خبر قمة الدوحة تنهي أعمالها والفصائل الفسطينية تعتبرها لا ترتقتي لمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني

الساعة 09:57 م|30 مارس 2009

فلسطين اليوم –غزة

أكدت الفصائل الفلسطينية أن البيان الختامي للقمة العربية في الدوحة لا يرقى إلى قرارات فعلية، ويفتقر إلى الخطوات العملية، ولا يناسب حجم معاناة الشعب الفلسطيني وتضحياته.

وقال المتحدث باسم الحركة القيادي فوزي برهوم في تصريحات صحفية "إن ما جاء في البيان من مواقف وصيغ كانت ضعيفة ومنقوصة، ولا تحمل جديدًا بالنسبة للشأن الفلسطيني، ولا تلبِّي أدنى طموحات وتطلعات شعبنا الذي يعاني من الحصار والتهويد والقتل والدمار على مدار الساعة".

وشدد برهوم على أنه كان مأمولا من هذه القمة تشكيل حالة عربية جديدة تكون ظهيرًا للشعب الفلسطيني، وتتخذ قرارات وخطوات عملية وحازمة وفعلية لحماية الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده، وحماية مقدساته، وفك حصاره بالأفعال لا بالأقوال.

فيما أكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ان الشعب الفلسطيني كان يتطلع قرارا عربيا جريئا برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار بشكل فوري وسريع لدعم صمود الفلسطينيين ولجم العدوان الصهيوني خاصة بعد التهديدات الجدية التي يتعرض لها المسجد الأقصى من قبل غلاة المستوطنين واليهود المتطرفين .

من جهته أكد أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أن الشعب الفلسطيني كان يتطلع إلى دور أكبر من القمة العربية التي انعقدت في ظروف حساسة موضحا أهمية ان يتبنى العرب مشروع مصالحة حقيقية ودعم صمود الفلسطينيين خاصة بعد الحرب على غزة وضرورة رفع الحصار الظالم وفتح جميع المعابر.

وكانت القمة العربية الدورية الحادية والعشرين اختتمت أعمالها، بإصدار إعلان الدوحة الذي أكد دعم البلاد العربية لجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية، ووجه التحية للشعب الفلسطيني.

 

وأكد البيان الختامي على عدم قبول التعطيل والمماطلة الإسرائيلية وهو الأمر الذي استمر عبر حكومات إسرائيلية متعاقبة، مطالبا بوقف السياسات الإسرائيلية أحادية الجانب وإجراءات فرض الأمر الواقع على الأرض بما في ذلك الوقف الفوري لكافة النشاطات الاستيطانية وإزالة جدار الفصل العنصري وعدم المساس بوضع القدس الشريف والمحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

 

وأكد القادة العرب على ضرورة تحديد إطار زمني محدد لقيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام والتحرك بخطوات واضحة ومحددة نحو تنفيذ استحقاقات عملية السلام القائمة على قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.

 

وأعرب القادة العرب عن دعمهم الكامل للجهود العربية لإنهاء حالة الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، مطالبين جميع الفصائل الفلسطينية التجاوب مع هذه الجهود بما يكفل تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة وبما يضمن وحدة الأراضي الفلسطينية جغرافيا وسياسيا.

 

وجدد القادة العرب دعمهم للسلطة الوطنية الفلسطينية واحترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية بما في ذلك المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب.

 

وتضمن إعلان الدوحة تأكيد القادة العرب على الالتزام بالأهداف والغايات الواردة في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات المكملة له والعزم على تنفيذها بما يضمن تماسك الأمة ويحقق رفاه شعوبها.

 

وفي مؤتمر صحفي مشترك أعلن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قطر، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى مساء اليوم، أبرز نتائج القمة العربية.

 

وذكرا في مؤتمر صحفي عقداه في الدوحة، عن أن القمة قررت مجموعة من القرارات من ضمنها زيادة ميزانية الجامعة العربية.

 

وقد أكد رئيس وزراء قطر أن بلاده تدعم الجهود المصرية لرعاية المصالحة الفلسطينية.

 

وقال بن جاسم في رده على أسئلة الصحفيين عقب اختتام القمة العربية حول جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية والحوار الوطني:إن 'مصر تتولى الموضوع ونحن ندعم التوجه المصري، ونأمل بنجاح هذه الجهود'.

 

وطالب بتحرك عربي داعم للقضية الفلسطينية للقيام بأعمال على ارض الواقع تؤدى إلى فتح المعابر وإدخال ما يحتاجه الفلسطينيين للمعاونة في عملية اعمار غزة، موضحا أن على الفلسطينيين أن يتفقوا سويا ويسعون لتسوية الخلافات فيما بينهم حتى لا تستغلها إسرائيل لصالحها .

