خبر فشل مؤكد مسبقا -هآرتس

الساعة 08:12 ص|01 ابريل 2009

بقلم: أسرة التحرير

الحكومة الـ 32 لدولة اسرائيل، والتي ترسمت أمس، محكومة بالفشل. رئيس الوزراء الوافد، بنيامين نتنياهو، اثبت في عملية تشكيل الحكومة كفاءات سياسية متطورة واحابيل حزبية مثيرة للانطباع، والى جانبها الانعدام التام للرؤية، الشجاعة والتفكير الموضوعي. فليس الحرص على مصير اسرائيل كان على جدول أعماله في تشكيل الحكومة بل فقط تلبية نزعة السلطة لدى حفنة من المتفرغين وترسيخ قوة رئيسهم.

اسرائيل حظيت أمس بأكبر حكومة في تاريخها وفي نفس الوقت في واحدة من اكثرها هزالا. تشكيلتها تنذر بالشر. حين تكون الاعتبارات الائتلافية هي المعيار الوحيد لتشكيل الحكومة، فان النتيجة هي وزير مالية عديم الكفاءات الاقتصادية، وزير خارجية من شأنه أن يجد نفسه منبوذا في العالم، وزير دفاع فشل في منصبه، وزير تعليم لم يعنى ابدا بالتعليم، وزارة صحة بدون وزير، وسلسلة طويلة من الوزراء والوزارات العابثة وعديمة أي منفعة والى جانبهم وزراء بلا وزارة وبلا وظيفة يؤدونها، باستثناء المكان الذي سيحتلونه على طاولة الحكومة. حكومة ضخمة كهذه تبث احساسا بالتبذير الفضائحي، بالذات في الوقت الذي يقف فيه الاقتصاد على شفا ازمة اقتصادية خطيرة.

لا يوجد في سلسلة الوزراء الجديدة ولو وعد واحد. ليس فيها ولو تعيين واحد باعث على التوقعات. وحيال التحديات الخارجية والداخلية عرض نتنياهو حكومة شلل قاتمة ستجد صعوبة في اداء مهامها واتخاذ قرارات مصيرية. حكومة بلا رؤيا، بلا حماسة فعل وبلا وزراء يقودون خطى التغيير. ولا حتى بارقة أمل واحدة برزت أمس. الحكومة التي ولدت في الخطيئة، خطيئة الالعاب الحزبية الضيقة، من شأنها أن تقضي ايامها بمعارك البقاء، وليس بها فقط.

هذا نذر متعب جدا بالذات في الفترة التي تكون اسرائيل فيها مطالبة بقرارات حاسمة شجاعة: هذا نذر عسير لمسيرة السلام واعادة البناء الاقتصادي؛ هذا نذر شر لكل اسرائيلي قلق. اسرائيل بثت للعالم امس بان وجهتها ليست نحو السلام والتغيير. حكومة نتنياهو الثانية ليست افضل في شيء من حكومته الاولى وكل الامال في انه تغير تبددت في ضربة واحدة. الان لم يتبقَ سوى الامل في أن تكون الحكومة الاوسع في اسرائيل – كل نائب ثانٍ في حزب السلطة هو وزير او نائب وزير – ايضا الحكومة التي تخلي مكانها باسرع وقت ممكن.