15 عاماً على استشهاد القائد حسام جرادات

الساعة 05:06 م|30 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

صلـب عنيـد صامـد علـى الحـق يحسـب له الاحتـلال ألف حسـاب، تلـك صفـات الشـهيد القائد حسـام جـرادات ابن مدينـة جنين وضفة الشـقاقي وطوالبـة، هـو ذاك الفـارس المقـدام الـذي يتخطـى الصفوف الأولى في المواجهـات طمعـا في النيـل مـن بنـي صهيـون، وكلـه عنفـوان وتضحيـة، تعالـوا بنـا نسـتمع إلى تفاصيـل أوفى حـول حياة الشـهيد!

يصادف اليوم الاثنين الموافق 30 - 8 الذكرى السنوية الخامسة عشر لرحيل الشهيد القائد "حسام لطفي جرادات"، قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، والذي ارتقى للعلا شهيداً في عملية اغتيال صهيونية بمدينة جنين.

ميلاد قائد

ولــد الشــهيد القائــد حســام لطفــي جــرادات (أبــو إســلام) في 7 أغســطس (آب) 1962م في أسرة فلســطينية بســيطة انتقلــت مــن بلــدة الســيلة الحارثيــة لتســتقر في مدينة جنين حيث رزقت الشــهيد حســام وأخيه نضــال وأربع من الشــقيقات، والشــهيد حســام هو الابــن البكر الــذي حظي بمكانــة خاصة ومحبــة كبيرة مــن والدته ووالــده الــذي رحل في مقتبل العمر، فصار حســام ســنداً لوالدته في رعاية وتربية أشــقائه.

وفي مرحلة مبكــرة من العمر تفتح الحــس الوطنــي لــدى حســام بعدمــا أدرك حقيقة وجوهــر القضية الفلســطينية، فانخــرط في العمل المقاوم بشــكل سري".

صفاته وأخلاقه

يقــول أحــد قــادة سرايــا القــدس في مخيــم جنــين إن الشــهيد القائــد حســام عنيــد صلــب صامــد علــى الحــق يحســب لــه الاحتــلال ألــف حســاب؛ فقــد كان نعــم المجاهــد المتواضــع والفــارس المقــدام الــذي يتخطــى الصفــوف الأولى مواجهــا الاحتــلال بــكل عنفــوان وتضحيــة لا يهــادن أو يســاوم ولا يعطــي الدنيــة في دينــه.

وقــال فيــه الشــهيد القائــد أشرف الســعدي قبــل استشــهاده: "لــن ننســاك أبــا إســلام، ولــن ننســى بطولاتــك وتفانيك وشــجاعتك".

وأضــاف: في إحــدى المواجهــات حاصرتنــا قــوات الاحتــلال، كنــت مــع حســام في مخيــم جنــين، الدوريــات أمامنــا والمشــاة خلفنــا، فاشــتبكنا معهــم وتشــهدنا ولحظتهــا أصبــت فطلبــت منــه الهــرب والنجــاة بنفســه وتــركي، ولكنــه رفــض وأمســكني بيــد وقاتــل بالأخــرى، واســتمر في إطــلاق النــار حتــى دب الرعــب في صفــوف الاحتــلال، وتمكــن مــن إنقــاذ حيــاتي، هــذا القائــد يعيــش معنــا، ووفاؤنــا لــه ســيكون بتصعيــد المقاومــة.

مشواره الجهادي

انتمــى الشــهيد القائــد حســام جــرادات في بداياتــه لإحــدى الفصائــل الفلســطينية التــي عملــت علــى مقاومــة الاحتــلال مــما عرضــه للاعتقــال الأول في مقتبــل العمــر، فلــم ينــل الســجن مــن عزيمتــه، وتنقــل مــن ســجن لآخــر، وتعــرض للاعتقــال مــرة تلــو أخــرى دون أن يــكل أو يلــين، فصــار بطــلا بــكل معنــى الكلمــة.

وخــلال انتفاضــة الأقصــى لم يتأخــر القائــد حســام عــن تلبيــة نــداء الواجــب، وعرفــه الجميــع كتومــا يعمــل لوجــه اللــه دون حــب للمظاهــر والتباهــي، ويعمــل مــع المجموعــات السريــة للانتفاضــة.

أتقــن الشــهيد القائــد حســام جــرادات تصنيــع العبــوات والذخــيرة المحليــة، وبينــما الاحتــلال يتوغــل في جنــين، صــار يعــد العبــوات ويزرعهــا ويفجرهــا في آليــات الاحتــلال.

ويــرى المجاهــد أبــو الســعيد أحــد رفاق دربه في جنــين أن اغتيــال الشــهيد القائــد جــرادات خســارة كبيــرة لحركتــه علــى وجــه الخصــوص والشــعب الفلســطيني والمقاومــة عمومــا.

