خبر خطاب نتنياهو.. هآرتس

الساعة 08:46 ص|02 ابريل 2009

بقلم: آري شافيت

خلل صغير ظلل على مراسيم اداء الحكومة الثانية والثلاثون في اسرائيل ليمين القسم. رئيس الوزراء المنتخب صعد الى المنصة وهو يحمل الخطاب غير الصحيح بسبب عدم النظام الذي يسود في ديوانه في الوقت الحالي. الامور التي تلهب الخيال التي اراد نتنياهو من خلالها ان يعيد طرح نفسه بقيت في منزله في قيساريا. بدلا من ذلك اضطر لقراءة نص ثقيل الوضع ارهقه نفسه حتى. ولكن الخطاب الاصلي الذي نسيه رئيس الوزراء في البيت ليس مفقودا لحسن الحظ.

اليكم خلاصة هذا الخطاب:

"ايها المواطنون الاسرائيليون، انا اقف امامكم مع شعور بالتواضع. قبل ثلاثة عشر عاما اعطيتموني ثقتكم وانا فشلت. وخلال السنوات التي مرت تعلمت العبرة من الفشل. ادركت ان خطأي الاساسي في ولايتي السابقة تمثل في أنني زرعت الخصام والشقاق. لذلك أنا اتيت لاوحد وليس لافرق. اتيت لتضميد الجراح. أنا سأكون رئيس وزراء لاولئك الذين صوتوا ضدي بدرجة لا تقل عن الذين صوتوا من اجلي. أنا أصغي لارائكم وادرك مخاوفكم يا خصومي. وانا امد لكم يدي.

أنا اعتقد اننا جميعا قد نضجنا في العقد الاخير. كلنا ادركنا اننا قد كنا على حق بدرجة معينة واننا قد اخطأنا بدرجة اخرى. من منطلق الايمان باننا نمتلك نفس المصير ونفس الهدف سأفعل كل ما بوسعي لجسر هوة الفوارق بيننا.

لن اتحدث في هذا المساء عن التهديدات. التحديات معروفة: الذرة الايرانية، الاسلام الراديكالي، الازمة الاقتصادية. ولكن في هذه الساعة العصيبة نحن لسنا بحاجة فقد الى ادراك الخطر، وانما الى زيادة قوتنا واملنا. ولدي هذا الامل. انا مشبع بالامل. انا اؤمن بالقوى الكامنة في المجتمع الاسرائيلي. وانا اؤمن بقدرة الاقتصاد الاسرائيلي الكبيرة. واؤمن بعلمنا وثقافتنا والتكنولوجيا التي نمتلكها. انا اؤمن بان اسرائيل هي دولة حرة، ذات بقاء متميز وضروري، ولديها ما يكفي من القوة لصد لكل من يرغبون في تدميرها. حكومتي ستكون حكومة الامل.

السلام. سبعة رؤساء ووزرء اسرائيليون امنوا بالسلام وحاولوا الوصول اليه. اسحاق رابين وايهود باراك كانوا اكثرهم اقداما، ولكن مناحيم بيغن وحده هو الذي نجح. انا ملتزم بتركة بيغن. القائد الذي يتحلى بالمسؤولية لا يستطيع ان يضمن النجاح. ولكني التزم بادارة مفاوضات جدية ومعمقة مع سورية ومع السلطة الفلسطينية ومع الجامعة العربية. لن اقبل المبادرة العربية كما جاءت، ولكني ساطرح قبالتها مبادرة اسرائيلية. لن استبعد خريطة الطريق التي طرحت من اجل السلام، ولكنني ساطرح طريقا جديدا للسلام. انا اعتقد ان النهج المختلف وحده والجريء والفطن والمتيقظ لتحدي السلام هو القادر على ضمان مستقبلنا في هذا المكان الصعب.

التعليم. الخطوة السياسية الهامة جدا التي بادر اليها اريئيل شارون لم تكن فك الارتباط، وانما الثورة في التعليم. ساطبق الثورة التعليمية واقدم على خطوات حازمة ودراماتيكية من اجل تحويل اسرائيل من دولة مجموعة من الثقافات الى دولة جبهة. الحكومة الجديدة ستبلور استراتيجية شاملة، تستغل الازمة الاقتصادية وتواجهها من خلال خطة استنهاض واعادة بناء للتعليم وتجديد للتفوق الاسرائيلي.

الخطاب الذي نسيه نتنياهو في قيسارية تضمن ايضا عبارات اخرى. التزام بسلطة القانون، والتزام بسلطة المعايير، والتزام بالقيادة الجوهرية. ولكن الامر الاهم بصورة خاصة في الخطاب الذي لم يتمكن نتنياهو من القائه كان روح – اوباما التي ميزته. الجمع بين الوعود بالتغيير مع المحاولة للتوصل للمصالحة والسلم الداخلي. اقتراح نبوءة ليس بعيدا عن الواقع. النفاذ العاطفي من خلال اسوار العداء.

نتنياهو اخطأ من لحظته الاولى كرئيس للوزراء. هو اخطأ عندما لم يلقي خطاب – اوباما الذي يفتتح عهدا جديدا وفوت فرصة نادرة. ولكن المشكلة لا تكمن في الخطاب وانما في الخطيب. نتنياهو هو احد القادة القلائل في العالم. هو يتحرك من خلال محيط عدائي داخليا وخارجيا. وهو يعاني من حصار شديد في رصيده. هو لم يحصل ولن يحصل على يوم واحد من التسامح.

لذلك يجب ان تكون كلماته قوية وواضحة. مواجهة التحديات الماثلة امامه تلزمه كرئيس للوزراء بان يقول مقولات جديدة وان يقترح نهجا جديدا وان يبعث في النفوس روحا جديدة. على بنيامين نتنياهو ان يجد صوته وبسرعة.