خبر النقص الحاد في اللحوم الحمراء بالقطاع يدفع مالكي الأنفاق إلى تهريب المواشي

الساعة 05:41 ص|02 ابريل 2009

فلسطين اليوم-غزة

رغم تدمير عدد كبير من أنفاق التهريب الواقعة جنوب محافظة رفح جراء الغارات الإسرائيلية باتجاه المنطقة الحدودية، وتكثيف الإجراءات المصرية المشددة التي تنفذ في الجانب الآخر من الحدود، إلا أن عمليات التهريب لم تتوقف لحظة واحدة.

مالكو الأنفاق الذين يسعون لتحقيق أكبر ربح مادي في أقل مدة زمنية ممكنة وجدوا أن السوق المحلية متعطشة للمواشي نظرا لما تعانيه من نقص حاد وغير مسبوق في اللحوم الحمراء بفعل الحصار، واستشعروا أن أسعار الأخيرة ارتفعت بصورة غير مسبوقة فسارعوا لاستغلال الأمر وبدأوا بتهريب المواشي من جديد إلى القطاع.

 

يقول "أحمد" أحد العاملين في أنفاق التهريب إن عمليات تهريب الخراف والأبقار تعد الأصعب، نظراً لأن حجمها كبير نسبياً ويصعب إخفاؤها كونها حية، لذلك ابتكر مالكو الأنفاق والعاملون في مجال التهريب طرقاً جديدة لتهريبها.

وأوضح "أحمد" أن القائمين على العملية في الجانب الآخر تفننوا في عمليات تهريبها وإخفائها عن أعين الجنود المصريين المنتشرين على الحدود، فتارة يتم نقلها بصورة متقطعة وأخرى يتم تجميعها في قطعان تجوب المنطقة الحدودية، بحيث تبدو وكأنها مملوكة لأحد الأشخاص ويقوم برعيها، وحين تسنح الفرصة المناسبة يقوم بإدخالها النفق.

وعن طرق إيصالها للجانب الفلسطيني من الحدود أشار "أحمد" إلى أن تهريب المواشي في الفترة الماضية كان شاقا ومجهدا، إذ يتم ربطها ورفعها من فوهة النفق واحدة تلو الأخرى، كما أن إدخالها النفق في الجانب الآخر كان يستغرق وقتا طويلا، أما الآن ففقد أدخل مالكو الأنفاق توسعة وتحسينات على أنفاقهم سرعت وسهلت من عملية تهريبها.

وأوضح "أحمد" أن تهريب الأغنام والأبقار صغيرة الحجم يتواصل بصورة متسارعة، وخاصة بعد أن نجح العديد من مالكي الأنفاق في صيانة أنفاقهم وبدأوا بتهريب المواشي نظرا لحاجة السوق الكبيرة إليها، متوقعا أن تنخفض أسعارها مستقبلا، في حال غرقت السوق بالمواشي المهربة كما حدث مع العديد من أصناف السلع المصرية الأخرى.

مواش سودانية وليبية

وبدا الركن المخصص لبيع المواشي في سوق رفح الأسبوعية مكتظاً بالمئات منها، بعد أن كان يعاني شحا كبيرا خلال الأسابيع الماضية، كما أن أسعارها، رغم ارتفاعها الملحوظ، بدأت تشهد انخفاضاً تدريجياً خلال الفترة الماضية.

ويشير أبو محمد العرجا أحد تجار المواشي في السوق المذكورة إلى أن أعدادا كبيرة وأصنافا عديدة من المواشي المهربة بدأت ترد إلى أسواق القطاع خلال الفترة الماضية، موضحاً أن هناك خرافاً جلبت من ليبيا خصيصا لغزة وأخرى من السودان.

وأشار العرجا إلى أنه يلاحظ أعداد متزايدة من الخراف والأبقار صغيرة الحجم ترد إلى السوق، موضحاً أنه ورغم انخفاض أسعار الحية منها إلا أن أسعار اللحوم ما زالت مرتفعة، وعلل ذلك بأن كل ما تم تهريبه هو مواش صغيرة بحاجة لأشهر كي تنضج ويبدأ التجار والجزارون بذبحها وبيع لحومها في الأسواق.

من جهته، أكد المواطن حازم خليل أنه اشترى عدداً من الخراف الصغيرة بغية تربيتها وبيعها قبيل حلول عيد الأضحى، موضحا أنه لاحظ ارتفاع أسعار الخراف بصورة كبيرة خلال العيد الماضي.

وأشار خليل إلى أنه لاحظ تنوعا في نوعيات المواشي وزيادة في كمياتها، لكنه أكد أنها لا تشكل بديلاً عن الخراف المستوردة من إسرائيل، خاصة وأن هناك بعض السلالات مثل "العساف" تتمتع بصفات ومميزات غير موجودة في الخراف المهربة، كزيادة الوزن في وقت قصير وإنجاب توائم ومقاومتها العالية للأمراض، متمنيا أن يعاد فتح المعابر والسماح للنوعيات المذكورة بالوصول للقطاع مجدداً.