خبر العاب في الحكم -هآرتس

الساعة 08:35 ص|30 مارس 2009

بقلم: عميرة هاس

 (المضمون: فتح وحماس تهتمان بالحكم اكثر من اهتمامهما بالتحرير الحقيقي - المصدر).

الاحزاب الفلسطينية تداولت في القاهرة مثل الكبار حول نسبة الحسم التي سيجري اتباعها في الانتخابات القادمة للمجلس التشريعي الفلسطيني. الحزب الذي يعتبر الجهة الاقوى اي حماس معني بنسبة حسم مرتفعة. الرقم الذي القي في غرفة المداولات كان 8 في المائة الامر الذي اثار ذهول الاحزاب الصغيرة. اما فتح فقد صدرت عنها اصوات متباينة: هناك المعنيون بنسبة حسم مرتفعة (4 في المائة)، على امل ان يضطر هذا الامر الاحزاب الصغيرة في م. ت. ف بالتحالف مع فتح في قائمة مشتركة، ولكن اغلبية ممثلي حركة فتح – الحزبي الحاكم الذي ذاق الهزيمة – يجمعون على رقم اقل من ذلك.

من يتداول في نسبة الحسم ليس معنيا بالتأكد الصرف من برنامجه الانتخابي ودرجة التأييد لهذا البرنامج، من خلال انتخابات ديمقراطية هو يفكر بمكانته كحاكم. القيادات الفلسطينية المتنازعة تتصرف وكأنها تعيش في دولة سيادية وليس في مناطق مشرذمة معزولة وخاضعة لحكم اجنبي.

التشبث بمصطلحات صورية للديمقراطية البرلمانية في خضم الاحتلال يعبر في اخر المطاف عن الولاء لعملية اوسلو. ليس من المفاجىء ان نقول ذلك عندما يتعلق الامر بفتح التي حاولت بيع هذه العملية للجمهور كوسيلة للاستقلال في حدود 1967 في مدى الجيل الحالي عمريا. ما زال كبار المسؤولين يصرحون بأن الامر ممكن، وان كانت هناك دلائل كافية على انهم هم ايضا قد يأسوا من عملية اوسلو. اما الساخرون فسيقولوا ان "اوسلو" الفاشل يعد قادة م. ت. ف وفتح بالترف الشخصي للبقاء في حكم تحت رعاية الغرب. اخرون سيقولوا انهم بانتظار ضغوط خارجية على اسرائيل ايضا.

الولاء لاطار اوسلو يتناقض مع معارضة حماس السياسية للاتفاقيات – ولكن هذا شكلي فقط. التزام الحركة الدينية – الوطنية الايديولوجي ليس بالسيادة في حدود 1967 وانما بتحرير الارض كلها. في ذلك هي ليست قلقة من العزلة السياسية والمؤسساتية والشعبية بين القطاع والضفة، التي كرستها اسرائيل وما زالت تعمقها منذ 1991 والتي تناقض حل الدولتين. من ناحية اخرى، المدى الزمني لحماس حتى االتحرير الكامل هو مدى واسع جدا وبلا حدود. اي حتى ليس في حياة الجيل القادم. لكن خلافا للفشل الذي تأكد لوعود اوسلو، لا يمكن لاحد ان يبرهن عن الفشل في المستقبل. ما يهم لحماس الان ان تبرهن انها كحركة اسلامية – وطنية قادرة على الحكم وانها تنجح في تحقيق الشرعية الدولية، وفي نفس الوقت ضمان التحرير الاسطوري.

القيادتان الفلسطينيتان المتخاصمتان لا تحاولان رغم تصريحاتهما زعزعة الوضع القائم الذي تمخض عن عملية اوسلو: احتلال اسرائيلي، حكم ذاتي فلسطيني محدود، لفتات انسانية من العالم ومفاوضات بلا نهاية. تركيز فتح وحماس على الانتخابات وتركيبة الحكومة ذات الصلاحيات المحدودة يعزز من صورة نهاية الاحتلال الزائفة التي نشأت هنا خلال الـ 15 سنة الاخيرة، والتي كانت جيدة جدا لاسرائيل: هي تتنصل من كل التزاماتها للشعب الخاضع للاحتلال وتشدد من طرق قمعها حتى التطرف، وتواصل التصرف في اراضي هذا الشعب وكأنها اراضيها الخاصة، كما ان مجرد مشاركة الفلسطينيين الرسمية في عملية المفاوضات يرضي مطالب الحكومات المركزية في العالم.

لو انهم تطلعوا فعلا للتحرير لقامت قيادة الفلسطينيين في فتح وحماس بتجاوز عدة خطوط حمراء في لعبة اوسلو. في مثل هذه الحالة كانوا سيتنازلون عن العملية الانتخابية التي تثير الاختلاف في جوهرها على النمط الغربي. وكانت فتح وحماس لتجد طرقا اخرى للتعبير عن الفوارق والاجماع وتشجيع النقاش الشعبي حول كل الوسائل التحريرية التي فشلت حتى الان. ولكن هذا ليس سهلا على ما يبدو، عندما يكون الحكم في متناول اليد مهما كان محدودا وعقيما.