خبر هل سيهاجم- هآرتس

الساعة 08:18 ص|01 ابريل 2009

بقلم: الوف بن

 (المضمون: نتنياهو سيهاجم ايران وفقا للتقديرات ولكن مشكلته تكمن في الحصول على ضوء اخضر من امريكا والعالم في الانتظار - المصدر).

"انا اتعهد ان انتخبت – ايران لن تتسلح بالسلاح النووي وهذا يشمل كل ما يتوجب فعله حتى تتحقق هذه المقولة فعليا"، قال بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات . نتنياهو اعتبر الذرة الايرانية في خطابات اخرى "خطرا وجوديا على اسرائيل" وحذر من محرقة ثانية. فهل من الضروري ان تقرب عودته الى رئاسة الوزراء اسرائيل من الحرب ضد ايران؟

التقدير في الاوساط السياسية انه نعم سيهاجم. شخصيات سياسية كانت على صلة مع نتنياهو تقول انه قد قرر تدمير المنشآت النووية الايرانية. مقربون يتساءلون، كيف سيستقبل الجمهور قرارا مشتركا من نتنياهو وايهود اولمرت بمهاجمة ايران، وان كان ذلك سيرفع من شعبية الاثنين. الافتراض هو ان الدبلوماسية والعقوبات لن تحققا شيئا وان السبيل الوحيد لايقاف المشروع النووي الايراني هو القوة – وان اسرائيل وحدها التي تمتلك الدافعية للتحرك في هذا الاتجاه.

هذا ايضا التقدير السائد في وسائل الاعلام الدولية، الذي تتعامل مع الهجوم الاسرائيلي على ايران كحقيقة شبه راسخة. حكومات اوروبية تتدرب على اخلاء رعاياها من ايران في حالة قيام "طرف ثالث" بمهاجمة المنشآت النووية هناك. التهديدات المبطنة من اسرائيل على شاكلة "من المحظور استبعاد هذا الخيار عن الطاولة" التي تهدف الى حث الاسرة الدولية على زيادة ضغوطها وعقوباتها المفروضة على ايران، حتى تمنع الحرب، حققت العكس: "العالم" اقتنع بان اسرائيل ستتصرف من تلقاء نفسها ولذلك لا يتوجب عليه ان يفعل شيئا.

الأوساط الامنية – الاستراتيجية في اسرائيل منقسمة على نفسها في هذه القضية. يقدرون هناك ان بامكان سلاح الجو ان يصل الى ايران وان يضرب المنشآت النووية. هذا الهجوم سيوفر مهلة زمنية من ثلاث الى اربع سنوات، ان استغلت بصورة صحيحة ستمكن من اقامة اطار سياسي يكبح استنئاف المشروع. يذكرون هناك انه بعد تدمير المفاعل النووي العراقي في 1981 ادعى منتقدوا العملية ان بامكان صدام حسين ان يبني خلال ثلاث الى اربع سنوات مفاعل جديدا، الا ان الامر لم يحدث.

لكن رغم وجود القدرات التنفيذية التي لم تبرهن عن نفسها هي الاخرى، يسود اعتقاد لدى اوساط امنية كثيرة بان مهاجمة ايران ستكون "كبيرة على اسرائيل". هم يطرحون تعليلين اساسيين: الخشية من رد فعل ايراني شديد وشن حرب شاملة، حتى ان لم تنجح العملية، والاهم من ذلك معارضة الولايات المتحدة القاطعة لعملية عسكرية مستقلة، والبنتاغون برئاسة وزير الدفاع روبرت غيتس هو الذي يتصدر هذه المعارضة. حسب رأيهم لا يمكن لنتنياهو وباراك ان يصدرا الاوامر لسلاح الجو من دون "ضوء اخضر" واضح او ضمني من واشنطن.

رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، امل بازالة المشروع النووي الايراني بوسيلة اخرى، ومن الممكن التقدير ان اسرائيل نجحت في عرقلة المشروع لعدة سنوات وربما حتى لعقد من الزمان. ولكن النشاط استنفد نفسه. الايرانيون تغلبوا على المصاعب ونجحوا في اجتياز "العتبة التكنولوجية" في تخصيب اليورانيوم كما يقول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان".

قبل سنة طرح اولمرت وباراك على بوش قائمة طلبات، تهدف وفقا للمحللين لتسهيل الهجوم الجوي الاسرائيلي على ايران. بوش اصيب بالجزع والادارة ردت من خلال رسائل حازمة لاسرائيل بان لا تتصرف وحدها. منذ ذلك الحين ظهرت في وسائل الاعلام الاجنية تقارير حول عمليات على مسافات بعيدة يقوم بها سلاح الجو الاسرائيلي – تدريب في اليونان وقصف في السودان – لمواجهة تقديرات مطمئنة من الاستخبارات الامريكية بان ايران ليست قريبة من القنبلة النووية. اولمرت غير موقفه وبعد ان وعد بان لا تكون لايران قدرات نووية قال بان هناك حدود لقدرات اسرائيل.

نتنياهو يعول على براك اوباما، وسيقول له خلال لقائهما في هذا الشهر بان التاريخ سيحاكم رئاسته وفقا لمعالجتها للمشروع النووي الايراني. السؤال هو ان كانت قدرة نتنياهو على الاقناع بلغته الانكليزية البليغة ستتمكن من تغيير سلم الاولويات الذي وضعه اوباما، وعلى رأسه انقاذ الباكستان وسلاحها النووي من ايادي الطالبان والقاعدة، مع محاولة كسب الهدوء من ايران. هناك شك ان يدفع حتى اقتراح اسرائيلي للانسحاب من الجولان واخلاء المستوطنات من الضفة اوباما على قصف ايران، او الموافقة لنتنياهو على شن الهجوم. اسرائيل ستضطر لبذل جهودها من اجل التوصل الى تفاهم مع اوباما يدور حول معالجة ايران.

يظهر من كل ذلك ان صعود نتنياهو سدة الحكم يزيد من احتمالات الحرب مع ايران. ولكن "نقطة اللاعودة" لم تقطع بعد.