نفس.

 

ما قيمة اعتبار القدس عاصمة للثقافة العربية وهي خارج خارطة التفكير العربي وعلى هامش الاستهلاك الإعلامي الكاذب ... واذا كانت كل قصائد المتنبي وديوان الحماسة عاجزة عن ترميم الوعي العربي فهل بمقدورها ترميم  بيت ايل للسقوط أو حماية بيت تعتليه العصابات بجدائلها وقبعات حقدها وقوة السلاح الذي غدا كلمة السر في العصر الشعوبي الجبان...

 

هي القدس .. الحزن ياكل من ملامحها ويباع في اسواقها البؤس ..

 

انها القصيدة المحظوره .. والعشق المخالف لقرارات الرباعية والغزل الذي ينتهك حرمة الاتفاقيات.

 

حين يغشاني الفراغ ولا أجد مفراً ً من مشاهدة التلفاز ينتابني احساس كئيب وعجز  وصدمة .. وحين تصير القدس مجرد قصيدة شعر واغنية عاطفية ادرك حجم ضياعها في سوق النخاسة الاعلامي... مأساة  تحولها الى يوم عابر أو عاصمة للتخدير اللغوي والتلاعب بالالفاظ وبالمشاعر وبالعقول كذلك.

 

تسالني احياؤها المتدثرة بالوجع عن صدقية القوم وهم يحتفون بها عاصمة لثقافة فرض عليها التطبيع شروطه البائسة، واشترى لها المال السياسي ألف عنترة لا يكتب إلا لعبلة ولحب تحول العبودية دونه .. وتقف التقاليد الدولية بالمرصاد.

 

 ثم هل ما تحتاجه القدس اعتبارها عاصمة للثقافة ياتي ...... بعض وزراء الثقافة العرب بعد ان يحصلوا على اذن من سفارات ( اسرائيل) في اوطانهم أو بعد تنسيق مسبق مع مغتصبي القدس....

 

القدس بحاجة لجيوش جرارة لا قصائد زاحفة ولا عنتريات شعرية معلقة على أستار المبيت الأبيض.

 

القدس بحاجة الى  أن تتحول الى لبنة اساسية في وعي المواطن .. والى قصيدة حروفها الدم ... ومعلقة فداء محلها القلب والضمير ... وحين تصير القدس بندقية يطوي عليها المثقف شغافة يصبح بوسع القدس ان تحتفي باختيارها عاصمة للثقافة ... وحينئذ بامكان العواصم كلها ان تعتبر نفسها في لب الثقافة وفي ضمير الوعي وفي اللغة العصية على الانكسار..

 

 القدس هذه الايام عاصمة للحزن ، ومدينة لأشباح  البؤس  وجسداً تدوسه سنابك الطغاة ، وقداسة ينتهك حرماتها قطعان الغزاة شذاذ الافاق وأحذية الشرعة الدولية.

 

القدس يا سادة ليست مشروعاً نعلن البدء في تنفيذه ونقص له الشبر ثم ياتي بعد ذلك مقص الرقيب ليقص لسان كل من يتحدث  عن القدس ، ويقطع دابر كل من يريد للقدس ان تظل همه اليومي وجرحه الذي لم يندمل القدس ليست تحفة ننظر اليها من خلف الحواجز ثم نرميها بالقصائد من وراء جدر لانها ببساطة قد نذرت للرحمن صوماً ن فلاهي عندها متسع لسماع القصائد ، ولا بمقدورها  أن تكلم إنسيّا!!.