خبر ليبرمان يهدد نتنياهو بالانسحاب من حكومته

الساعة 03:59 م|31 مارس 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

هدد أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال تم استبعاده من منصب وزارة الخارجية في حكومة زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو المقرر الإعلان عنها مساء الثلاثاء.

 

وقال ليبرمان في بيان نشره على موقع حزبه على الإنترنت إن "إسرائيل بيتنا" سينسحب من الائتلاف الحكومي في حال أوكل نتانياهو حقيبة وزارة الخارجية لأحد أعضاء حزب الليكود.

 

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تهديد ليبرمان جاء في أعقاب شائعات أطلقت في إسرائيل الثلاثاء ومفادها أن نتانياهو تعهد بمنح منافسه في الحزب سلفان شالوم منصب وزارة الخارجية إذا ما أجبر ليبرمان عن التخلي عن منصبه بسبب شبهات تحوم حول تورطه في قضية فساد.

 

وكانت خلافات قد نشبت بين نتانياهو ووزير خارجية إسرائيل السابق سيلفان شالوم بسبب استبعاده عن وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة، مما دفعه إلى البحث عن منصب وزاري رفيع يليق بالدبلوماسي السابق.

 

ولإرضاء شالوم، عرض نتانياهو عليه حقيبة وزارة التطوير الإقليمي بالإضافة إلى منصب نائب لرئيس الوزراء.

 

غير أن شالوم رفض عرض نتانياهو حيث نقلت هآرتس عن أحد مساعدي شالوم قوله إن نتانياهو أثبت من خلال هذا العرض أنه لا يسعى لحل الأزمة السياسية التي تواجه الائتلاف الحكومي.

 

ويثير تعيين ليبرمان في وزارة الخارجية للحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تضم أحزابا يهودية متشددة بالإضافة إلى حزب العمل اليساري، قلقا ومخاوف على الصعيدين العربي والدولي نظرا لمواقف وتصريحات زعيم حزب "إسرائيل" بيتنا المتطرفة.

 

غير أن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين رجحوا احتمال أن يتخطى نتانياهو العزلة الدولية التي قد تواجه حكومته دوليا في حال تمسكت ببرنامجها اليميني ورفضت الالتزام بخارطة الطريق والسلام مع الفلسطينيين.

 

ورأى هؤلاء أن نتانياهو قد يلجأ إلى تخفيف حدة موقفه والدخول ببطء في مفاوضات على حل قائم على أساس دولتين وفتح مسار منفصل للسلام مع سوريا إلى جانب الإيضاح للقوى العالمية أنه هو الذي يتخذ القرارات وليس وزير الخارجية المرتقب أفيغدور ليبرمان.

 

ويتوقع بعض المراقبين حدوث خلافات بين إدارة الرئيس باراك أوباما وحكومة نتانياهو الذي كان يدعو خلال حملته الانتخابية إلى تسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بالتركيز على تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين بدلا من التركيز على حل الدولتين الذي تتبناه الولايات المتحدة.

 

غير أن سفير إسرائيل السابق لدى واشنطن زالمان شوفال الذي يعمل حاليا مستشارا لنتانياهو يقول إن رئيس الوزراء الجديد شخص عملي، ويضع مصالح إسرائيل فوق كل شيء، ويدرك أهمية تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.

 

ويقول ديفيد ماكوفسكي الباحث في معهد واشنطن ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط التابع للمعهد إن إدارة أوباما لا تسعى للاصطدام مع نتانياهو، ولكنها تريد التوصل إلى تفاهم سريع في شأن المستوطنات. ويرى ماكوفسكي أن مشكلة المستوطنات مشكلة ضخمة، وأنها كفيلة بتسميم الأجواء لو سُمح لها بالتفاقم.

 

من هو ليبرمان؟

وصل ليبرلمان الذي يلقبه انصاره بـ "قيصر جميع اليهود الروس" إلى إسرائيل في 1978 مهاجرا من مولدافيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ودرس العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس.

 

وانتسب بعد ذلك إلى حزب الليكود وعين مديرا عاما للتكتل اليميني بين 1993 و1996 قبل أن يعينه رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتانياهو، مديرا لمكتبه من 1996 إلى 1997.

 

وفي 1999، انشأ ليبرمان حزب "إسرائيل بيتنا" وانتخب في السنة ذاتها عضوا في الكنيست الإسرائيلي.

 

وفي عام 2001، عين وزيرا للبنى التحتية وتولى بعدها وزارة المواصلات عام 2003. وأقاله رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون من منصبه في عام 2004 بسبب خلاف حول الانسحاب الأحادي الجانب من غزة.

 

ويتعهد ليبرمان بالقضاء على حركة حماس ويدعو إلى طرد العرب الذين لا يدينون بالولاء إلى دولة إسرائيل.

 

ويعتبر الزعيم اليميني المتشدد أن الأقلية العربية في إسرائيل يشكلون "طابورا خامسا" وأطلق حملة مركزة ضدهم  شعارها "لا مواطنية بدون ولاء".

 

كما دعا إلى إعدام النواب العرب الإسرائيليين الذين يجرون اتصالات مع حركة حماس بتهمة "الخيانة".

 

ولا يبدي ليبرمان إي نية في التفاوض مع الفلسطينيين.

 

ومن اقتراحاته مبادلة أراض يقطنها عرب إسرائيل بأجزاء من الضفة الغربية.

 

ولم تقتصر تصريحات ليبرمان العنيفة على الفلسطينيين وعرب إسرائيل، بل طالت الرئيس المصري حسني مبارك نفسه. حيث كان قد علق على رفض مبارك القيام بزيارة رسمية لإسرائيل بالقول " إذا أراد الحديث معنا فليأتي إلى هنا، وإذا رفض المجيء يمكنه الذهاب إلى الجحيم".