وقــال: "لقــد عرفنــاه مجاهــدا معطــاء مخلصــا لم يتخلــف عــن معركــة، عــدوا لــدودا للتقاعــس، محبــا للشــهادة ولحركتــه الجهــاد الإســلامي لذلــك فــإن ذكــراه ســتبقى حيــة ورمــزا لنضــال كل فلســطيني، وســيبقى مدرســة يتعلــم منهــا أبطــال الجهــاد فنــون المواجهــة مــع المحتــل."

ســجن الشــهيد القائــد حســام عــدة مــرات على يــد قــوات الاحتلال آخرهــا خــال انتفاضة الأقصــى، وبعدمــا أفرجت عنــه بــاشر الموســاد الصهيــوني يبحــث عنــه، ويلاحقــه مــن زقــاق إلى آخــر، وينصــب لــه الكمــين تلــو الكمــين بدعــوى انخراطــه في صفــوف سرايــا القــدس الجنــاح العســكري لحركــة الجهــاد الإســلامي، وتكــررت المداهــمات، والتهديــدات.

شـــارك شـــهيدنا القائــد حســـام في معركـــة جنـــين في أبريـــل (نيســـان) 2002م جنبـــا إلى جنـــب مـــع سرايـــا القـــدس وفصائـــل العمـــل المقـــاوم حيـــث أظهـــر شـــجاعة وتفـــان وإخـــلاص طيلـــة المواجهـــات.

وتقـــول زوجـــة الشـــهيد حســـام إنـــه: "لم يمـــر يـــوم دون اقتحـــام منزلنـــا وتحطيـــم محتوياتـــه وتهديدنـــا بأقســـى العقوبـــات، لكـــن هـــذه التهديـــدات لم ترهـــب حســـام، وكان يشـــجعنا ويحثنـــا علـــى الصمـــود والصبـــر ويقـــول: مهـــما مـــارس الاحتـــلال مـــن ضغـــوط لـــن نتوقـــف عـــن المقاومـــة، الجهـــاد خيارنـــا وجميعنـــا مشـــاريع شـــهادة".

الجديـــر ذكـــره أن شـــهيدنا القائــد حســـام اعتقل في حادثـــة لا يفعلها إلا المخلصـــون، فقد حاصرت قـــوات الاحتلال اثنين مـــن المطلوبـــين مـــن قـــادة كتائـــب الأقصـــى وهـــم: زكريـــا الزبيـــدي، وعـــلاء الصبـــاغ، مـــع عـــدد مـــن المطلوبين في حـــي المحطة بجنـــين الـــذي يقطـــن فيـــه شـــهيدنا القائــد حســـام حيـــث غطـــى علـــى انســـحاب المحاصريـــن؛ فاعتقلتـــه قـــوات الاحتـــلال.

موعد مع الشهادة

بعدما اشـتدت ملاحقة الشـهيد القائــد حسـام على مدار عام ونصف نجا خلالها من عدة محاولات آخرها قبل استشهاده بشهر ونصف عندما قصفوا المنزل الذي يقصده قبل وصوله بلحظات، فاستشهد اثنان من مسـاعديه، ورغم ذلك واصل الشـهيد القائــد حسـام مسيـرته الجهادية بشـموخ وتحد مجاهدا في سـبيل الحلم حتى تمكنت وحدة صهيونية خاصة من الوصول إليه مسـاء يوم 23 أغسـطس (آب) 2006م، فأطلقت الأعيرة النارية عليه من سلاح كاتم للصوت وأصابته بجروح خطيرة حيث تم نقله إلى مستشفى رفيديا بنابلس ومن ثم إلى الأردن وقد استشهد هناك بتاريخ 30 أغسطس (آب) 2006م، قتلهم الله وانتقم منهم وإن لعنته ستبقى تلاحق المحتلين وعملاءهم ليل نهار.

مــن الجديــر ذكــره أن قــوات الاحتــلال الصهيوني عرقلت وصول جثمان الشــهيد القائد حســام جرادات لتشــييعه ودفنه في مســقط رأســه جنــين وبعــد ضغــوط مؤسســات حقوقية ســمحت قوات الاحتــلال بدخول الجثــمان الطاهر للشــهيد يوم الأحــد 3 ســبتمبر (أيلــول) 2006م لتخــرج جماهيــر غفيــرة مــن المواطنــين بمحافظــة جنــين يتقدمهــم مقاتلــو سرايــا القدس الذيــن حملــوا جثــمان الشــهيد القائــد حســام علــى الأكــف، وانطلقــوا في مسيــرة غاضبــة جابــت شــوارع المدينــة، وهــم يــرددون الهتافــات المنــددة بجرائــم الاحتــلال التــي ترتكــب بحــق أبناء شــعبنا، مطالبــين بالرد علــى العــدو الصهيوني.

كلمات دلالية