خبر غزة: 62 طائرة ورقية بألوان العلم الفلسطيني تعبر الخط الأخضر دون تصريح

الساعة 05:40 ص|31 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

ركض الفتى محمد الخطيب (17عاماً) خلف طائرته الورقية، ممسكاً بالخيط الموصول بها، يحاول الحفاظ على توازنها وسط الريح، كي لا تصطدم بطائرة اخرى.

دقائق معدودة حتى شقت طائرته بهدوء طريقها بين بقية الطائرات التي تلونت كل واحدة منها بألوان العلم الفلسطيني، وأصبح من الصعب رؤيتها ليس فقط بسبب الشمس الساطعة، بل للمسافات البعيدة التي قطعتها.

ركض الخطيب وحين وصل بالفعل إلى أقرب نقطة من الحدود الشرقية، وحلقت طائرته داخل الخط الاخضر قام بقطع الخيط، مودعاً إياها، وقائلاً بصوت عال : "سلمي على أراضي سيدي وستي". يقول الخطيب: "لم أعرف أن طائرتي ستكون الأولى والأسرع، إنه الحظ، أن تأخذ الرياح الطائرة معها".

والخطيب هو واحد من عشرات الفتية الذين شاركوا في إطلاق طائرات ورقية ملونة في سماء الحدود الشرقية بمحاذاة الخط الأخضر، في مهرجان للطائرات الورقية نظمته جبهة العمل الطلابي التقدمية للمرحلة الثانوية، ظهر أمس، لمناسبة يوم الأرض.

وانطلق الفتية من ساحة الجندي المجهول مشياً على الأقدام، والأيدي يرفعون الطائرات الورقية "الأطباق" والشعارات التي تتغنى بيوم الأرض، وصولاً إلى حديقة البلدية ومن هناك أخذوا الحافلات حتى الحدود الشرقية.

اثنان وستون طائرة ورقية بعدد سنوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية تناثرت في السماء، وحين وصلت فضاء الأراضي المحتلة، قام الفتية بقطع الخيوط التي تربطها، فأخذت معها ألوان العلم وبعض العبارات باللغة العبرية تقول: "سنعود إلى أراضينا". وتجمع أهالي المنطقة الحدودية التي تقع على أطراف حي الشجاعية، يتابعون الطائرات الورقية الملونة في السماء، بعد مدة طويلة اعتاد فيها أهالي تلك المنطقة رؤية الطائرات الحربية.

نادي صبح وأدهم المغني صديقان لم يتجاوزا الثمانية عشر عاماً من عمريهما، يلونان وجهيهما بالأحمر ويرفعان علم الجبهة الشعبية الأحمر، يقولان إنهما قدما ليكونا أقرب ما يكونان من أرض أجدادهما، وليقولا إنهما لم يريا الأرض في يوم من الأيام، لكنهما يشتاقان إليها وكأنهما عاشا فيها طوال عمرهما.

موسى غنام (16 عاماً) حاول أن يطلق طائرة ورقية لكن الخيط انقطع، كتب على طائرته "علمنا الحكيم ألا نستكين"، وقال: "لم أشعر بالسعادة منذ الحرب الأخيرة، اليوم أشعر أني قمت بشيء حقيقي يساعد وطني".

مؤيد الجديلي من جبهة العمل الطلابي ومسؤول المرحلة الثانوية فيها، يقول إن فكرة النشاط جاءت لمناسبة يوم الأرض، خاصة وأن الجميع اليوم يمر بمنعطفات سياسية كثيرة وصعبة.

وأضاف: إن هذا النشاط يحمل عددا من الرسائل، أولها للمجتمع الدولي الذي ربط إعمار غزة بقضايا سياسية، ثم رسالة للمحتل لنقول له إنه سوف يأتي يوم ستتحرر فيها الأرض، ورسالة للأرض نقول فيها إننا حتماً سنعود، ثم رسالة للمتحاورين في القاهرة نقول لهم لا ترجعوا دون اتفاق.

وفي نهاية الحدث تحركت الآليات العسكرية الإسرائيلية محدثة الكثير من الخوف في نفوس المنظمين، وحرساً على سلامة الفتية والطاقم الصحافي المصاحب لهم، طالبوا الجميع بالعودة إلى الحافلات ودعوا إلى إنهاء الفعالية بسرعة.