خبر نعم، يستطيعان -يديعوت

الساعة 09:04 ص|31 مارس 2009

بقلم: باروخ ليشم

 (المضمون: نتنياهو وباراك هما من النوع البرغماتي الذي سيستجيب لضغوط امريكا في حل الدولتين حتى لو اضطرا الى تفكيك الحكومة والعودة على رأس كديما جديد يتبنى هذا المشروع - المصدر).

 

في 1962 وقف ريتشارد نيكسون في مؤتمر صحفي اعلن فيه عن اعتزاله السياسة بعد أن فشل في الانتخابات لرئاسة الولايات المتحدة في العام 1960 وفي الانتخابات لحاكم كاليفورنيا بعد سنتين من ذلك. نيكسون خلع حذائه ولوح به قائلا: انتم لا تعرفون ماذا تخسرون، فلن تتمكنوا بعد اليوم من ركل نيكسون".

رغم ذلك انتخب للرئاسة في 1968 وانها الحرب الطويلة في فيتنام باتفاق سلام. ولولا قضية ووتر غيت لسجل كأحد الرؤساء الاهم في مجال السياسة الخارجية.

بنيامين نتنياهو وايهود باراك هما من السياسيين الاكثر ركلا في اسرائيل. في بمؤتمرات صحفية انفعالية انفصلا عنا بعد فشلهما كل على حده في 1999 و 2001. الان الخاسران في السياسة الاسرائيلية في الماضي سيحاولان معا ان يصبحا فتيي العودة.

كم من السهل تأبين فرصهما. فمن مثل هذين السياسيين الرقميين، الرجل الآلي المخادع نتنياهو والرجل الالي المشارك باراك، خبيران في ملء الدلو بالوعود للناخب وبعد ذلك ركله وسكب ما فيه. هكذا سيحصل ايضا مع السلام الاقتصادي الذي يعد به نتنياهو ومع السلام السياسي الذي يعد به باراك. أناس بسنهما لا يمكنهم أن يتغيروا.

من جهة اخرى، مشكلة هذا الطبع بالذات، طبع غياب الالتزام نحو الاشخاص والافكار يمكنها أن تصبح ميزة. فهما لم يتغيرا ولكن الواقع تغير. في الولايات المتحدة يقف اليوم رئيس يتصرف وكأنه يلعق اقراص ريتلين كل صباح. على مدى شهرين تمكن اوباما من اتخاذ قرارات كان يأخذها رؤساء آخرون على مدى سنتين.

الإسرائيليون، بمن فيهم اولئك الملتزمون بالمسيرة السياسية الصقوا المفاوضات السلمية بسفرياتهم الى الولايات المتحدة بمهمات البونتس، بمعنى مرة أو مرتين في السنة. المداعبة التمهيدية كانت اهم من الفعلة نفسها. هكذا ايضا تصرفت حكومة السلام لاولمرت ولفني على مدى ثلاث سنوات، بوتيرة ما كانت لتخجل المستشار القانوني للحكومة في قراره بشأن لائحة الاتهام ضد موشيه قصاب.

وها هو اوباما حتى لا ينتظر ايتان كابل يبشر بانتصار باراك في مؤتمر حزب العمل كي يبشر بحل الدولتين. ليست الخاطبة بل كلينتون الذي تراكض منفعلا بين جناحي باراك وعرفات في كامب ديفيد، في محاولة للتقريب بين الطرفين، بل رئيس عراب سيكتب شروط العقد بذاته. اذا ارادوا سلاما اقتصاديا، فليعطوا سلاما سياسيا. اذا لم يعطوا، فلن يأخذوا.

سياسيون ايديولوجيون من نوع مناحيم بيغن واسحق شمير كانوا سيردون ردا باتا الطلب الامريكي دون صلة بالضرر السياسي والاقتصادي الذي سيلحق باسرائيل. الالتزام بالطريق وبالحزب، كانوا سيقولون، اهم من المواجهة مع الامريكيين ومع العالم بأسره.

اما سياسيون من النوع المحب للبقاء كنتنياهو وباراك فكفيلون بان يتصرفوا بشكل مغاير. فبعد فشلهما كرئيسي للوزراء، في الولاية الاولى سيكونان ملزمين بان يعرضا على الجمهور انجازات في واحد من المجالات التالية: الامن، الاقتصاد اوالمسيرة السياسية. والمجالات الثلاثة مرتبطة بحبلها السري بالولايات المتحدة.

اوباما الذي انتخب باغلبية هائلة من الجمهور الامريكي، ليس متعلقا باللوبي اليهودي لاعادة انتخابه. قدرته على أن ينتخب متعلقة أكثر بتحقيق وعوده للجمهور الامريكي، والتي تتضمن الخروج من الازمة الاقتصادية وتخفيض اللهيب في بؤر التوتر في العالم، حيث يقف الشرق الاوسط في مركزها.

نتنياهو وباراك سيقفان امام امكانية عرض خطة سياسية تفكك الحكومة او انعدام العمل الذي يؤدي الى انصرافهما من المنصة السياسية كفشل مدوٍ. هكذا كفيلة بان يأتي في الانتخابات التالية كديما الجديد، برئاسة نتنياهو وباراك، مع خطة دولتين للشعبين.