خبر أوروبا لا تقبل -معاريف

الساعة 08:16 ص|01 ابريل 2009

بقلم: نداف ايال

 (المضمون: لن تقبل الجماعة الدولية من اسرائيل سوى حل دولتين للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي - المصدر).

لا تحصل حكومة بنيامين نتنياهو حتى على لحظة واحدة من الرحمة من الجماعة الدولية، فضلا عن مئة يوم. يستطيع بوغي هرتسوغ وايهود باراك ان يقولا لانفسهما ولاعضاء مؤتمر العمل انهما احرزا تنازلات "تاريخية" من الليكود في التفاوض الائتلافي المتعلق بالمحادثات للتسوية الدائمة، وان نتنياهو وافق "في الواقع" على دولة فلسطينية. ويستطيع الليكود ان يرسل رسائل عاجلة الى واشنطن تتحدث عن "سلام اقتصادي" وحكم ذاتي، او تعبير عفن اخر مأخوذ من معجم مباحثات مكتب الليكود في سنة 1981. لسبب ما لا يفهم الاوروبيون والامريكيون، ويا لسذاجتهم، التذاكي الاسرائيلي واعوجاج حزب العمل. ولديهم سؤال سهل: هل رؤيا حكومة نتنياهو لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني تشتمل على اقامة دولة فلسطينية مستقلة. منذ ترفض الحكومة الجديدة ان تعلن رؤيا كهذه، تلحظ الجماعة الدولية ذلك من الفور على انه تراجع خطير عن الموقف الاسرائيلي  في العقد الاخير.

قبل ان تؤدي حكومة نتنياهو اليمين الدستوري ، اطلقت الجماعة الدولية طلقات تحذيرية فوق رأسها. هذا سلوك شاذ: فالمقبول انتظار حكومة اجنبية قبل ارسال رسائل دبلوماسية عالمية ولن نقول فظة اللهجة. في نهاية الاسبوع كان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي هم الذين ارسلوا تهديدا تلميحيا بامكان الاضراب بعلاقات اوروبا باسرائيل اذا رفضت اسرائيل تقديم حل دولتين للشعبين. وكان وزيرا الخارجية الاسهل بالنسبة لاسرائيل (وولتر شتاينمير الالماني وكارل شفارتسنبرغ التشيكي) هما من تحدثا في أبين صورة. كانت الرسالة ان حكومة نتنياهو لن تجد اذنا صاغية في اوروبا، حتى عند اصدقاء اسرائيل، اذا عارضت تقرير المصير للفلسطينيين، واذا بدأ وزراؤها يهمسون من جديد بـ "ضفتي الاردن". قبل اسبوعين كان البيت الابيض هو الذي بين ان حل الدولتين كان وما يزال الرؤيا الرئيسة للولايات المتحدة لانهاء النزاع. عبثا سيلمح كبار مسؤولي الليكود الى نظرائهم في اوروبا وفي الولايات المتحدة وسيحاولون ان يبينوا لهم على نحو ما انهم يدركون في الحقيقة ان الدولة الفلسطينية ستقوم، لكنهم لا يستطيعون ان يقولوا هذا علنا. يصعب على الاوروبيين والامريكيين ان يفهموا سياسة الغمز في موضوع اساسي الى هذا الحد.

ازاء ضغط كهذا، مجال مناورة الحكومة الجديدة محدود جدا. توجد اسرائيل بعد عملية "الرصاص المصهور" في واحدة من اشد النقاط في تاريخها من جهة الرأي العام الدولي. بتشجيع من الصور الصعبة من غزة والنشرات عن جرائم حرب نفذها الجيش الاسرائيلي، توجد الحكومات في اوروبا تحت مطلب عام اخذ في الازدياد للضغط وفي حالات ما ايضا لعزل اسرائيل وتصنيفها مثل جنوب افريقيا. في الولايات المتحدة تنشغل الادارة الجديدة بتكتيك خروجها من العراق – وهذا يقتضي تهدئة الشارع الاسلامي العالمي، الذي يتناول الوجود الاسرائيلي في المناطق تناولا وسواسيا. بين استطلاع اخير للرأي نشر في الولايات المتحدة ان 69 في المائة من اليهود فيها يعارضون بشدة المستوطنات ويؤيد اكثر من 70 في المائة ان تكون الولايات المتحدة وسيطا موضوعيا في النزاع. ويعارض 72 في المائة من اليهود الذين يتضرعون لحملات سياسية، او بعبارة اخرى اصحاب الرأي، يعارضون توسيع المستوطنات. تستطيع الادارة الامريكية مع نتائج كهذه في الجماعة الدولية ان تشعر بان يدها حرة ازاء حكومة نتنياهو.

بازاء تحديات دولية ضخمة كهذه كان يجب على اسرائيل ان تقف في مواجهة العالم اشد صورها تمثيلا وفخامة، والتي تستطيع ان تقنع بأن حكومة نتنياهو تستطيع صنع السلام بل تقديمه ايضا. موشيه ديان سنوات الالفين. آبا ايفين ايامنا. اختراع بيبي نتنياهو شخصا يلائمه المنصب ملائمة تامة الا وهو افيغدور ليبرمان.