 

وقال انه التقى بالدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية المصري، الذي مثل بلاده في القمة، لكنه لم يجتمع به منفردا، منوها إلى أن الخلافات بين الدول تقوم على أساس سياسي أو اجتماعي وليس على أساس ما يتردد في وسائل الإعلام في إشارة إلى قناة الجزيرة

 

وأضاف انه سعيد بالنتيجة التي توصلت إليها قمة الدوحة من مصالحة بين السعودية وليبيا وتمنى أن تمتد لتشمل باقي العلاقات العربية.

 

وقال:ان القادة العرب قرروا تخصيص مبالغ لسد العجز الغذائي في السودان والصومال وجزر القمر، وانه تم تخصيص مبلغ 8ملايين دولار شهريا لمدة سنة للسودان و3 ملايين دولار شهريا لستة أشهر للصومال شريطة تحقيق المصالحة ومليوني دولار شهريا لمدة سنة لجزر القمر.

 

وأكد أن ذلك يعبر عن التكاتف العربي، الذي نأمل أن يتكرر ويزداد، مشيرا إلى انه تم اتخاذ قرار أيضا بزيادة ميزانية الجامعة العربية.

 

من جانبه أعرب موسى عن تفاؤله بالمصالحات العربية التي أخذت تتوالى منذ قمة الكويت وحتى الآن، معتبرا أنها تمثل ترجمة لقرار عربي بإنهاء الخلافات.

 

وأكد أن الأبواب والنوافذ بدأت تتفتح وسوف تنضم مصالحة اليوم لقائمة المصالحات السابقة.

 

وحول المبادرة العربية للسلام أكد موسى انه لا يصح أن تظل مطروحة حتى ترضى عنها إسرائيل، فبعد الأضرار البالغة التي لحقت بنا من السياسة الأمريكية السابقة جعلتنا نؤمن انه لا طرح لعملية السلام بدون نهاية.

 

وشدد على ضرورة وجود وقفة حازمة تجاه الموقف الإسرائيلي، موضحا أن المبادرة ستظل مطروحة حتى نهاية 2009.

 

وأضاف أننا إذا دخلنا عملية سلام فلن تكون إلى نهاية ولن نسقط في نفس المطب الذي سقطنا فيه، فعملية السلام في تعبيرها ومضمونها موضوع سلبي والأمريكان وصلتهم الرسالة أننا لن نعيش على هذا المعنى وهذا هو الإطار الزمني الذي نتكلم فيه وهذه دروس ولابد أن نعمل وقفة في نهاية عام 2009 ونرى ما التقدم الذي حدث على الطريق.

 

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إننا لا نستطيع أن نستمر هكذا في الخلافات العربية العربية، موضحا أن المصالحة التي نشهدها اليوم ومن قبل في قمة الدوحة وفى القمة الرباعية في الرياض، وكذلك المصالحة القادمة إن شاء الله، كلها نتيجة رد فعل الرأي العام الغاصب جدا من الوضع الحالي ، ولذلك أو قل إن قوة الرأي العام كان لها دور كبير جدا في المصالحة.

 

وأضاف:'أرجو أن نقلب الصفحة في موضوع المصالحة وليس أن نثير ونستثير ما يكون عليه خلاف ، ونرجو أن نساعد الكل ورئاسة القمة على أن تسير نحو المصالحة ، فمثل هذه الأمور تضر بالعلاقات العربية العربية ونحن الآن في إطار مصالحة وهذا يكفى.

 

وقال موسى 'لم أتفق أبدا مع أوصاف الاعتدال والممانعة لأنها تأتى من ترجمات خارج الإطار العربي وهى وليدة مرحلة التوترات العربية، مؤكدا أن المرحلة الحالية من مصالحة تتطلب تعبيرات أخرى لنعيد الأمور إلى ما كانت عليه.

 

وأضاف أنه بالنسبة لدور القمم في إنجاح المصالحة فإن عقد القمم مقررة ولكنها تقدم مناسبة جيدة لتبادل وجهات النظر أو لفت النظر إلى وجود أخطاء ، وإذا كانت قمة الكويت أدت إلى مصالحة عربية ، وقمة الدوحة أدت إلى مصالحة سعودية ليبية فهذا شيء جيد جددا.

 

وأضاف: العلاقات بين الدول العربية مثل الزرع تحتاج إلى ري وأن نرويها أحيانا بالفكر والمصالح المشتركة ودائما إلى تغذية وليس إن نقول إن المصالحة تحققت.