خبر الأسد ينتظركما نتنياهو – باراك- يديعوت

الساعة 08:13 ص|01 ابريل 2009

بقلم: ايتان هابر مدير مكتب رابين سابقا

لو كان أسمي يهودا فالمان، او يهودا هرئيل، ولو كنت، مثلهما، دققت قبل سنوات جيل وتدا في هضبة الجولان، لكان هذا هو اليوم الذي ابدأ بالقلق فيه. الربيع يقترب، ولكن الان بالذات تتجمع السحب فوق الهضبة.

قصة شخصية: قبل 16 سنة وأكثر، في ذروة الحملة الجماهيرية "الشعب مع الجولان" قلت لصديقي يهودا فالمان بانهم يبذرون القوى وملايين الشواكل عبثا. جملة من المعرفة الشخصية والحدس المشكوك فيه دعتني الى ان اهمس في اذن: "احفادك (الذين لم يكونوا ولدوا بعد في حينه) سيولدون في هضبة الجولان".

فالمان، الذي كان يتمزق في حينه بين معتقده السياسي اليساري وبين محافظة سكنه في الجولان، ما كان يمكنه، بل وربما لم يرغب، في وقف الالة التي اجتاحت كل البلاد في المظاهرات في طريقها الى مكتب رئيس الوزراء في القدس. بالمال الذي بذره في حينه على المظاهرات كان يمكن ان تقام بلدة اخرى في الجولان.

لو صادفت فالمان الان لكنت اقول له: "يا يهودا، ابدأ بالقلق. صحيح أن هذا يبدو بعيدا وغير حقيقي، ولكن لا تنسى للحظة الشعار القديم لسلاح الجو: "ذاك الذي لا تراه، هو الذي سيسقطك".

في حكومة نتنياهو الثانية يوجد اليوم شخصان الله والحظ، وكذا الكفاءة السياسية لديهما منحوهما فرصة ثانية واخيرة. بيبي نتنياهو وايهود باراك، كلاهما معا وكل واحد على حده، عن حق او عن غير حق، دخلا تاريخ دولة اسرائيل كفشل سياسي كبير. ويكاد يكون من المسلم به واللازم ان نكتب هنا: وهما لا يمكنهما ان يسمحا لنفسيهما بان يقررا اسميهما الى الابد على الجدار الشرقي من الفشل.

الحكومات، وبالتأكيد رؤساء الوزراء، يدخلون التاريخ اساسا في اعقاب فعل تاريخي واحد، احيانا فعلين: اقامة دولة، حرب، سلام. كان هناك رؤساء وزراء وحكومات شطبت من الذاكرة الجماعية الاسرائيلية، لانه في زمن ولاياتها لم يحصل "أي شيء يكتب وهم عائدون الى البيت".

نتنياهو وباراك على علم بوضعهما الخاص، وكمن يعرفهما جيدا، تطلعاتهما وافكارهما السياسية التي توجههما، فاني اخمن: لن يسمحا للفرصة التاريخية الثانية بان تمر عليهما. امامهما، وبحجم كبير، امكانيتان اساستان: حرب او سلام، او هذا وذاك.

في اطار هاتين الامكانيتين، عند الحديث عن امكانية الحرب، فالهدف هو تصفية الخيار النووي الايراني. كلاهما على علم بالخطر المتزايد، ولكن كليهما ايضا يعرفان جيدا ما تنطوي عليه مثل هذه العملية العسكرية، اذا كانت ممكنة على الاطلاق. صحيح حتى اليوم يمكن لدولة اسرائيل أن تصرخ كثيرا وان تفعل قليلا. صحيح حتى اليوم، بيبي وباراك يعرفان بان ليست هذه هي القضية التي ستكون مفخرتهما. التاريخ قد يضرب بهما بشدة في الحالة التي امامنا.

تتبقى امكانية السلام. منذ زمن بعيد والرئيس السوري يصرخ للسلام من اسطح دمشق. اولمرت قطع، على ما يبدو، شوطا طويلا نحو الاسد، والاهم بالنسبة لنتنياهو وباراك: كلاهما، كل واحد بدوره، ادارا مفاوضات مع السوريين على الجولان واعربا عن استعدادهما لدفع الثمن، مثل بيرس ورابين قبلهما. ما هو الثمن؟ الجميع يعرف.

نتنياهو وباراك، بمنصبيهما اليوم، من حقهما ايضا التفكير بانه في السلام مع سوريا سيحصلان على واحد زائد واحد، كما هو دارج في حملات التنزيلات: السلام مع سوريا وكذا اخراجها من محور الشر مع ايران، وهكذا، ربما، الغاء السبب لكراهية الايرانيين لاسرائيل ايضا.

الثنائي نتنياهو – باراك ينحشران ابتداء من هذا الصباح في "الغرفة المأطومة"، والتي في داخلها ينبغي لهما أن يحلا عددا من المشاكل الحرجة والعاجلة. ولكن ستحين اللحظة، وهذه ليست بعيدة، التي سيبدآن فيها بالتفكير في السنوات التالية وفي التاريخ. من ناحية سكان الجولان، الحبوب في ساعات الرمل بدأت في حركتها البطيئة الى الاسفل.