خبر أعطوا بيبي فرصة -يديعوت

الساعة 08:37 ص|30 مارس 2009

بقلم: ناحوم برنياع

غدا – بعد غد يجتمع وزراء الحكومة الجديدة في الصورة الاحتفالية مع رئيس الدولة ورئيس الوزراء في الوسط. حسب عدد الوزراء، ينبغي اجراء التصوير في استاد تيدي حيث يملأ الوزراء الساحة فيما يتواجد الحراس على المدرج، ولكن وزراءنا هم اناس طيبون: امام عدسة المصور سيوافقون على الاحتشاد.

رغم الحجم المبالغ فيه للحكومة، ورغم الاخطاء التي ارتكبت في الطريق الى تشكيلها، رغم الشبهات التي يتلقاها بها جزء هام من العالم، فان حكومة نتنياهو هي الحكومة الوحيدة التي لدينا. فهي ليست بالضبط الحكومة التي حلم بها ناخبو كديما، الليكود، العمل او شاس، ولكنها حكومة شرعية. يجب اعطاؤها الفرصة.

في الايام القريبة القادمة سيقول كل السياسيين، بمن فيهم اولئك الذين يصلون في الخفاء لسقوط الحكومة السريع، بانهم يأملون لها بالنجاح. هذه ليست فرصة: هذه كياسة. أنا أتحدث عن جهد حقيقي للتمييز بين الاساسي والتافه في جدول أعمال الحكومة، فندع، على الاقل لبضعة اسابيع من الرأفة، التافه ونركز على الاساسي.

منذ يومها الاول ستتصدى حكومة نتنياهو لجبهتين اساسيتين: الجبهة الاولى هي الازمة الاقتصادية. فمن أنصت لتصريحات نتنياهو في المواضيع الاقتصادية في الاسابيع الاخيرة أخذ انطباعا شديدا من تحكمه بالتعابير، من اطلاعه على ما يجري في بلدان اخرى ومن ثقته بقوته على التغلب، هو وحده، على الازمة بسرعة قصوى. الحلول التي يتحدث عنها، وعلى رأسها تخفيض الضرائب اقل اقناعا. نتنياهو مصمم اقل بكثير مما يبث من احساس للجمهور.

الحقيقة هي أن الارباك عالمي. لا يوجد زعيم واحد في العالم يعرف كم من الوقت ستستمر الازمة وما العمل لاجل التسريع للخروج منها. لم يسبق أن القت حكومات الى السوق بهذا القدر الكبير من المليارات في ظل الصلاة في أن ترحم أرباب البنوك وان تمر العاصفة. من ناحية الاقتصاد الاسرائيلي، فان ما سيفعله اوباما وبرننكي اهم مما سيكون عوفر عيني وشرغا باروش مطالبين بعمله. الاحساس الغريزي لدى نتنياهو سيدفعه الى تقليص الميزانية، تخفيض الانظمة والتعليمات وتطوير السوق الحرة. وهو سيختبر بقدرته على ان يفعل بنجاح عكس ما روج له كوزير للمالية.

الجبهة الثانية التي ستتصدى لها الحكومة هي سياسية وعسكرية. ظاهرا يوجد في حكومة نتنياهو اجماع: نتنياهو، باراك وليبرمان لا يؤمنون بانه يوجد احتمال للتوصل الى اتفاقات سلام. ومع ذلك، الاستنتاج الذي استخلصه كل واحد منهم مختلف. لما كان باراك لا يصدق أي جهة، فانه مستعد لان ستحدث مع كل جهة. فهو يؤمن بالترتيب – جملة تفاهمات تتيح تهدئة أمنية بين جولة عنيفة واخرى.

خطاب ليبرمان يسعى الى الابادة. اذا كانت ايران تبني قنبلة نووية، فالحل هو قصف طهران. اذا كانت مصر تهيننا، فالحل هو قصف سد أسوان. اذا كانت حماس تطلق الصواريخ، فيجب اسقاط حكم حماس في غزة. اذا كان باراك يؤمن بالترتيب فان ليبرمان يؤمن بالازالة.

نتنياهو يركز على التهديد الايراني الذي يراه خلاصة كل شيء. حسب مفهومه اسرائيل لا يمكنها أن تعيش الى جانب ايران نووية. اذا لم يجدِ الضغط الدولي على ايران، فينبغي اقناع الولايات المتحدة بالعمل عسكريا او الاستعداد لعملية عسكرية مستقلة.

سياسة الترتيب على نمط باراك لا أمل في ان تقر في حكومة نتنياهو. وكذا الحروب المبادر اليها على نمط ليبرمان لا يوجد لها احتمال كبير: مشكوك ان يتبنى وزير الخارجية ليبرمان، حتى هو، الخطاب الكفاحي لليبرمان من اسرائيل بيتنا. وسيكون الحل الوسط لا الابادة ولا الترتيب بل تجميد الوضع القائم.

باستثناء الموضوع الايراني فهذه المسألة لا يمكن تجميدها. نتنياهو سيتطلع الى أمريكا اوباما: لعل منها يأتي الخلاص. المسالة ستكون مزدوجة: هل سيكون اوباما مستعدا لان يخضع جدول اعماله لجدول اعمال اسرائيل، وهل سيكون نتنياهو مستعدا لان يتنازل للرئيس الامريكي في سلسة من المواضيع، وعلى رأسها المفاوضات لاقامة دولة فلسطينية. نتنياهو يمكنه أن يسوف في المفاوضات. ليس مؤكدا أن يكون بوسعه ان يفعل ذلك مع شركائه اليمينيين.

نتنياهو حظي بهدية نادرة في السياسة: فرصة ثانية كرئيس وزراء. باراك ايضا حظي بهدية: فرصة ثانية كوزير دفاع. وكذا ليبرمان: اعطيت له فرصة من السماء للتحرر من الشعارات الفارغة التي دفع بها حتى الصدمة. المطبخ السياسي في حكومة نتنياهو سيكون نادي الفرصة الثانية.

نتنياهو يفترض، ضمن امور اخرى، بان فرصة ثالثة لن تكون. وهو سيفعل كل شيء كي يتمكن من عدم الفشل. هو يستحق الفرصة: ربما هذه المرة ينجح.