خبر مشادة داخل الكنيست بين نائب عربي وآخر يهودي على خلفية شهادات الجنود في حرب غزة

الساعة 07:58 م|01 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

وقعت مشادة كلامية داخل الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، خلال الجلسة الخاصة التي عقدت صباح الأربعاء (1/4)، لمناقشة "تجاوزات" الجيش الإسرائيلي خلال عملية "الرصاص المصبوب" على غزة، لا سيما بعد أن أقر عدد من الجنود بتعمد قتل المدنيين فلسطينيين وإتلاف أثاثهم وهدم بيوتهم دون مبرر.

 

وقالت مصادر إسرائيلية: "إن مشادة كلامية جرت بين بن آري عضو الكنيست من الاتحاد القومي المتطرف وهو من تلاميذ الحاخام الراحل كاهانا وبين محمد بركة العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي".

 

وبدأت المواجهة عندما وصف بن آري ما نشر في بعض الصحف من شهادات للجنود "بالعفن الذي يرافق دولة إسرائيل منذ أربعين عام"، وقال أن ما حدث فتنة تهدف لإضعاف الصف الوطني، كما تهجم على منظمة "بتسيلم" ومنظمة "النساء ضد الحواجز" وحركة "السلام الآن"، وطالب بمحاكمة رئيس الكلية العسكرية رابين الذي نقل شهادات الجنود.

 

وعندما قام عضو الكنيست محمد بركة ليلقي خطاباً رداً على تصريحات بن آري، حاول الأخير مقاطعته ونعته بكلمة "مخرب"، فرد قائلا "اخرس فرجال كاهانا مثلك لا يستحقون الكلام"، على حد تعبيره.

 

وقال بركة، في كلمته: "إن الشهادات المرعبة التي نشرتها صحيفة "هآرتس" في الأيام الأخيرة، حول جرائم الحرب التي ارتكبت على يد جيش الاحتلال، مرعبة ولاقت ضجة محلية وعالمية، ولكنها لم تفاجئنا لأن هذه الحقيقة التي شاهدناها بالبث الحي والمباشر من خلال الفضائيات العربية والعالمية، وهي مشاهد تؤلم كل ضمير إنساني صادق، ولكن حين عرفنا أن شهادات كهذه تطرح في الكلية العسكرية التحضيرية على اسم "يتسحاق رابين"، توخينا لوهلة أن يؤدي هذا إلى تحقيق جدي".

 

وتابع بركة قائلاً: "بطبيعة الحال حين أعلن الجيش قبل ذلك عن إجراء تحقيق داخلي في الجيش، عرفنا أيضا أن هذا تحقيقا في البيت الداخلي، ولن يقود إلى شيء، لا بل يهدف إلى التستر على كل شيء، لأن الجيش ليس معنيا بنشر الحقائق، ولكن أن يدعي المدعي العام العسكري أن تلك الشهادات لا أساس لها، وأن من قدمها هم أشخاص يسعون إلى الشهرة، فإن هذا يضيف للجريمة التي ارتكبت جريمة أخرى".

 

وأضاف "لربما هناك من يريد استباق الأمور، ليدعي في حال وصل الأمر إلى محكمة الجنايات الدولية، أن إسرائيل وجيشها أجريا تحقيقا ولم يظهر أي شيء، ولكن هذا لا يمكن أن يقنع أحداً".

 

وقال بركة "اليوم قرأنا أن ضابط التثقيف العسكري في الجيش أصدر أوامر لجنود الاحتلال يطلب منهم عدم المبالغة بإظهار مظاهر الدعابة من تلك الحرب، ولكن عن أي دعابة يتحدث هذا الضابط، فالحديث يجري عن وحدات عسكرية بأكملها طبعت على قمصانها رسومات تمثل السخرية السوداء، مثل رسم لأم فلسطينية حبلى، وتحتها كتب: "رصاصة واحدة تقتل اثنين"، أو أم فلسطينية تبكي طفلها الشهيد، ومن تحت الصورة كتب: "كان أفضل لو تم استعمال الواقي"، فهل هكذا يتعامل ضابط التثقيف مع جرائم ضد الإنسانية.. هل هذا موضوع دعابة؟".

 

وتابع بركة "إن موقفي من الحرب معروف ولن آتي بجديد، ولكن في الأمس سمعنا رئيس الحكومة إيهود أولمرت، في الساعات الأخيرة لولايته وهو يهلل ويتفاخر بتلك الحرب الإجرامية على قطاع غزة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ونحن نقرأ هذه الشهادات ونرى ما الذي يفعله الجنود استخفافا واستهتارا بغض النظر عن الموقف من الحرب: على أي ثقافة أنشاتم أجيالكم؟، وما التربية التي تربون عليها أجيالكم؟، إن هذه الجرائم باتت فلوكلورا عسكريا في الجيش الإسرائيلي".

 

وقال النائب العربي في البرلمان الإسرائيلي: "1400 شخص فقدوا حياتهم في تلك الحرب الإجرامية، و100 ألف إنسان فقدوا بيوتهم، وهناك من يحلو له تصنيف الشهداء بين بريء وغير بريء، وأنا أقول لكم هنا، أن كل من سقط على مذبح هذه الحرب الإجرامية في الدفاع بيته، وفقد حياته، هو بريء".

 

وأكد النائب بركة على أنه "مهما حاول الجيش التستر على الجريمة، فإن التحقيق حتما سيكون، وتقديم مجرمي الحرب إلى المحكمة أيضا هو أمر حتمي"، وفق قوله.

 

يذكر أن النيابة العسكرية الإسرائيلية قررت إغلاق ملف التحقيق في التجاوزات التي ارتكبها جنود الاحتلال، خلال العدوان على غزة، "لما يلحقه من ضرر بسمعة الجيش".