خبر اليوم:استمرار حوارات القاهرة المكثفة بمشاركة سليمان..والاتفاق على عدم الكشف عن فحوى اللقاءات الجارية

الساعة 05:24 ص|02 ابريل 2009

فلسطين اليوم-وكالات

استأنفت حركتا "فتح" و"حماس" امس، حوارهما في القاهرة، في مقدمة لجولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني.

وعقد اجتماع بين وفدي الحركتين صباحا برعاية مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان.

ووصف د.نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو وفد الحركة الى حوار القاهرة، الحوارات التي جرت امس، بين حركتي فتح وحماس بمشاركة المصريين بأنها مكثفة جدا، كاشفا النقاب عن ان رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان سيعقد اليوم (الخميس) لقاءات منفردة مع وفدي الحركتين ومن ثم يجمع الوفدين في لقاء ثلاثي في مسعى لحل الخلافات التي ما زالت قائمة، وقال: "اللواء عمر سليمان سيلتقي الوفدين كلا على حدة ومن ثم يعقد اجتماعا مع الوفدين سويا".

وكشف شعث النقاب عن انه في هذه المرحلة، مصر لا تنوي دعوة باقي الفصائل للمشاركة في الحوار وان هذه الدعوة ستبقى بانتظار تحقيق اختراق على الاقل في الجزء الاكبر من الخلافات التي ما زالت قائمة وقال: "عقدنا اليوم (امس) حوارا استمر طوال ساعات النهار وهو مستمر حتى الآن (منتصف الليل) ويشارك فيه 6 اعضاء من حركة فتح برئاسة احمد قريع "ابو علاء" و6 اعضاء من حركة حماس برئاسة موسى ابو مرزوق و6 مصريين" واضاف: "الحوار مكثف جدا".

وقال شعث: إن الجلسة الأولى من الحوار خصصت لبحث ومناقشة كيفية مشاركة حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد شعث في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بالقاهرة أن "فتح" مستعدة للقبول بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في اللجنة القيادية بالمنظمة.

وشدد شعث على أن الخلاف الآن بات "محصورا في الصياغات" لا في مسائل أو قضايا رئيسية في هذا الملف، لافتا إلى أن "حماس" لم تطرح خلال المناقشة اليوم أية أفكار تتعلق بتأسيس مرجعية بديلة عن منظمة التحرير.

وأردف قائلا: إن "المشاركة مفتوحة أمامهم بالمنظمة في الوقت الراهن وحتى تجرى انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني. وتترك مسألة التغيير والتطوير لقرار المجلس الوطني الجديد".

ونفى شعث أنباء بشأن تلقي "حماس" مبالغ مالية من إيران مقابل مشاركة غير موضوعية من جانبها تنتهي بتعليق الحوار الذي ترعاه القاهرة كما رددت بعض المصادر.

وشدد على أن الفلسطينيين جميعا جادون ولا يريدون إضاعة الوقت.

وتابع شعث، "ممثلو الفصائل الفلسطينية الاخرى لن تتم دعوتهم الى القاهرة من قبل الاشقاء المصريين الا بعد قطع مرحلة في الحوار او تحقيق انفراجه في الغالبية من القضايا المطروحة للبحث وعلى الارجح فإن القضية الاصعب هي قضية البرنامج السياسي للحكومة القادمة".

وقال شعث، اتفق الطرفان امس، بوجود المصريين على "عدم الكشف عن فحوى الحوار الجاري بينهما وقال: "اتفقنا الا نعلن اي تفاصيل عما يجري في داخل غرف الحوار" واضاف: "بشكل عام فإنه يمكن القول ان الاجواء ايجابية فلا يوجد توتر اطلاقا كما ويمكن القول ان الاطراف جادة وراغبة في التوصل الى اتفاق وحلول للمشاكل ولا توجد محاولات لاغلاق الابواب ولكن هذا لا ينفي حقيقة ان القضايا الخمس المتبقية صعبة".

وعما اذا كان هناك سقف زمني لانهاء هذه الجولة من الحوار قال شعث: "نحن نتكلم عن ايام قليلة وعليه فيجب ان تظهر نتائج قبل اسبوع ولذلك فإننا سنواصل العمل والحوار بشكل مكثف في مسعى لحل الخلافات ونأمل ان شاء الله ان نتوصل الى اتفاق".

ومعلوم ان القضايا الخلافية المتبقية هي اولا، البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية الجديدة لا سيما ما يتعلق بالتزامات الحكومة السياسية، وثانيا، نظام الانتخابات التشريعية والرئاسية حيث تطرح فصائل منظمة التحرير الفلسطينية النظام النسبي الكامل في حين تطرح (حماس) النظام المختلط النسبي والدوائر، وثالثا، منظمة التحرير الفلسطينية خاصة ما يتعلق بالفترة ما بين التوصل الى اتفاق وانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني الجديد ورابعا، الامن لا سيما المرحلة الانتقالية ما بين التوصل الى اتفاق وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.

ويضم وفد "حماس" مسؤولين من الداخل، اي من قطاع غزة، ومن دمشق. ويترأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق ويضم محمود الزهار وخليل الحية وعماد العلمي.

اما وفد "فتح" فيترأسه عضو اللجنة المركزية للحركة احمد قريع ويضم نبيل شعث وعزام الاحمد وسعدي الكرنز وماجد فرج.

من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن لقاءات حركتي حماس وفتح في القاهرة ستحدد طبيعة لقاء اللجنة العليا للإشراف على الحوار الوطني.

وأكد صالح ناصر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية أن نتائج لقاءات "فتح" و"حماس" التي بدأت، أمس، ستحدد نتيجة لقاء لجنة الإشراف العليا.

وقال: إذا حدثت انفراجة في حسم قضايا الخلاف الجوهرية بين "فتح" و"حماس" فإن ذلك يعني نجاح لجنة الإشراف العليا.

وأضاف: إن لم يتفقوا فإن ذلك يعني فشل اللجنة العليا.

وأشار ناصر إلى أن القضايا المختلف عليها ذات طبيعة سياسية ولا علاقة لها بصياغة هنا وهناك.

وقال: إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بالحد الأدنى فإن الحوار الوطني سيواجه مستقبلا مجهولا.

وأكد أن الوحدة الوطنية تبنى على أساس برنامج الحد الأدنى بين الفصائل وليس على أساس البرنامج الخاص لأي فصيل سياسي.

وحذّر ناصر من إعادة إنتاج اتفاق مكة من جديد، مؤكداً أن ذلك لن يساهم في حل جذور الخلاف.

وقال: إذا كنا نريد العودة إلى اتفاق مكة فلماذا كل الدمار والانقسام وما حدث من نتائج بعده ومن المقرر أن تبدأ اللجنة العليا اجتماعاتها اليوم في القاهرة بمشاركة مندوبين عن جميع الفصائل.

وكانت جولة اولى من الحوار بين الحركتين علقت في 19 آذار الفائت بسبب استمرار الخلافات حول نقاط عديدة.