خبر أطباء وإعلاميون يدعون لتعزيز العلاقة بين المؤسسات الصحية ووسائل الإعلام

الساعة 10:18 ص|01 ابريل 2009

فلسطين اليوم: غزة

دعا  أطباء وإعلاميون إلى تعزيز العلاقة بين المؤسسات الصحية ووسائل الإعلام المختلفة للنهوض بواقع الإعلام الصحي عبر إفراد مساحات أوسع للقضايا الصحية الهامة.

كما طالبوا بضرورة تنمية قدرات الصحافيين في القضايا الصحية من خلال عقد تدريبات حول كيفية طرح القضايا الصحية  بشكل متميز يساهم في إيصال المعلومة بسلاسة للمواطن مع استخدام الرسوم المتحركة في وسائل الإعلام لضمان تأثير أكبر للرسالة الإعلامية . 

كما شدد المشاركون على ضرورة إعادة بناء الجسم الإعلامي ليكون قادرا على حمل الرسالة وتسويقها بشكل فاعل، كما طالبوا لوجود مرصد صحي يتابع ما يبث عبر وسائل الإعلام المختلفة وتقييمه.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها جمعية أرض الإنسان الفلسطينية الخيرية أمس بعنوان " الأنيميا في الإعلام " بتمويل من مبادرة الشارقة لدعم أطفال فلسطين " سلام يا صغار" ومؤسسة العون الطبي للفلسطينيين – بريطانيا – ماب بحضور طاقم جمعية أرض الإنسان والعديد من الأطباء وممثلين عن المؤسسات الداعمة للمشروع وعدد من الإعلاميين والمهتمين وذلك في فندق جراند بلاس في غزة .

وتحدث في بداية الورشة المدير الطبي لجمعية أرض الإنسان د. عدنان الوحيدي على حرمة الدم الفلسطيني الذي يسيل بغزارة رغم فقرنا منه ، مشيرا إلى الدور الهام المنوط بوسائل الإعلام في طرح القضايا الصحية بشكل سليم وبناء.

وقال أن الإعلام رسالة وأمانة ويجب التفاعل معها من خلال المنظور العلمي والواقع المهني مشيرا أن موضوع فقر الدم ليست مسؤولية الطبيب أو الممرض بل هو مسؤولية مجتمعية تمتد أطرافها لجميع الفئات والشرائح المجتمعية.

كما شدد د.الوحيدي على ضرورة تفعيل بعض  المفردات الإعلامية الفلسطينية والابتعاد عن تسويق المفردات الخارجية كي لا تصبح ثقافة سائدة في مجتمعنا.

وتطرق مدير دائرة التثقيف الصحي في وزارة الصحة معين الكريري في ورقته حول العلاقة بين الصحة والإعلام حيث أشار فيها إلى دور الإعلام في إحداث التأثير القوى على صناعة القرار الصحي وكيفية تشكيله، ثم عرض تحليلا حول لمحتوى التغطية الإعلامية للقضايا الصحية في وسائل الإعلام المختلفة والتي لم تتعدى 3% من المساحة الإعلامية الكاملة ، موضحا أن الدراسات السابقة التي أجريت حول الموضوع دللت على أن هناك قصورا واضحا في مدى تعاطي وسائل الإعلام مع القضايا الصحية.

وأوصى الكريري بضرورة تنظيم تدريبات خاصة في القضايا الصحية وإعطاء حيز أكبر لهذه القضايا في وسائل الإعلام ، وإجراء دراسات دورية لتحليل حجم التغطية الإعلامية.

وقدم د. عدنان الهندي ورقة عمل حول فقر الدم والوضع الاقتصادي أشار فيها إلى جملة من العوامل التي تساهم في حدوث فقر الدم وفي مقدمتها الفقر و والوضع الاقتصادي والحصار  وفقدان الأمن  الغذائي ، تعاطي المضادات الحيوية ، الطفيليات المعوية وغيرها من الأسباب منوها أن هناك أكثر من 700 مليون شخص في العالم يعانون من فقر الدم.

كما تطرق لمضاعفات فقر الدم المتمثلة انخفاض الإنتاجية والتأثير على القدرات العقلية موصيا بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وتعزيز الوجبات المقدمة للأطفال بالحديد.

وقدمت الإعلامية ماجدة البلبيسي ورقة عمل تطرقت فيها حول التغطية الإعلامية في الصحف المكتوبة للقضايا الصحية وبشكل خاص الأنيميا والتي اقتصرت على الموسمية والأخبار المتناثرة دون الخوض في القضايا الصحية المعقمة والتحقيقات التي تكاد تخلو من الصحف الثلاثة اليومية في قطاع غزة.

وانتقدت المؤسسات الصحية التي لم تساند وسائل الإعلام ولم ترقدها بالدراسات والأبحاث التي تجرى حول القضايا الصحية الهامة ولم تترجم وتبقى حبيسة الأدراج وفي ذات الوقت توجه أصابع الاتهام للإعلام وتسمه بالتقصير والتخاذل.

وأوصت بضرورة تعزيز العلاقة التكاملية ما بين المؤسسات الصحية ووسائل الإعلام بهدف تسليط الضوء الأكبر للقضايا الصحية الحساسة وطرحها بشكل متميز في وسائل الإعلام، تنظيم مسابقات دورية حول القضايا الصحية لحفز الإعلاميين على الكتابة وطرح القضايا الصحية ، تحديد يوم وطني لمكافحة مرض الأنيميا على غرار الأيام الوطنية الأخرى لجلب وزيادة الاهتمام بهذا اليوم وتحذيره لدى وسائل الإعلام .

وتحدث د.مبروك القدرة عن فقر الدم في الإعلام المسموع والمرئي والذي لم يحظ بالاهتمام الكاف مؤكدا أن صناعة الإعلام وتسويقه بشكل جيد ضرورة أساسية لضمان حدوث تأثير فاعل للرسالة الإعلامية حاثا على ضرورة استخدام الرسوم المتحركة عند التعبير عن القضايا الصحية لافتا إلى أن الإعلام هو علاقة تواصل دائمة وليست موسمية وأنه تكرار.

وأوضح أن المجتمع الفلسطيني يزخر بالكفاءات الإعلامية والقوية ولكننا نواجه مشكلة على الصعيد الفلسطيني في زيادة الإنتاج و سوء التسويق.

وقالت الصحافية سمر أبو شماس إن الإعلام الفلسطيني مقصر في حق الكثير من القضايا وخاصة الصحية لان الإنسان يعد الأساس لعملية التنمية، فالأخبار السياسية تطغى على المشهد الإعلامي الفلسطيني بشكل عام فنحن نفتقر إلى وجود صحف طبية متخصصة تعالج وتسلط الضوء على القضايا الصحية لتقوم بوظيفتها التثقيفية التوعوية الي جانب الإخبار

وأضافت أبو شماس يجب وضع خطة إستراتيجية إعلامية صحية لتطوير الإعلام بشكل عام والإعلام الصحي بشكل خاص وضرورة إنشاء مرصد اعلامى صحي يرصد جميع القضايا الصحية.