خبر الشخص الذي خرج نظيفا -هآرتس

الساعة 09:01 ص|31 مارس 2009

بقلم: يوسي ميلمان

 (المضمون: تقرير لجنة خاصة يشير الى وجود اعمال خسيسة وشديدة الخطورة في جهاز الامن واعتبار الجنود فئران تجارب من دون ان يحاسب احد على ذلك - المصدر).

في الاسبوع الماضي تكشف احد الاعمال الوضيعة الشديدة الخطورة التي اقدم عليها جهاز الامن. الاعمال التي ترافقت بالخداع ومحاولات تطمس الحقائق والتغطية، موثقة جيدة بتقرير تفصيلي اعدته لجنة خاصة من الاطباء ورجال القانون ومدير معهد وايزمن سابقا. اللجنة – التي عينت وفقا لتوصية لجنة الاداب في نقابة الاطباء ، بموافقة السلاح الطبي ومصادقة محكمة العدل العليا – حققت بالتجارب التي اجراها جهاز الامن على جنود الجيش الاسرائيلي قبل اكثر من عقد من الزمان، من اجل التاكد من نجاعة تطعيم ضد مرض "الانتركس".

اللجنة تقول، انه لم يكن هناك اي مبرر علمي او غير علمي لاجراء هذه التجربة وانها كانت مخالفة لمبادىء معاهدة هلسنكي التي وقعت اسرائيل عليها والتي تحدد كيفية تنفيذ التجارب على بني البشر. عندما تلقى مقاتلو الوحدة البحرية الخاصة الاوامر بالغوص في نهر الكيشون، تصرف قادتهم ببراءة من دون ان يدركوا الخطر. قادة السلاح الطبي وقادة بارزين في جهاز الامن هم الذين كانوا يعرفون بامر تجربة الانتركس وكل سلوكهم برهن على الغش والسخافة، عندما اخفوا المعلومات حول طابع التجربة ومخاطرها عن الجنود.

        ورغم ذلك قسم من قادة السلاح الطبي ومع ذلك اسهام قادة السلاح الطبي حينئذ وعلى راسهم العميد غيورا مارتينوفيتش، يتقزم بالمقارنة مع اسهام اللاعب المركزي في هذه الحكاية. الا وهو الدكتور افيغدور شيفرمان، مدير المعهد البيولوجي  العظيم في نيس ستيونا منذ 14 عاما.

شيفرمان الذي يعتبر مجال بحثه مرض الانتركس، استخف باللجنة ورفض الامتثال امامها وفعل كل ما بوسعه حتى يعرقل تحركاتها. هذا خلافا للدكتور مرتينوفيتش وضباط السلاح الطبي الذين تعاونوا معه . لم يعرضوا على اللجنة اية وثيقة توضح "من الذي اصدر الاوامر" لاجراء التجربة وتخزين كمية كبيرة من جرعات التطعيم.

اعضاء اللجنة يشكون في ان القرار قد اتخذ من قبل الدكتور شيفرمان من دون قرار الحكومة ومن دون مصادقة رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان خطيا. يبدو ان شيفرمان قد بادر الى فكرة اعداد تطعيم وادار المشروع من تلقاء نفسه. السلاح الطبي وافق بسرور على التطوع بالجنود وان يكون مقاولا ثانويا. تمت اقامة مصنع حديث في مركز ابحاث بتكلفة مليار شيكل من اجل تطوير هذا التطعيم. كما اتضح انه كانت في اسرائيل ملايين التطعيمات خلال اجراء التجربة. في هذه الحالة نتساءل لماذا اجريت التجربة اذا؟

ولكن يبدو ان اشد الامور خطورة تكمن فيما لم ينشر بعد. المسؤول عن الامن في جهاز الامن سارع الى نصرة شيفرمان بتعليلات الخوف من المس بعلاقات اسرائيل الخارجية، وفرض رقابة بمصادقة من محكمة العدل العليا على عدة فقرات في التقرير. ولكن ما اتيح نشره يتضمن تلميحات واشارات. التقرير يقول ان اعضاء اللجنة لم ينجحوا في الوصول الى جذور دوافع الدكتور شيفرمان الحقيقية وهم يلمحون الى وجود دوافع غريبة. هل يعقل ان يكون جنود الجيش الاسرائيلي قد استخدموا كفئران تجارب وتمت استباحتهم والتفريط بهم من اجل مصالح غريبة؟ هذا يذكر بتجارب الـ سي. اي. ايه التي اجراها لحبوب الهذيان.

لسبب ما، ورغم التحقيقات السابقة ضده وتقارير (سرية) سلبية من مراقب الدولة الا ان الدكتور شيفرمان ظل يتمتع بحماية مطلقة من مسؤول الامن في جهاز الامن واجيال من كبار القادة في وزارة الدفاع الذين يحملون في السياق لقب "مساعد وزير الدفاع للدفاع عن النفس"

ربما يستيقظ رئيس الوزراء الجديد في هذه المرة اثر التقرير ووزير الدفاع السابق والحكومة ولجان الكنيست ويشكروا الدكتور شيفرمان على خدمته المديدة المثيرة للخلاف ويقوم بتعيين مدير عام جديد لاحدى المؤسسات السرية وغير الخاضعة للرقابة في دولة اسرائيل.